حوار سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. شهدت اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الصيني تشين غانغ مع المسؤولين المصريين في القاهرة، في إطار محاولات بكين توسعة نفوذها في القارة الأفريقية، مباحثات حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، وجدد المسؤولون المصريون مطالبتهم بضرورة تدخل الصين للضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لدفعه إلى الدخول في جولة مفاوضات جديدة حول السد ، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور في الحوار الصحفي التالي:
هل نجحت مصر في إقناع وزير الخارجية الصيني تشين غانغ بوجهة نظرها حول أزمة سد النهضة الإثيوبي؟
مصر تحاول مع كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي للوصول إلى حل مرضي لمشكلة نهر النيل والتعنت الأثيوبي في بناء سد النهضة، وعمل حجز للمياه للملء بقرارات منفردة دون الرجوع إلى دول حوض النيل، وهذه محاولة مع الصين، والتي تعتبر حليف إستراتيجي لكلا الدولتين مصر وأثيوبيا، ولها إستثمارات في الدولتين وله مصالح مشتركة، ومن المفترض أن يكون قراراتها ومباحثاتها مع الجانب الأثيوبي عادلة.
يرى البعض أن القاهرة ربما تعول على حالة التنافس الأميركي الصيني والنفوذ في القارة الأفريقية ومنطقة القرن الأفريقي لكسب أطراف حليفة لها في قضية سد النهضة، فهل تتفق مع هذا الرأي؟
الصين لها إستثمارات ضخمة في القارة السمراء بعكس الولايات المتحدة الأمريكية التي تركز على أماكن أخرى ليس منها الجانب الافريقي، لكن الصين من خلال البحث عن المواد الخام في الدول المختلفة، وضخ إستثمارات ليكون لها نصيب الأسد في القارة السمراء. ومصر تلعب مع كافة الأطراف، سواء الصين أو أمريكا أو غيرها من الدول، التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة بدون الدخول في نزاعات عسكرية.
يرى محللون أيضا أن اللعب المصري على ورقة التنافس الصيني الأميركي لتحقيق مكاسب على صعيد أزمة السد محفوف بالمخاطر، كون الصين ترتبط بمصالح أكبر مع إثيوبيا”. خاصة وأن أديس أبابا كانت بوابة بكين “للتوغل في منطقة القرن الأفريقي، وإقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي فكيف ترى ذلك ؟
إذا كانت الصين لها مصالح إستراتيجية مع أثيوبيا ، فمصر أيضا لها مصالح قوية ومشتركة مع الصين خاصة وأن مصر تعتبر جزء من طريق الحرير، وأيضا لها إستثمارات في أفريقيا، وتعتمد على أن مصر هي البوابة الرئيسية للدخول إلى أفريقيا، لكن مصر لا تعتمد على طرف واحد ، فلا تعتمد على الصين دون أمريكا أو دولة معينة ، ولكن تحاول أن تشرك المجتمع الدولي في مثل هذه الأزمات ، حتى يكون المجتمع الدولي شريك في حل هذه المشكلة ، فمصر دولة سلام وليست دولة حرب ، و إذا كانت أثيوبيا تراوغ أو تنفرد بقرارات دون التعاون مع دول حوض النيل ، فمصر سيكون لها ردود أخرى لا تعتمد على أن يكون المجتمع الدولي شريك في حل المشكلة ، ولكن سيكون هناك خطوات أخرى لم يعلن عنها حتى الآن.
من جهة أخرى يرى كثيرون أن بكين “تدرك جيداً وضع الإقتصاد المصري، ما يجعلها تفكر في إمكانية إرضاء القاهرة بحزم مساعدات بعيداً عن خسارة أديس أبابا دون التدخل في قضية سد النهضة فهل تتفق مع ذلك ؟
اذا كان البعض يرى أن الصين تحاول إغراء القاهرة ببعض المساعدات و ما إلى ذلك ، فالقاهرة لا تنظر إلى حل مشكلة سد النهضة من هذه النظرة ، لكن لديها أوراق كثيرة تعتمد عليها ، فهي تحاول أن تشرك المجتمع الدولي سواء كان دول أو مؤسسات أو غيرها ، حتى تصل إلى حل مرضي دون أن يكون هناك تأثير سلبي على حصة مصر من مياه النيل ، لكن كل دولة لها قراراتها و إستراتيجيتها، فالصين لها رؤية و أمريكا لها رؤية أخرى و أثيوبيا لها رؤية أيضا ، لكن مصر لم ولن تفرط في مياه النيل بأي وسيلة ، فهي تشرك المجتمع الدولي شرقا وغربا دون أن تقطع التواصل مع أثيوبيا التي هي الأساس في حل المشكلة ولكن الأيام القليلة القادمة ستظهر مدى إمكانيات مصر للوصول إلى حل لا يؤثر على حقها في مياه النيل.
في ظل ارتباط المصالح المصرية مع واشنطن أكثر بكثير، من إرتباطها بالصين يتخوف البعض من وجود رد فعل أمريكي في حال غضبت الإدارة الأميركية من لجوء مصر إلى الصين في قضية سد النهضة فهل تتفق مع ذلك؟
مصر لا تنظر إلى قضية سد النهضة من ناحية إرضاء الصين او إرضاء روسيا أو أمريكا لحل هذه القضية، ولكن مصر تتعاون مع مختلف دول العالم وخاصة الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، بحيث أن يكون هناك حل مرض وعدم تأثر حصة مصر من مياه النيل بكافة الطرق والوسائل، إذا كانت الصين لها دور قوي فهذا تحرك من ضمن التحركات التي تسير بها الحكومة المصرية. إذا كانت أمريكا أيضا لها دور فهي تحاول معها هي الأخرى بوسائل أخرى، لكن مصر لا تنظر إلى غضب دولة من أي خطوة تقوم بها، فمصر تنظر إلى مصلحتها فوق كل إعتبار.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس