أحمد سلطان: مصر ساندت القضية الفلسطينية دائمًا والمواجهات الأخيرة كشفت ضعف الجانب الإسرائيلي

8
أحمد سلطان: مصر ساندت القضية الفلسطينية دائمًا والمواجهات الأخيرة كشفت ضعف الجانب الإسرائيلي
أحمد سلطان: مصر ساندت القضية الفلسطينية دائمًا والمواجهات الأخيرة كشفت ضعف الجانب الإسرائيلي

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. كشفت مصادر مصرية مطلعة أن القاهرة استضافت لقاءً ثلاثيًا جمع مصر والكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة ترتيبات محور صلاح الدين “فيلادلفيا” ومعبر رفح البري الذي يربط مصر بقطاع غزة الفلسطيني. وأوضحت المصادر أن المحادثات تناولت الخطوات المطلوبة لحماية الحدود بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور صلاح الدين ومنطقة معبر رفح. كما تطرقت النقاشات إلى تحديد مراحل الانسحاب الإسرائيلي والخطوات التي يتعين على مصر اتخاذها لضمان أمن الحدود.

وللمزيد من التفاصيل، تحدث الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد سلطان إلى “أفريقيا برس” في الحوار التالي.

ما هي أبرز القضايا الأمنية التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع المصري الإسرائيلي الأميركي في القاهرة، وكيف ستؤثر على الوضع في محور صلاح الدين ومعبر رفح؟

أشارت بعض المصادر إلى هذا الاجتماع، ولكن لم يتم تأكيده رسميًا من أي جهة سواء كانت أميركية، مصرية، أو إسرائيلية. رغم ذلك، التنسيق بين الدول الثلاث قائم بالفعل، خاصة فيما يتعلق بمرحلة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعمليات إعادة الإعمار. هذه القضايا تتطلب تنسيقًا مكثفًا من الجانب المصري، لا سيما في المحاور الأمنية والعسكرية.

أبرز القضايا التي يتم التنسيق بشأنها حاليًا تشمل الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا ومحور ميتسرين في قطاع غزة. القوات الإسرائيلية قامت سابقًا ببناء تجهيزات عسكرية ورصف طرق في هذين المحورين بهدف تقطيع أواصر غزة والضغط الأقصى على الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس.

بالنسبة لمحور صلاح الدين، إسرائيل تدرك أن مصر لن تقبل وجودها في هذا المحور. في السابق، حاولت إسرائيل ممارسة ضغوط على الجانب المصري عن طريق اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لكن مصر رفضت تلك الضغوط بشكل قاطع. التواجد المصري في هذه المناطق يخضع بالكامل لاعتبارات الأمن القومي المصري.

إسرائيل حاولت التعلل بأن مصر تخرق اتفاقية كامب ديفيد، لكنها في الحقيقة هي التي خرقت الاتفاقية باحتلالها لمحور صلاح الدين، حيث إن هذا المحور يخضع لاتفاقية المعابر الدولية والتنسيقات اللاحقة بشأنها بين مصر، إسرائيل، والجانب الفلسطيني.

ما هي الخطوات العملية التي ستتخذ لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من محور صلاح الدين؟

الجيش الإسرائيلي سيبدأ الانسحاب تدريجيًا خلال فترة الهدنة، حيث تلعب مصر دورًا محوريًا في ضمان أمن الحدود. يتمثل هذا الدور في تواجد قوات الجيش المصري وقوات الشرطة المصرية على الحدود، وفقًا للاتفاقيات التي تنظم هذا التواجد، بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد والملحقات الأمنية المرتبطة بها.

ما الدور الذي ستلعبه مصر في تأمين الحدود وتشغيل معبر رفح بعد الانسحاب الإسرائيلي، وما هي التحديات المتوقعة؟

مصر ستركز في هذه المرحلة على ضبط الحدود وتعزيز التواجد العسكري، خاصة أنها نجحت سابقًا في منع تهريب السلاح والممنوعات إلى قطاع غزة أو الجانب الإسرائيلي. ستكون هناك ترتيبات بشأن إدارة المعبر من الناحية الفلسطينية، حيث كان هناك مقترح بأن تتولى لجنة الفصائل الفلسطينية بالتنسيق مع السلطة هذا الدور. ومع ذلك، لم يتم تشكيل اللجنة حتى الآن بسبب بعض الخلافات البينية بين حماس والسلطة الفلسطينية. أما من جانبها، فستدير مصر معبر رفح وتنسق مع الجانب الفلسطيني لضمان تشغيله بشكل فعال.

هل يمكن توضيح تفاصيل كل مرحلة من مراحل الانسحاب الثلاث، وما الذي يميز كل مرحلة من حيث الترتيبات الأمنية؟

مراحل الانسحاب تتم تدريجياً، وتبدأ بالانسحاب من المناطق المكتظة، ثم الانتقال إلى الانسحاب جنوب شرق رشيد في قطاع غزة، حيث يتم السماح للسكان بالعودة إلى الشمال. هذه المراحل الثلاث تتضمن المرحلة الأولى التي تستغرق حوالي 42 يومًا. نحن أمام عملية مطولة نسبيًا، تشبه إلى حد ما ما حدث في لبنان.

كيف سيؤثر الاتفاق على العلاقة بين مصر وحركة حماس، خاصةً مع استقبال حماس لمسودة اتفاق وقف إطلاق النار؟

مصر لديها التزام ثابت وأساسي لم يتغير خلال السنوات الماضية بدعم القضية الفلسطينية، وتحرص على الحفاظ على علاقات مع كل الأطراف انطلاقًا من هذا الالتزام. وبالنسبة لوقف إطلاق النار الحالي، فإن ما يتم مناقشته هو تطوير المسودة المصرية التي قُدمت في مايو الماضي وتبنتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في يوليو. مصر تظل حريصة على دعم القضية الفلسطينية وترفض أي محاولات لتصفيتها، وقد لعبت دورًا كبيرًا في إجهاض مخطط التهجير، مما يعزز دورها المحوري في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.

هل هناك خطط محددة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ضمن هذا الاتفاق، وما هي الأولويات في هذا الصدد؟

نعم، هناك خطط لزيادة المساعدات الإنسانية. من المنتظر أن يدخل القطاع 600 شاحنة، منها 300 شاحنة تصل إلى الشمال، مع التركيز بشكل خاص على شاحنات الوقود. الهدف الأساسي من هذه الخطط هو تكثيف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني الذي عانى ويلات الحرب الدامية.

ما هي أبرز النقاط الخلافية التي تم تضييق الفجوات بشأنها خلال المفاوضات، وكيف تم التوصل إلى صيغة توافقية؟

أبرز النقاط الخلافية تتعلق بالتفاصيل الفنية المرتبطة بترتيب المراحل، مثل تفاصيل انسحاب القوات من مناطق الشمال ومحور ميتسرين، إضافة إلى إيقاف طلعات الاستطلاع. هناك ضغط أمريكي واضح، بالإضافة إلى وساطة مصرية وقطرية، مما أثمر عن تضييق الفجوات في الوقت الحالي. من المتوقع أنه بحلول الغد سيتم التوصل إلى اتفاق، وبنهاية الأسبوع ستنتهي التفاهمات بشأن المرحلة الأولى والصفقة، ليبدأ بعد ذلك جولة جديدة من المفاوضات.

كيف ترى الأطراف الثلاثة مستقبل الأوضاع الأمنية في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي وتطبيق مراحل الاتفاق؟

مصر تدفع نحو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية لتولي مهام الإدارة في غزة. من جانبها، تخشى حركة حماس من التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ولذلك تتحفظ وتطالب بضمانات من الرئيس الفلسطيني، الذي لم يقدم أي ضمانات حتى الآن. في المقابل، هناك اتجاه داخل الحكومة الإسرائيلية يدعو إلى ممارسة المزيد من الضغط على حماس، خصوصًا في ما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، يظهر ضغط أمريكي كبير لتصفير الحروب في منطقة الشرق الأوسط على الأقل في هذه المرحلة. بناءً على ذلك، من المتوقع أن يكون هناك ضغط لإتمام الصفقة، على الرغم من احتمال حدوث بعض الانتهاكات خلال فترة الهدنة. في النهاية، أتوقع أن تصمد الصفقة إذا لم تتغير المعطيات الحالية.

ما التوقعات بشأن تأثير الاتفاق على تهدئة الأوضاع بين الكيان الإسرائيلي وحماس، وهل يمكن أن يؤدي إلى استقرار طويل الأمد؟

أعتقد أن هذه المواجهة ستحتاج إلى سنوات قبل أن يفكر أي طرف في إشعال مواجهة جديدة أو حرب جديدة، نظرًا للوضع الحرج الذي يعيشه الطرفان. حتى وإن خرجت إسرائيل من هذه الحرب منتصرة عسكريًا، فإن صورتها قد تضررت بشكل كبير، مما أثبت أنها ليست بالقوة التي يُروج لها. إسرائيل حاليًا منتشية بانتصاراتها على حزب الله، وتدمير قدرات حماس والفصائل الفلسطينية، وبسقوط نظام بشار الأسد، ولكن حالة الغرور بالقوة هذه محدودة. الموارد مهما كانت فهي ليست بلا حدود، والسنوات المقبلة لن تكون بالسهولة التي تتمناها إسرائيل.

رغم ذلك، هذا لا يعني أن إسرائيل أصبحت ضعيفة تمامًا، ولكنها تواجه أزمة حقيقية. لذا، يمكن توقع حالة من الاستقرار لسنوات، لكن من غير المرجح أن تنتهي حالة الاحتراب في هذه المنطقة الجغرافية الهامة دون حل عادل للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، لا يبدو أن الجانب الإسرائيلي مستعد لتقديم تنازلات في الوقت الراهن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here