تصاعد ردود الفعل حول انسحاب الوفد المصري من جلسة جامعة الدول العربية

5
تصاعد ردود الفعل حول انسحاب الوفد المصري من جلسة جامعة الدول العربية
تصاعد ردود الفعل حول انسحاب الوفد المصري من جلسة جامعة الدول العربية

نسرين سليمان

أفريقيا برس – مصر. انقسام كبير في الآراء والتصريحات عقب انسحاب الوفد المصري من جلسة جامعة الدول العربية التي تترأسها ليبيا، احتجاجًا منه وتشكيكًا في شرعية حكومة الوحدة الوطنية، معبرًا عن موقف بلاده الداعم لحكومة باشاغا والمعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية انتهت ولايتها.

وكانت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا نجلاء المنقوش، الثلاثاء، تسلمت رئاسة الدورة العادية الـ 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في مقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة خلفاً للجمهورية اللبنانية التي ترأست الدورة السابقة.

لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق له، غادروا الجلسة الافتتاحية مع انتهاء كلمة وزير الخارجية اللبناني الذي ترأس الدورة السابقة لمجلس الوزراء العرب، وتسليمه الكلمة إلى وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة نجلاء المنقوش، التي تترأس الدورة الحالية للمجلس.

وكشف الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، أن الوفد المصري غادر اجتماع مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية مع تولي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية تحفظًا من مصر على تولي الرئاسة من ممثل حكومة منتهية ولايتها، حسب تعبيره.

وعقب الجدل الذي دار حول موقف مصر، أشادت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، بموقف وزارة الخارجية المصرية خلال اجتماع جامعة الدول العربية الثلاثاء في القاهرة.

واعتبرت وزارة الخارجية في حكومة باشاغا، في بيان نشره الوزير حافظ قدور عبر صفحته على فيسبوك، أن موقف مصر أبان عن احترام للشرعية الوطنية والتزام بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة لحق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية.

ودعت الوزارة كل الدول العربية إلى اتخاذ موقف مماثل، تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير، وذلك من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية.

كما دعت في الوقت نفسه جامعة الدول العربية وأمانتها إلى فك الارتباط نهائيًا بالحكومة السابقة المسماة حكومة الوحدة الوطنية، كونها منتهية الولاية ومسحوبًا منها ثقة مجلس النواب، وأن يقتصر حصرًا التعامل مع الحكومة الليبية الشرعية.

وفي تصريح صحافي قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، إنه أخبر وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش أنها ثاني امرأة تترأس جلسة جامعة الدول العربية بعد وزيرة مغربية سابقًا، ربما العام 2014، لكن ذلك لا ينفي ولا ينتقص من حقيقة أن وزيرة امرأة عربية تترأس الدورة الوزارية، وهو حدث كبير ومهم جدًا في تاريخ الدبلوماسية العربية.

وأضاف، أن ثمة طلبًا من الأمانة العامة للجامعة العربية من أجل تقديم دراسة عامة قانونية وليست سياسية، عن صلاحية تولي رئاسة الدورة، لكي نضع الأمور بشكل محايد أمام الأعضاء.

ورداً على تصريح لرئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، الذي اعتبر انسحاب الوفد المصري من اجتماع الجامعة العربية مخالفًا للأعراف الدبلوماسية، قال زكي إن هذا المصطلح فضفاض وينسحب على الأفعال في المجال الدبلوماسي، وعندما يكون هناك طرف في اجتماع ما غير راضٍ عن موضوع ما سواء رئاسة الاجتماع أو ممارسات موجودة في الاجتماع، فمن حق الوفد أن ينسحب، وهو منصوص عليه في الأمم المتحدة وفي كافة المنظمات الإقليمية والدولية.

وفي وقت سابق، بارك رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، تولي وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة رئاسة مجلس وزراء خارجية العرب بالجامعة العربية.

وأبدى استغرابه في تغريدة له على تويتر من تصرف وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، واصفاً إياه بالتصرف “المخالف للأعراف الدبلوماسية”.

فيما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد، أن مصر تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا، وتبقي على الاتصالات مفتوحة معهم.

وقال إن هذا الإجراء الدبلوماسي متبع في كثير من المنظمات الدولية، وتقوم به دول كبرى للتعبير عن عدم الموافقة عن أمر معين، مستبعدًا أن يؤثر على موقف القاهرة حيال الأزمة الليبية، حيث تشجع جميع الأطراف هناك على الوصول إلى حل سياسي، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فرصة.

وتابع: “كان من الطبيعي أن تلتزم مصر بموقفها القانوني ورؤيتها السياسية، بأنه لم يكن من الملائم أن يكون هناك تمثيل لحكومة منتهية الولاية في رئاسة مجلس جامعة الدول العربية الوزاري، خصوصًا أن المجلس أمامه استحقاقات مهمة، ولم يكن ضروريًا استحضار الأزمة والخلافات داخل الساحة الليبية إلى ساحة الحوار في أعمال مجلس الوزراء العرب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here