السيسي في قطر.. هل يتجاوز البلدان الملفات العالقة؟

3
السيسي في قطر.. هل يتجاوز البلدان الملفات العالقة؟
السيسي في قطر.. هل يتجاوز البلدان الملفات العالقة؟

حوار سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى قطر تأتي بهدف التنسيق بين البلدين في القضايا المختلفة ، وتعتبر إعادة تفعيل للعلاقات بين البلدين بعد قطيعة إستمرت لأكثر من ثلاث سنوات ، ويرى كثيرون أن قطر أدركت ضرورة إعادة تحسين علاقاتها مع دول المنطقة وخاصة مصر و إتخذت خطوات جادة في هذا الصدد ، حيث أعلنت توقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين ، و إتجهت نحو ضخ إستثماراتها في مصر بقوة ، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد سلطان في الحوار الصحفي التالي:

في زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه في 2014، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة في خطوة تهدف لتكريس المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات فما أسباب تلك الخطوة من وجهة نظرك ؟

أحمد سلطان، كاتب صحفي ومحلل سياسي

هذه الزيارة تأتي في إطار إعادة تطبيع العلاقات بين القاهرة و الدوحة ، خاصة بعد إتفاق العلا الذي أبرمته الدول الخليجية السعودية و الإمارات والبحرين وطبعا في هذا المحور أيضا مصر مع قطر ، بعدما إستجابت قطر للمطالبات الخليجية بوقف دعم الجماعات الإرهابية ، وهذه الزيارة الأخيرة هدفها التنسيق في الملفات العالقة ، وحل أي خلافات وتقريب وجهات النظر بين الطرفين ، بحيث تصبح العلاقات بصورة أفضل وأقوى و أن تعود قطر إلى اللحمة العربية ، لأن حصار قطر وابعادها من اللحمة العربية معناه أن تتجه قطر إلى دول أخرى وعلى رأسها إيران و تركيا ، وهذا يضرب الإجماع العربي، ويضر بالأمن القومي المصري والخليجي والإقليمي ، فهذه الخطوة هي زيارة على مستوى القيادة ، لتكريس المصالحة و الإتفاق و التنسيق بشأن الملفات المستقبلية بين البلدين.

أعادت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر فهل تأتي هذه الخطوة بعد تراجع قطر عن فكرة دعمها للإخوان والجماعات المحظورة، ولماذا إتجهت قطر إلى تحسين علاقاتها مرة أخرى مع تلك الدول؟

بالنسبة لفكرة إعادة العلاقات فهي تتويج لإتفاقية العلا و التفاهمات التي جرت بين قادة السعودية والإمارات والبحرين ومصر و قطر ، وهذه الإتفاقية كان من ضمن ما نصت عليه أن تغير قطر سياستها في المنطقة ، وتغير فكرة دعمها للجماعات الإرهابية ، سواء دعم مباشر أو غير مباشر ، بمعنى أنها لا تقدم للتنظيمات المسلحة فدية إذا قامت هذه الجماعات بخطف مواطنين أو متعاونين أو عمال يتبعون أحد الوكالات القطرية و ما إلى ذلك ، لأن هذه الفدية من وسائل تمويل الإرهاب ، فكانت الدول العربية تطالب قطر بألا تتفاوض مع الإرهابيين ، وقطر إستجابت وأدركت أن سياستها البعيدة عن الخط أو ما يسمى بمحور الإعتدال العربي لم تكن صائبة تماما ، لذا قامت بتعديل سياستها ، وأدركت أنها بحكم الجغرافيا و العلاقات القبلية الموجودة بين دول الخليج لابد أن تسير في إتجاه الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي ، فلذا أعادت قطر صياغة سياستها و تخلت عن إتجاه دعم جماعة الإخوان ، و أمير قطر قال إنه لم يبقى في قطر أحد من قادة الإخوان ومازال موجود فقط بعض المناصرين للإخوان، لكن غير مسموح لهم بممارسة نشاطهم التنظيمي في الدوحة في الوقت الحالي.

أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4,5 مليارات دولار في مصر التي عانت مشكلات إقتصادية بسبب جائحة فيروس كورونا و تفاقمت إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، فما أهمية الدعم القطري لمصر؟

الدعم الذي تقدمه قطر لمصر يأتي في وقت حساس للغاية ، هذه الوقت الذي تعاني فيه مصر من تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية و موعد دفع أقساط القروض الخارجية التي إقترضتها مصر ، فمصر لديها أزمة في سيولة الدولار ، وتحاول البحث عن إستثمارات جديدة ومخرج للأزمة التي تعيشها. فقطر تساعد مصر بدخولها السوق المصرية عن طريق الإستثمارات وهذا دعم هام وفي توقيت هام، و أظن أنه سيكون من ضمن الروابط التي ستعزز العلاقات المصرية القطرية ، و قطر من أكبر الدول التي تستثمر في مصر ، ولديها العديد من الإستثمارات والشركات ، وتسعى للتوسع في الفترة المقبلة.

يتوقع كثيرون وجود إستثمارات قطرية في الإقتصاد المصري، وخاصة في قطاعات الضيافة والصناعة والاتصالات واستكشاف الغاز الطبيعي فكيف سيدعم ذلك مصر خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية والسعي نحو توفير مصادر الطاقة؟

الإستثمار القطري المباشر في مصر سواء في قطاعات الصناعة والاتصالات أو الغاز الطبيعي أو غيره، هو أمر حيوي بالنسبة لمصر فهذه الإستثمارات ستعزز وتدعم الاقتصاد المصري، و أيضا ستقوي الروابط الثنائية بين البلدين ، وقطر لديها خبرة في مجال الغاز الطبيعي و الضيافة وما إلى ذلك ، و السوق المصري سوق واعد فهناك عدد كبير من المستهلكين و يصل لأكثر من 100 مليون ، فالإستثمار في مصر يعود بالمنفعة على الطرفين ، و أظن أن قطر تدرك ذلك وقامت بدراسات من أجل إستكشاف السوق المصري وتحليل المنافسين ، وهي تدرك أن الإستثمار في مصر رابح ، و أظن أن الإستثمارات التي أعلنت عنها قطر هي بداية لإستثمارات أخرى في الفترة المقبلة.

عندما قطعت مصر علاقاتها مع قطر، وجهت القاهرة إتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بحكمها الجيش في 2013، فهل مازال ذلك الملف يمثل محور خلاف بين البلدين؟

بالنسبة لملف جماعة الإخوان فجرى التفاهم فيه بين مصر و قطر على العديد من الأمور، منها توقف قطر عن دعم جماعة الإخوان وترحيل قيادات الصف الأول و الثاني من الجماعة ، و عدم السماح لهم بممارسة أي نشاط تنظيمي داخل الأراضي القطرية ، فضلا عن تعديل الخط التحريري للقنوات القطرية التي كانت تهاجم مصر بشكل مباشر ، و كل هذه الأمور تم التوافق عليها و أظن أن زيارة الرئيس الأخيرة والتي رافقه فيها مسئولين بارزين لبحث القضايا الأمنية و كان منهم رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل ، دليل على أنه تم التفاهم و الإتفاق على التنسيق و إستمرار التنسيق فيما يخص جماعة الإخوان ، وتغيير الخط الذي أتبعته قطر قديما في التعاون مع هذه الجماعة ، و أظن أن هذا الملف لم يعد ملفا خلافيا في الوقت الحالي ، بل أصبح ملفا جرى التفاهم عليه.

الملف الليبي حاضر على طاولة المحادثات المصرية القطرية فهل ستنجح القاهرة و الدوحة في التوصل لحلول للأزمة الليبية ، وما مصلحة الطرفين في حلها ؟

من مصلحة مصر و قطر أن يتعاونا في حل الملف الليبي، هناك العديد من الفواعل داخل ليبيا والحل العسكري أثبت فشله ، والحل في ليبيا سيكون حل سياسي ، وهناك عقبة في مواجهة هذا الحل السياسي وهي التدخل التركي في ليبيا ، و هذا التدخل لأن تركيا لديها مصالحها الخاصة وتحاول إعاقة أي تفاهم ما لم تحقق مصالحها ، لذلك فإن التآزر العربي في مواجهة الموقف التركي سيشكل عامل ضغط على تركيا ، وسيكون ركيزة مهمة في حل الصراع في ليبيا ، و أظن أنه من مصلحة الدول العربية الحفاظ على الأمن الإقليمي والأمن القومي العربي ، وحل الصراعات و إعادة ليبيا إلى حالة الإستقرار ، لأن الفوضى تؤثر على المنطقة بالكامل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here