انهيار الزراعات الصيفية في مصر… والحكومة تتخلى عن دعم الفلاح

9

المصر – افريقيا برس. أكد العديد من المزارعين المصريين تكبدهم خسائر فادحة جراء زراعة المحاصيل الاستراتيجية في مصر، وخاصة ‏الصيفية، بعد تدني أسعارها مقابل ارتفاع تكاليف الإنتاج، في ظل ‏غياب دعم الدولة بعدم تفعيلها لنص المادة 29 من الدستور والتي ‏تلزمها بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، وشراء ‏المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش ربح ‏للفلاح.‏

خسائر القطن

حدد مزاد بيع القطن في وجه قبلي هذا الموسم 1800 جنيه للقنطار، ‏وبحساب متوسط إنتاج فدان ‏القطن 6 قناطير للفدان ‏يكون الإجمالي ‏المتحصل عليه 10800 جنيه، في حين أن تكلفة ‏الإنتاج تصل إلى 8 ‏آلاف جنيه، بخلاف 6 آلاف أخرى إيجاراً، ‏فتكون الخسارة أكثر من 3 ‏آلاف جنيه.‏

الأرز

تراجعت أسعار الأرز هذا الموسم بمعدل 1000 جنيه في الطن، وهبط ‏سعر الكيلو للمستهلك إلى ما بين 6 و7 جنيهات، بعد 9 جنيهات في شهور سابقة، ‏نتيجة زيادة الإنتاج هذا ‏العام، بعد ارتفاع الرقعة المزروعة ‏بالأرز إلى أكثر من 1.5 مليون فدان ‏منهم نصف مليون فدان ‏زراعة مخالفة.

وجاءت زيادة المساحات المزروعة بالأرز بالمخالفة ‏لقرارات الحكومة، ‏نتيجة انصراف المزارعين عن زراعة القطن، ‏وتفضيل زراعة الأرز، إذ ‏كان يوفر في المواسم السابقة هامش ‏ربح مرضياً للمزارعين.‏

وبحساب سعر طن الأرز الشعير على 3 آلاف ‏جنيه، بمتوسط إنتاج 3 ‏أطنان للفدان، يكون الإجمالي 9 آلاف جنيه، ‏في الوقت الذي يتكلف إنتاج ‏الفدان حوالي 3 آلاف جنيه، ‏بالإضافة لـ 6آلاف إيجاراً، وهذا يعني أن ‏محصلة تعب المزارع ‏صفر. ‏

الذرة

يقول خيري حسني، مزارع من القليوبية( شمال القاهرة): “زرعت، هذا العام، حوالي فدانين من الذرة، ‏فضلت ‏حصادها مبكرًا( عيدان خضراء) لاستخدامها علفًا مخزنًا ‏للمواشي، عن ‏طريق ما يسمى بـ”السيلاج”، إذ يتم فرم الذرة ‏الخضراء ميكانيكيًا، ثم ‏تضاف إليه بعض المواد الكيميائية، كاليوريا ‏وكربونات الكالسيوم( بودرة ‏البلاط)، وتغطى بأكياس محكمة من ‏البلاستيك لمدة شهرين، بعدها تصبح ‏جاهزة للاستخدام.‏

ويشير إلى أنه يضطر لهذه العملية، نتيجة تعرضه لخسائر أكبر ‏حال بيعه ‏بعد تمام نضجه، وخاصة بعد انصراف الناس عن ‏صناعة الخبز المنزلي.

قصب السكر

ويؤكد همام حسن محمود، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي ‏قصب ‏السكر بالأقصر، أن ثبات سعر توريد القصب للمصانع منذ ‏‏3 ‏سنوات عند 720 جنيهًا للطن يمثل خسارة محققة للمزارعين، ‏إذ إن تكلفة ‏الإنتاج للفدان تصل إلى 30 ألف جنيه، في حين ‏تراجع إنتاجية الفدان في ‏الوقت الحالي إلى 33 طنا/ الفدان، وهو ‏ما يعني تحقيق خسارة في كل ‏فدان تقدر بـ7 آلاف جنيه.

نقيب الفلاحين

وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن هناك ‏عدة أزمات تواجه المزارعين والفلاحين في الموسم الصيفي ‏الحالي، منها: تدني أسعار المحاصيل والمنتجات الزراعية بأقل ‏من تكاليف إنتاجها، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة تساهم في خروج ‏الكثير من صغار المزارعين من السوق وتقليص المساحات ‏المنزرعة وهو ما يهدد الأمن الغذائي الزراعي في المستقبل.‏

وأضاف: “كذلك عدم توفر المستلزمات الزراعية بأسعار مدعمّة، ‏كالتقاوي والأسمدة والآلات الزراعية، ما يرفع من تكاليف ‏الإنتاج نتيجة شرائها من السوق الحر بأسعار مرتفعة، بخلاف ‏ارتفاع أسعار الأيدي العاملة”.‏

وأشار أبوصدام إلى أن التغيرات المناخية هذا الموسم كان لها ‏أثر مباشر في قلة إنتاجية بعض المحاصيل، بالإضافة لانتشار ‏بعض الأمراض الصيفية، وهو ما زاد من تكلفة الإنتاج بسبب ‏اضطرار المزارعين لشراء مبيدات لمقاومتها.‏

وطالب نقيب الفلاحين بضرورة تفعيل المادة 29 من الدستور، التي تلزم الدولة بدعم ‏المحاصيل ‏الإستراتيجية، عن طريق وضع سعر ضمان يتيح للفلاح هامش ‏ربح، مع ضرورة إنشاء صندوق ‏للتكافل الزراعي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here