سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. في ظل التصعيد الأخير بالمنطقة، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو اقتراح قوبل برفض شديد من قبل مصر. حيث اعتبرت الحكومة المصرية هذه الدعوة انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين، واعتبرت أن تهجيرهم من غزة يتناقض مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وتتمسك مصر بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية، متمسكةً بحل الدولتين كسبيل لتحقيق تسوية دائمة في المنطقة. وقد أكدت أن عملية تهجير الفلسطينيين لن تسهم في تحقيق الأمن أو الاستقرار في المنطقة، بل ستفاقم الأوضاع وتزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية.
وللمزيد من التفاصيل، يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم عبد الرحيم في الحوار الصحفي التالي.
ما هي الخيارات التي يمكن لمصر اتخاذها لمواجهة مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير أهل غزة؟
أعتقد أن مصر لديها باع كبير في القضية الفلسطينية، وهذه الأحداث مرت على مصر أكثر من مرة، ومصر استطاعت أن توقف الحرب وأن تدخل في المنطقة العمرانية وتقوم بتعمير غزة في أكثر من مرة في الفترة الماضية. لكن ما نراه أن ترامب ليس إلا مستثمرًا عقاريًا يريد أن يدخل بثقله إلى الاستثمار العقاري داخل غزة، على شرط أن يتم إخلاء المنطقة بالكامل، ثم يقوم بالتمدد العمراني في غزة. مصر ترى عكس ذلك، فمصر لديها خبرة طويلة جدًا في هذا المجال، ومصر، بالطبع، خبرتها طويلة في أنها لا تقوم بتهجير الفلسطينيين، وإنما تقوم بإنشاءات معينة تجعلها متاحة للسكن. ومصر لديها خبرة كبيرة، واستطاعت بناء العديد من المشروعات التنموية داخل غزة خلال السنوات الماضية.
كيف تعكس المواقف الرسمية المصرية الأخيرة التزام مصر تجاه القضية الفلسطينية ؟
طبعًا، أفكار تهجير الفلسطينيين من غزة هي أفكار نتنياهو، وهي التي نقلها إلى ترامب. وترامب لا يتحدث بصوته، ولكن يتحدث بصوت اليهود المتطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية والمتشددين الذين يرون أن وجود الفلسطينيين داخل غزة يمثل أو يشكل خطرًا عليهم ويشكل خطرًا على الأمن الإسرائيلي. ولكن السؤال: هل استطاع نتنياهو خلال فترة الحكومة المتطرفة هذه أن يحقق الأمن لدى الإسرائيليين؟ أنا أعتقد لا، ولن يحقق الأمن. الأمن لا يتحقق إلا بإقامة الدولتين، وأن تكون بين الدولتين هدوء في الفترات المقبلة.
كيف ترى رد الفعل المصري على تصريحات نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية في السعودية؟
رد الفعل المصري على تصريحات نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية في السعودية ما هو إلا هراء أو تضيع للوقت، أو أن اليمين المتطرف كما قلت لا يريد إقامة أي وجود للفلسطينيين داخل غزة، بحسب وجهة نظره لتحقيق الأمن داخل “إسرائيل”، وهذا ما لم يحدث. والرئيس السيسي كان قد قال قبل ذلك: “إذا عرضتم تهجير الفلسطينيين فلتذهبوا بمجموعة منهم إلى صحراء النقب”، وهذا أمر لا يقبلون به لاعتبارات يرون أنها سوف تؤثر على الأمن الداخلي في “إسرائيل”. يعني نتنياهو يهذي بكلام، مرة يقول في السعودية ومرة يقول نهجرهم إلى مصر ونهجرهم إلى الأردن على غير الواقع، ولكن هذا كلام يعكس مدى تطرف الحكومة الإسرائيلية ومدى موقف نتنياهو المتعنت.
كيف تؤثر التصريحات الأمريكية والإسرائيلية على العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
مصر تشعر بقلق كبير من التصريحات الإسرائيلية والأمريكية على السواء في مسألة تهجير الفلسطينيين خارج غزة، وهذا يؤثر على العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، لأنها ليست وجهة نظر السياسة الأمريكية، ولكن مصر تراها وجهة نظر الحكومة المتطرفة الإسرائيلية وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
هناك خطوات كثيرة جدًا، منها الدعوة إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامي، ودعوة إلى مؤتمر القمة العربي خلال الفترة المقبلة لمواجهة التعنت الإسرائيلي والأفكار غير المقبولة والأفكار التي لا تتحقق على أرض الواقع، التي يطلقها ترامب بلسان حال الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
كيف يمكن لمصر تشكيل جبهة رفض عربية ودولية تجاه خطة تهجير الفلسطينيين؟
سوف تتمسك بمخططاتها وهي تعمير غزة في وجود الفلسطينيين مع عدم التهجير. وكما قلت، مصر لديها مخططات كثيرة ونجحت بالفعل قبل ذلك خلال السنوات الماضية، وخلال الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في تلك الفترة، استطاعت مصر أن تنشئ مثلثًا بناءً قويًا في غزة. واستطاعت مصر أن تقوم ببناء آلاف المساكن هناك دون التأثير على وجود الفلسطينيين أو أهل غزة أو طردهم خارج المنطقة.
ما هي التأثيرات المحتملة لتجميد اتفاقية كامب ديفيد على العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
مصر لا تسعى إلى تجميد الاتفاقية، ولا إسرائيل ولا أمريكا، لأن أمريكا ترى أن دور مصر حيوي جدًا جدًا في تهدئة الأزمة، ودورها مؤثر على الفلسطينيين. وكان لها دور في وقف الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، ولذلك ترى أمريكا والحكومة الإسرائيلية أن مصر لها دور كبير جدًا، ولا تسعى إلى تجميد اتفاقية كامب ديفيد. ولكن ما هي إلا محاولات من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لكسب الوقت، وفي نفس الوقت تحقيق الأمن الإسرائيلي.
ما هي الاستراتيجيات الدبلوماسية التي يمكن لمصر اتباعها لمواجهة مخطط ترامب ونتنياهو؟
كما قلت، إن إسرائيل تفرض مزيدًا من الضغوط على أمريكا، وترامب أصبح ما هو إلا ببغاء أو المتحدث بلسان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة. ولكن مع تمسك العرب وتمسك مصر بموقفها الكبير، هذا ما يفسد مخططات الحكومة الإسرائيلية ويجعل ترامب يرى الحقيقة الواقعة. وحسب رؤية مصر، عندما تشرع مصر في عمليات البناء في وجود الفلسطينيين، سوف تتكشف له الحقيقة وأن مصر لديها رؤية ثاقبة في هذا المجال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس