الحرية لصحافيي «الجزيرة» المعتقلين في مصر

6
الحرية لصحافيي «الجزيرة» المعتقلين في مصر
الحرية لصحافيي «الجزيرة» المعتقلين في مصر

محمد كريشان

أفريقيا برس – مصر. مع بداية شهر أغسطس / آب الحالي يكون قد مر عام كامل على اعتقال ربيع الشيخ الصحافي في شبكة الجزيرة في أعقاب أمر النيابة العامة المصرية بحبسه احتياطيًا بتهمة نشر «أخبار كاذبة» وها هي السلطات المصرية تجدد قبل أيام حبسه 45 يومًا جديدة على ذمة التحقيقات.

الشيخ الذي كان ألقي القبض فور وصوله مطار القاهرة الدولي لقضاء إجازة قصيرة مع عائلته قادمًا من العاصمة القطرية الدوحة، اعتبرته منظمة العفو الدولية «محتجزأ تعسفيًا لمجرد عمله في الجزيرة» وهو في ذلك ليس الأول ولا الوحيد.

لقد ظل محمود حسين مراسل نفس المحطة الإخبارية رهن الاعتقال لزهاء الأربعة أيام دون أن توجه له رسميا تهمة محددة ودون أن يمثل أمام المحكمة قبل أن يطلق سراحه، كما تعتقل السلطات معه ثلاثة من زملائهم الصحافيين يعملون معا في قناة «الجزيرة مباشر» هم أحمد النجدي وهشام عبد العزيز وبهاء الدين وقد اعتُقل جميعهم خلال حلولهم ببلادهم لقضاء إجازاتهم.

وتقول شبكة «الجزيرة» إن عددا من صحافييها ومراسليها تعرضوا للاستهداف والاعتقال من قبل السلطات المصرية منذ عام 2013، وحوكم بعضهم بتهم ملفقة، وتعرضوا للسجن وسوء المعاملة، وحُرموا من حقهم في محاكمات علنية عادلة، كما أصدرت السلطات أحكامًا غيابية على عدد منهم وصلت إلى الإعدام الذي صدر في حق إبراهيم هلال مدير الأخبار السابق للقناة.

الشيخ الذي يقبع حاليا في سجن طرة يُجدّد حبسه في كل مرة، وبشكل آلي تقريبا، 45 يوما على ذمة التحقيق بدعوى «نشر أخبار كاذبة» دون أن تبت أي محكمة في قضيته، شأنه في ذلك شأن زملائه الثلاثة مما يكرّس العقلية المعتمدة في قضيتهم وهي أنهم جميعا مُدانون إلى أن تثبت براءتهم وليس العكس.

في أي نظام قضائي محترم كل متهم بريء إلى أن تثبت إدانته في محاكمة عادلة، بل ويفترض ألا يتم إيقاف أي شخص أصلا دون وجود أدلة قوية تربطه بتهمة ما لأن الملاحقة القضائية يمكن أن تتم لأي شخص وهو في حالة سراح طالما لا توجد حجج دامغة تستدعي وضعه رهن الاعتقال.

المؤسف أكثر أن من بين الصحافيين الأربعة المعتقلين من تدهورت حالته الصحية مؤخرا، مثل أحمد النجدي، وترفض إدارة السجن نقله إلى المستشفى ما دفع بعائلته إلى مطالبة النائب العام بالسماح بعلاجه على نفقتها محمّلة السلطات المصرية المسؤولية عن سلامته وهو الذي يعاني من علل كثيرة من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وقصور في الشريان التاجي وعضلة القلب وخشونة عامة بالمفاصل وتآكل في غضاريف الرقبة.

ورغم تحسّن العلاقات بين مصر وقطر، طالما أن الإيقافات جميعها لا يمكن أن توضع إلا في سياق الخلاف بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أن لا انفراج حصل في قضية الصحافيين الأربعة ما جعل عائلاتهم تعرب عن خيبة أملها الكبيرة إثر استمرار احتجازهم رغم وعود محامين أعضاء في لجنة العفو الرئاسي المصرية بقرب الإفراج عنهم قبل عيد الأضحى الشهر الماضي.

خيبة الأمل هذه كانت أشد لأنه سبق للعائلات أن تلقت بعض الإشارات المشجعة من بينها ما قاله لها أحد المحامين، هو طارق العوضي عضو اللجنة، من أن قائمة العفو التي ستعلن قبل 30 يونيو/حزيران وتضم عددًا من المحبوسين احتياطيًا وآخرين من المحكوم عليهم بأحكام قضائية قد تشملهم، ذاكرا بالاسم على الأقل أحد الأربعة هو هشام عبد العزيز الذي دخل عامه الرابع في الاعتقال ويعاني هو الآخر من ظروف صحية سيئة، لكن لا شيء من ذلك حصل.

ومع أن المحامي قال وقتها بأن لجنة العفو هي «صوت الناس لدى مؤسسة الرئاسة المصرية» إلا أن هذا الصوت لم يصل للأسف في ما يتعلق بالصحافيين المصريين الأربعة لا ضمن مئات من سجناء رأي أفرِج عن بعضهم خلال الأسابيع الماضية ولا خارج ذلك. الأنكى مما سبق أن هشام عبد العزيز مثلا كانت النيابة قد أمرت بإخلاء سبيله بعد 6 أشهر من حبسه بتهمة نشر أخبار كاذبة، ثم أعيد اعتقاله بالتهمة ذاتها في قضية جديدة ليتجاوز حاليا الثلاث سنوات وراء القضبان، دون البت في قضيته ولا الإفراج عنه وهو الذي يعاني من ارتفاع في ضغط العين يسبب إعتاما في القرنية وعدم وضوح في الرؤية ويهدد بفقدانه البصر كليًّا.

قبل عام ذهبت الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى القاهرة لتنجز سلسلة من التقارير من هناك، وكانت طلتها المباشرة من هناك خطوة عدّها الجميع بداية عودة القناة للعمل من أرض الكنانة فتحا لصفحة جديدة ستكون من أول تجلياتها إطلاق سراح كل صحافيي شبكة «الجزيرة» ليعودوا إلى عائلاتهم وعملهم. محزن جدا أن شيرين التي كانت سعيدة جدا وقتها بأنها هي، المحبوبة جدا في مصر وفي غيرها، من تدشّن تلك المرحلة الجديدة الواعدة غادرتنا برصاص الغدر الإسرائيلي دون أن ترى زملاءها يستنشقون نسائم الحرية من جديد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here