المتمرّد عبد العزيز فهمي

5
المتمرّد عبد العزيز فهمي
المتمرّد عبد العزيز فهمي

أفريقيا برسمصر. تحتفظ ذاكرة السينما باسم عبد العزيز فهمي كمبدع في التصوير السينمائي، وقامة فنية كبيرة ننظر إليها بمنتهى التقدير والاحترام. إذ كان بإمكان فهمي أن يكسب أموالاً طائلة من مهنته مديراً للتصوير، لكنه رفض بإباء الفنان، وجلد المبدع أن يخون ضميره الفني من أجل المال. آثر الفقر وشظف العيش على حياة الرفاهية. ولعله عانى كثيراً في تأمين مطاليب الحياة، لكنّه في المقابل صنع تاريخاً سينمائياً لا يُنسى. إذ لو أطلقنا على الأفلام التي صنعها تعبير “تحف فنية”، لكان ذلك أميناً تماماً وغير مبالغ فيه. فمن منا ينسى فيلم “زوجتي والكلب” تلك التحفة البصرية التي أبدعها باقتدار وتمرد وطموح؟

عبد العزيز فهمي، أو “زيزو”، كما كان يُسمى، أحدث ثورة في تصوير الأبيض والأسود وما بينهما من تباين وتضاد واتفاق ودرجات لونية متفاوتة. ولعل ما قيل عن إبداع زيزو يترجم في فيلمين: “المستحيل” (1965) لحسين كمال، وفيلم “الناس والنيل” (1972) ليوسف شاهين.

في الفيلم الأخير، تحديداً، كان هناك مشهد مهم، وقد واجه فريق العمل صعوبة في تصوير الأنفاق ذات المساحات الكبيرة وما يكلف ذلك من وقت وإعداد، لكن زيزو أراد أن ينفذ المشهد بطريقة ابتكارية، أولاً من خلال التوفير من وقت الإنتاج، ثانياً من خلال خلق أجواء ناعمة بالصورة.

لم يكن عبد العزيز فهمي فناناً يخفي أفكاره السياسية خوفاً من المضايقات، بل على العكس كان لا يجد غضاضة فى إعلان آرائه الاشتراكية وحماسته لليسار. لقد كافح وناضل من أجل مبادئه التي ظل مخلصاً لها، رغم كل الإغراءات للعدول عنها.

باختصار، كان عبد العزيز فهمي فارساً نبيلاً في حياته ومماته.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here