بلينكن في القاهرة على وقع التصعيد في فلسطين.. وأحزاب مصرية تطالب بوقف التطبيع

22
بلينكن في القاهرة على وقع التصعيد في فلسطين.. وأحزاب مصرية تطالب بوقف التطبيع
بلينكن في القاهرة على وقع التصعيد في فلسطين.. وأحزاب مصرية تطالب بوقف التطبيع

أفريقيا برس – مصر. بدأ وزير الخارجية الأمريكي انتونى بلينكن، أمس الأحد، زيارة إلى مصر تستمر يومين يبحث خلالها عددا من الملفات الإقليمية والدولية، ودفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.

وتزامنت زيارة بلينكن للمنطقة، مع تصاعد التوتر في الأراضي المحتلة، على وقع العملية التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم جنين، ورد المقاومة الفلسطينية بـ”عملية القدس”.

وتتضمن أجندة بلينكن لقاء مع قادة الشباب المصري في الجامعة الأمريكية في القاهرة.

ويعقد وزير الخارجية سامح شكري وبيلنكن مؤتمرا صحافيا مشتركا اليوم الاثنين بعد مباحثات ثنائية حول عدد من القضايا أبرزها الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وكذلك تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي قبل وصوله إلى مصر التزام الولايات المتحدة بتعميق العلاقات الثنائية.

وكتب بلينكن في تغريدة: أتوجه إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية، في رحلتي الرابعة إلى المنطقة بصفتي وزيرا للخارجية لنؤكد التزامنا بتعميق العلاقات الثنائية والعلاقات بين الشعوب، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقوية الأمن الإقليمي والعالمي.

وبالتزامن مع الزيارة، نشرت الخارجية الأمريكية “مستند حقائق” عن العلاقات التي تجمعها مع مصر.

وتحدثت الوزارة في المستند عن الشراكة القوية والمتنامية تاريخيا بين البلدين، فضلا عن تعزيز الأمن الإقليمي إذ تتعاون الولايات المتحدة ومصر بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، من خلال دعم الوساطة التي تقدمها الأمم المتحدة للمساعدة على إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، واستعادة الانتقال السياسي في السودان بقيادة مدنية من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.

وبحسب المستند: تشترك الولايات المتحدة ومصر في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أن الولايات المتحدة منخرطة مع مصر والسودان وإثيوبيا، للتوصل إلى حل دبلوماسي سريع بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي يحمي مصالح الأطراف الثلاثة، بحسب الخارجية الأمريكية.

وأضافت الوزارة أن الولايات المتحدة ومصر ملتزمتان سوية في العمل لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين الأمريكي والمصري وتطوير العلاقات بين الشعبين، وتحقيق مستقبل ديمقراطي مزدهر للجميع كما ترحب الولايات المتحدة بقيادة مصر الحالية من خلال رئاستها لقمة المناخ COP27 في تسريع الطموح العالمي والعمل على معالجة أزمة المناخ. تدعم الولايات المتحدة ومصر التعهد العالمي بشأن الميثان.

غضب شعبي

وتأتي زيارة بلينكن على واقع التصعيد الذي تشهده الأراضي المحتلة، وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى خفض التوتر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وتعتمد واشنطن على القاهرة في لعب دور الوسيط في هذا الملف.

وأثار موقف الخارجية المصرية من التصعيد في الأراضي المحتلة غضبا شعبيا واسعا، بعد أن أصدرت بيانا استنكرت فيه، الهجوم الذي شهدته القدس الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل عدد من المستوطنين ردود فعل واسعة.

وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية صباح أمس الأول السبت، عن رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس الشرقية يوم الجمعة الماضي، مؤكدةً إدانتها لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين.

وحذرت مصر من المخاطر الشديدة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذي يزيد الوضع السياسي والإنساني تأزماً، ويقوض جهود التهدئة وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام.

وتقدمت مصر بخالص العزاء لأسر القتلى، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

وتحولت صفحة وزارة الخارجية المصرية على “فيسبوك”، إلى أشبه باستفتاء شعبي على موقف السلطات المصرية من القضية الفلسطينية، وجاءت ردود المصريين على البيان في أكثر من 700 تعليق، معظمهم وصف البيان بالعار غير المعبر عن الموقف الشعبي.

وكتب خالد العيادي: تحية إجلال وتعظيم للشعب الفلسطيني وهذا العمل البطولي… الشعب المصري يعرب عن سعادته بهذا العمل العظيم متمنيا المزيد من الأعمال البطولية ضد الكيان المحتل.

وكتب أحمد قدري: ماذا عن الثمانية شهداء الذين ارتقوا قبلها بيوم برصاص قوات الاحتلال في هجومه على مخيم جنين؟!

وكتبت مها أحمد: تحية للشعب الفلسطيني المرابط على أرضه وتحية للبطل ونحسبه عند الله شهيد بإذن الله.

وكتبت زينب موسى: الواحد نفسه في بيان واحد يمثلنا، كل الدعم لإخواننا الفلسطينيين، نعتذر عن هذا البيان الحقير.

وكتب نادر شندي: إن باع كل العالم قضيتكم، نحنُ نشتري. وإن أدار العالم ظهره، فنحنُ نُدير له ظهورنا مولين وجوهنا نحوكم. السلامُ عليكِ فلسطين، سلاماً أقلّ ما يُمكن أن يُقدّم.

وكتب هشام أشرف: عاش ولد جنين، هذا البيان لا يمثلني كمصري.

مصادرة كتاب

إلى ذلك، صادرت السلطات المصرية، كتاب “تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها”، خلال أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وقال الدكتور محمد مدحت مصطفى، في تصريحات صحافية، إنه أبلغ بسحب الكتاب في أول أيام معرض الكتاب على الرغم من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وصدور رقم إيداع، لافتا إلى أن مصادرة الكتاب جاءت على الرغم من عدم اتخاذ أي إجراءات رسمية بذلك.

ونفى الدكتور محمد مدحت مصطفى أن يكون قد تلقى أية تنبيهات قبل صدور الكتاب، مُشددًا على أن “الكتاب به منهج جديد في التناول، حول بدايات تأسيس الصهيونية وصولا للعمليات الإرهابية التي يرتكبوها في الفترة الحالية”.

ويناقش الكتاب بداية النشاط الصهيوني في مصر قبل المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في سويسرا في أغسطس/ آب 1897 بـ6 أشهر، حيث بدأ تكوين الروابط والجمعيات الصهيونية في مصر منذ فبراير 1897، واستمرت تلك الروابط والجمعيات في العمل بحرية دون معوقات تذكر من قبل السلطات المصرية أو سلطة الاحتلال البريطاني حتى بدايات عام 1948.

ويضيف الكتاب “كانت السلطات المصرية تحت الاحتلال وأغلب قيادات ومنسوبي الحركة السياسية والثقافية وحتى اليهود المصريين، غير مدركين لخطورة المشروع الصهيوني ولا لطبيعة تحركاته”.

مطالبات بوقف التطبيع

وعادة ما تنتقد أحزاب المعارضة المصرية، موقف السلطات المصرية من القضية الفلسطينية، وخلال الأحداث الأخيرة، دعت عدد من الأحزاب، إلى وقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال حزب الكرامة في بيان: في ظل جرائم الكيان الصهيوني المستمرة تجاه شعبنا في فلسطين تأتي جريمة اقتحام مخيم جنين لتؤكد طبيعة الكيان الصهيوني القاتل العنصري.

وأكد حزب الكرامة على موقفه الثابت باعتبار هذا الكيان هو قاعدة الاستعمار المتقدمة على الأرض العربية وهو العدو الحقيقي لهذه الأمة وأن مصر هي المستهدف والمتضرر الأول من بقاء هذا الكيان.

وتابع: كما نحيي كفاح ونضال شعبنا العربي في فلسطين والبطل خيري علقم منفذ عملية القدس، ويؤكد الحزب أن المقاومة حق مشروع للشعب العربي. وطالب حزب المحافظين الحكومات العربية بسرعة وقف كل خطوات التطبيع التي تَقوم بها الدول العربية مع حكومة الكيان الصهيوني الإرهابية، واتخاذ مواقف دبلوماسية حاسمة حتى تَشعر حكومة الكيان ومَن صَوَّت لها بتداعيات جرائمهم الإرهابية.

الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أدان هو الآخر ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ما نفذه جيش الاحتلال من عملية أمنية في مخيم جنين ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ولم تقف ممارسات الاحتلال عند هذا الحد بل امتدت لتشمل منع إسعاف المصابين الفلسطينيين والاعتداء على الأطقم الطبية.

ويطالب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي المجتمع الدولي بالقيام بواجبه تجاه الالتزام بحماية الشعب الفلسطيني، والتوقف عن تبني معايير مزدوجة تدفع باتجاه إهدار حقوق الفلسطينيين، وزيادة معاناتهم، بما يُنذر بتداعيات وأزمات تزيد من حالة عدم الاستقرار في الداخل الفلسطيني بل وفي المنطقة.

ودعا الحزب الدول العربية لوقف كافة أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، وهو التوجه الذي ثبت عدم جدواه، بل إنه ساهم في زيادة بطش الإسرائيليين، وتبني حملات عالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بحقوقه المشروعة والأصيلة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير والاستقلال، وعودة اللاجئين.

ولعبت القاهرة دور الوسيط في وقف إطلاق النار في غزة خلال العامين الماضين.

ونجحت مصر في دور الوساطة بعد التقارب الذي شهدته العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال الفترة الماضية.

وشهدت العلاقات المصرية-الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، خطوات غير مسبوقة، إذ زار نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مدينة شرم الشيخ في أيلول/سبتمبر 2021 وكانت الزيارة الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ عام 2011 أعقبتها زيارة أخرى في آذار/مارس الماضي، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021 وهي الزيارات التي مهدت لتعديل مصر وإسرائيل اتفاقية السلام، بما يسمح بتعزيز الوجود العسكري المصري، بزيادة عدد قوات حرس الحدود وإمكاناتها، في منطقة رفح الحدودية شمال جزيرة سيناء، وفق ما أعلنه الجانبان في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 نتيجة لاجتماع اللجنة العسكرية المصرية-الإسرائيلية المشتركة.

وقالت القوات المسلحة المصرية إن الاتفاق ضمن مساعي الحفاظ على الأمن القومي المصري وضبط وتأمين الحدود.

وفي 18 آب/ أغسطس 2021 التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، برئيس الوزراء الإسرائيلي، في تل أبيب، ووجّه للأخير خلال اللقاء، دعوة رسمية باسم السيسي، لزيارة القاهرة.

ومهد لقاء السيسي وبينيت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، لقمة النقب، التي استضاف فيها وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه من مصر والإمارات والمغرب والبحرين بحضور وزير الخارجية الأمريكي، في آذار/مارس الماضي، وهي القمة التي ناقشت ما عرف بتحالف الناتو العربي تحت القيادة الأمريكية، وبمشاركة الكيان الصهيوني.

وهو التحالف الذي أعلنت المعارضة المصرية ممثلة في «الحركة المدنية الديمقراطية» التي تضم عددا من أحزاب المعارضة في بيان، رفضها «القاطع والنهائي» المشاركة في أية مشروعات للدفاع الجماعي العربي تحت القيادة الأمريكية، وبمشاركة الكيان الصهيوني، وذلك «أياً كانت مُسمياتها أو ذرائع ترويجها».

ومصر هي أول دولة عربية وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 لكن العلاقات ظلت على المستوى الرسمي فحسب، وسط فتور ورفض شعبي. وتم تسيير رحلة الطيران الأولى لشركة «مصر للطيران» الحكومية إلى إسرائيل، بعد عقود من استخدام شركة تابعة تسمى «سيناء للطيران» وهي الخطوة التي وصفتها إدارة الطيران الإسرائيلي بـ«السابقة التاريخية».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here