استقبل السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم ٢٩ أبريل، السيد “جان ايف لو دريان” وزير خارجية فرنسا، والذي يقوم حالياً بزيارة إلى القاهرة.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاء شهد حواراً معمقاً حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الأولوية خلال المرحلة الحالية وعلى رأسها تطورات الأوضاع في منطقةالشرق الأوسط، خاصةً ما يرتبط بالقضية الفلسطينية وبالأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وأوضح المتحدث الرسمي أن تطورات القضية الفلسطينية شغلت حيزاً رئيسياً من النقاش، حيث حرص الأمين العام على إعادة تأكيد ثوابت الموقف العربي وما صدر في هذا الصدد من مقررات عن القمة العربية الأخيرة في الظهران،خاصةً ما يتعلق بوضعية القدس التي تكتسب أهمية وحساسية خاصة خلال المرحلة الحالية في ضوء المواقف الأمريكية الأخيرة، مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا، من واقع كونها احدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودولة فاعلة في إطار ساحة العلاقات الدولية وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، في القيام بتحركات واتصالات نشطة من أجل مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلةوعاصمتها القدس الشرقية وفي الضغط على الجانب الإسرائيلي لدفعه للالتزام بقرارات الشرعية الدولية والتوقف عن الانتهاكات المتصاعدة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقد أكد الوزيرالفرنسي استمرار موقف بلاده الداعم لحل الدولتين ورفضها إجراء أي تغييرات من شأنها المساس بالموضوعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة، منوهاً إلى التصويت الفرنسي في هذاالخصوص على قرار الجمعية العامة في ديسمبر الماضي.
وأشار عفيفي إلى أن مستجدات الأزمة السورية كانت أيضاً أحد موضوعات النقاش الهامة خلال اللقاء، حيث تناول الأمين العام مع المسئول الفرنسي أبعاد وتداعيات الضربة الجوية التي قامت بها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيافي ١٤ الجاري، وطبيعة التطورات والاتصالات الجارية حالياً للتعامل مع الأزمة بشكل عام، بما في ذلك سبل دعم عملية التسوية السياسية التي يضطلع بها المبعوث الأممي “دي ميستورا” تحت مظلة الأمم المتحدة وفقا لمقرراتمؤتمر “جنيف١”، وأيضاً ما يتعلق بالدعم الإنساني لأبناء الشعب السوري الذين أضيروا من النزاع المسلح القائم منذ قرابة السبع سنوات وهو ما كان موضوعاً للمؤتمر الدولي الذي عقد في بروكسل في ٢٥ الجاري وشاركت فيهالجامعة العربية.
كما أوضح المتحدث الرسمي أن أبو الغيط ناقش أيضاً مع الوزير الفرنسي المستجدات التي تشهدها عدة ملفات أخرى هامة من بينها كيفية العمل على حلحلة الأزمة الليبية ومساندة جهود المبعوث الأممي الرامية لتحقيق التوافق المنشودبين الفرقاء الليبيين، والتطورات الحالية للأزمة في اليمن والتصعيد الذي تقوم به جماعة الحوثيين مع توالي قيامها بإطلاق صواريخ باليستية إيرانية الصنع على الأراضي السعودية، إضافة لتناول أبعاد السلوك الإيراني في المنطقةبشكل عام وما أثير مؤخرا من حديث حول مستقبل الاتفاق النووي مع إيران.
من ناحية أخرى، شهد أيضاً اللقاء تناول كيفية العمل على الارتقاء بالحوار المؤسسي القائم بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والذي عقد في إطاره الاجتماع الوزاري العربي/ الأوروبي في ديسمبر 2016، وكيفية العمل علىالارتقاء بهذا الحوار ليكون على مستوى القمة في إطار السعي لتوسيع دائرة التعاون بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.