باسل رمسيس: إرادة الشعوب أقوى من الهمجية الإسرائيلية

3
باسل رمسيس: إرادة الشعوب أقوى من الهمجية الإسرائيلية
باسل رمسيس: إرادة الشعوب أقوى من الهمجية الإسرائيلية

آمنة جبران

أفريقيا برس – مصر. اعتبر المخرج المصري باسل رمسيس، المشارك في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن إرادة الشعوب أقوى من الهمجية الإسرائيلية. ودعا شعوب وحكومات العالم إلى التحرك من أجل حماية مهمة الأسطول الإنسانية، والمتمثلة في إدخال المساعدات إلى غزة، ووقف إبادة الشعب الفلسطيني، وفتح ممر إنساني دائم.

وأوضح أن مصر كان بإمكانها أن تفعل الكثير من أجل القضية الفلسطينية، لكن العوامل السياسية حالت دون ذلك. وبيّن أن مشاركته كمواطن مصري منتمي للحركة الثقافية المصرية مهمة على المستوى الرمزي ومؤثرة، لأنها تؤكد ارتباط الشعب المصري بالقضية الفلسطينية، وهو ارتباط وثيق وكبير.

وأشار إلى أن الاستهداف الأخير بالمسيرات على سفن الأسطول يمثل تصعيداً حقيقياً ومحاولة لتخويف المشاركين، لكن رغم ذلك سيمضي الأسطول نحو غزة مهما كانت المخاطر والتهديدات.

يُذكر أن باسل رمسيس هو كاتب ومخرج سينمائي مصري، ومدرس لمادة السينما، يقيم بين مدريد والقاهرة. أنجز عدداً من الأفلام التسجيلية الطويلة، وصدر له في عام 2023 كتابه الأول بعنوان “عين شمس 1995 وهزائم أخرى”.

ككاتب ومخرج مصري، لماذا اخترت المشاركة في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار؟

يعود ذلك لارتباطي بالقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني منذ أيام الطفولة وخلال نشاطي في الحركة الطلابية المصرية، ثم كمخرج حيث قمت بإخراج فيلم عن فلسطين في سنة 2006، لدي ارتباط فكري وأخلاقي وسياسي وشخصي كبير بالقضية الفلسطينية منذ النشأة كما ذكرت، أما بالنسبة كوني المشارك المصري الوحيد بالأسطول، ففي تقديري مصر من البلدان، التي كان بوسعها أن تفعل الكثير لأجل غزة ولأجل وقف الإبادة، وهذا ما لم يحصل.

الشعب المصري مرتبط بالقضية الفلسطينية ارتباط كبير، وكان بوسعه أن يفعل الكثير لأجل هذه القضية، لكن بسبب الوضع السياسي بالبلاد لم يستطيع ذلك. كان من المهم أن يقال أنه هناك مصري مشارك بالأسطول. مهم أم يعلم المصريون أنه هناك مصري مشارك بالأسطول، ومهم كذلك أن يعلم الفلسطينيون ولو عدد قليل منهم بمشاركة مصري في هذه المبادرة التضامنية مع غزة. لذلك كنت مصرا على المشاركة كمخرج وككاتب مصري، وكلي ثقة أنه هناك ملايين من المصريين كانوا يأملون لو كانوا مكاني، فأن يكون هناك مواطن مصري من الحركة الثقافية المصرية ضمن هذه الأسطول، هذا مهم على المستوى الرمزي ومؤثر.

تعرضتم مؤخرا لاستهداف من قبل مسيرات الكيان ومازلتم في مواجهة المخاطر الأمنية، كيف كانت تلك الأوقات العصيبة التي مرت بكم؟

في الواقع، الاستهداف الذي تعرضنا له خلال تواجدنا بميناء سيدي بوسعيد في تونس مختلف تماما عما عشناه مؤخرا ونحن نبحر على متن السفن. ففي الاستهداف الأول أغلبنا كنا على البر، والمراكب موجودة في المياه الإقليمية التونسية، المخاطر محدودة والضربة الإسرائيلية كانت في سياق إرسال رسالة لتونس ورسالة للأسطول أنه على تونس عدم التورط في مواقف معادية للاحتلال، لذلك الخطر كان محدودا، أما الاستهداف الأخير فهو مختلف، وهو يعكس درجة مرتفعة من الإرهاب الإسرائيلي، ولا يمكن مقارنته بما يمارسه هذا الكيان من إبادة في غزة وضد شعوب المنطقة منذ سنة 1948 إلى اليوم، لكنها خطوة متطورة لوجود خطر حقيقي في مياه دولية، حيث رمت علينا المسيرات قنابل صوتية، أي أنه وقع إلقاء مادة كيميائية كان من الممكن أن تصيبنا وأن تسبب خسائر بشرية حقيقية، لذلك الاستهداف الأخير بالمسيرات هو تصعيد حقيقي ومحاولة حقيقية لتخويف المشاركين.

هل ستواصلون رحلتكم إلى غزة رغم تهديدات الكيان؟

ردنا على الكيان هو مواصلة المسير نحو غزة، لقد أثار هذا الاستهداف غضب العالم لأنه لفت النظر لما يرتكب في القطاع من جرائم إبادة يوميا، ويجب التذكير أن هدفنا هو ليس حماية الأسطول، بل وقف الإبادة وكسر الحصار، وفتح ممر إنساني دائم لإدخال المساعدات.

هل سفن الأسطول في أتم الجهوزية لمواجهة مختلف السيناريوهات مثل الاستهداف أو التخريب؟

يجب التذكير أننا أسطول شعبي مدني سلمي يحمل تبرعات من كل أنحاء العالم لأجل إغاثة غزة، طبعا قدرتنا محدودة على مستوى الإمكانيات، في المقابل دولة الاحتلال وما تملكه من قدرات بوسعها إلحاق أضرار كبيرة بنا، وعلى الرغم أنها من أقوى دول العالم على مستوى عسكري وتكنولوجي، إلا أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من الهمجية والغطرسة الإسرائيلية، كما أن إيمان دول العالم بالقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني يدفع نحو وقف هذه الهمجية نصرة للحق ودفاعا عن الظلم.

هل تتوقعون دعم الحكومات لحمايتكم من أي استهداف محتمل؟

نحن لا ننتظر حماية من أي حكومة، أو أي نظام في العالم، نحن ننتظر حماية من شعوبنا وهو ما حصل بالفعل في تونس وايطاليا واسبانيا على إثر هذا الاستهداف، حيث اندلعت مظاهرات في كل دول العالم دعما للشعبي الفلسطيني وهو ما يشكل حماية لنا كذلك، ما يحصل الآن يحرج الحكومات وهو ما دفع ايطاليا واسبانيا بإرسال سفن إنقاذ للأسطول، ونخن نطالب حكومات العالم بتأمين تنفيذ مهمتنا الإنسانية، لا نطالب بحمايتنا نحن كأفراد أو كأسطول بل حماية المهمة، التي لا يجب أن ننساها، وهي كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى غزة، ووقف إبادة الشعب الفلسطيني وفتح ممر إنساني دائم. لذلك شعوب العالم مطالبة بالتحرك لتنفيذ مهمتنا الإنسانية.

ماذا تقولون للشعوب العربية ولأحرار العالم بعد استهدافكم ليلة أمس؟

أقول للعالم أنه لا يجب أن ننسى أنه هنالك عملية إبادة منظمة ضد الشعب الفلسطيني تحصل من سنة 1948 إلى اليوم، وهي تعيش أكثر حالاتها توحشا من 7 أكتوبر 2023. وأقول لأي شخص حر في العالم أن إنهاء دولة الاحتلال والفاشية الإسرائيلية وتحويل إسرائيل تدريجيا لدولة منبوذة وإنهاء وجودها وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحق العودة هو ما يستوجب أن نقوم به اليوم، علينا توفير حماية للشعب الفلسطيني وإنهاء للفاشية والنازية الجديدة حتى نحمي الأمن العالمي أيضا،فالعالم لا يستطيع التعايش مع دولة فاشية مثل إسرائيل، بالتالي التحرك ليس فقط لأجل حق الشعب الفلسطيني، بل أيضا لأجل حماية مستقبل البشرية من هذا الكيان الفاشي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here