تطورات متلاحقة بين البلدين ..استثمارات قطرية جديدة في مصر بقيمة 5 مليارات دولار

11
سباق سعودي قطري للإستثمار في مصر

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. إتجهت مصر منذ فترة إلى إعادة هيكلة القطاع الإستثماري، من خلال تسهيل الإجراءات على المستثمرين، وتفعيل منظومة الشباك الواحد، واهتمت بتشكيل بنية تحتية جيدة، ومع وجود كافة المقومات التي جعلت مصر مقصدا مهما للاستثمار، إتفقتا كل مصر وقطر، على مجموعة من الاستثمارات والشراكات بقيمة 5 مليارات دولار، حيث بحث البلدان سبل تطوير العلاقات الثنائية بينهما وتعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المجالات المختلفة، في ظل سباق عريي وسعودي لضخ استثمارات إلى مصر في كافة المجالات، وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل الإقتصادي هشام قنديل عضو مجلس إدارة جولد تريد القابضة للاستثمارات المالية في الحوار الصحفي التالي:

هشام قنديل ، كاتب صحفي ومحلل الإقتصادي وعضو مجلس إدارة جولد تريد القابضة للاستثمارات المالية

استثمارات وشركات جديدة بقيمة 5 مليار دولار بين مصر وقطر، ما أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين؟
بخصوص قيمة 5 مليارات دولار كإتفاق بين مصر وقطر على شراكات واستثمارات جديدة هامة بين البلدين، فهذا يرجع إلى وجود مناخ استثماري جيد جدا، وبنية تحتية مشجعة على الاستثمار، وما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي من تهيئة للمناخ الاستثماري في الدولة، وهذا جعل معظم دول العالم تتجه إلى مصر، فمصر أصبحت جاذبة بشكل كبير للاستثمارات الخارجية، أما عن أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار فلدينا قطاعات متنوعة، فهناك استثمارات في قطاع الموانئ والنقل، وأيضا لدينا القطاع الزراعي والعالم كله يبحث عن الأمن الزراعي ومصر لديها مناخ زراعي جيد جدا، وهو القطاع الحيوي الذي يحتاج إليه العالم بأكمله و هذا يظهر في مؤتمر المناخ الذي سيعقد في شهر نوفمبر، بهدف تهيئة البيئة المناخية وهذا وجه العالم بأكمله للاستثمار بالقطاع الزراعي في مصر، وهناك أيضا القطاع المصرفي الذي يتمتع باستقلالية كبرى وهو بوابة للاستثمار في كافة القطاعات، سواء التجارية أو الصناعية أو الزراعية، ولدينا أيضا الاستثمار في القطاع الصناعي، حيث شهدت مصر في الفترة الأخيرة نموا كبيرا في القطاعات الصناعية، و مصر تستحوذ على الأيدي العاملة الماهرة الجيدة، وكسوق فنحن لدينا أكثر من 100 مليون نسمة، والقطاع الصناعي قطاع استهلاكي، وأي مستثمر يبحث دائما عن 3 أشياء أساسية، أولا الإستقرار السياسي ومصر بالفعل دولة مستقلة سياسية، وأيضا عن الاستقرار الإقتصادي وبالفعل مصر لديها معدل نمو جيد، ويبحث أيضا عن البنية التحتية ومصر في ظل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تمتلك بنية تحتية جيدة جدا، وهناك تطورات في الموانئ المصرية وهذا يعد داعما للاستثمارات الصناعية والتجارية والزراعية.

بعد 30 يونيو 2013 شهدت العلاقات بين البلدين خلافاً كبيراً وسحباً للسفراء وتبادلاً للتهم، فكيف تحسنت تلك العلاقات بهذا الشكل الكبير بين البلدين؟
نحن شهدنا أحداث 30 يونيو 2013 وفترة حكم الإخوان المسلمين لمصر، و من خلال أحداث يونيو إستطعنا إعادة الأوضاع في مصر إلى مسارها الطبيعي، وبدأنا في إعادة هيكلة وإصلاح الدولة، فكان يجب على مصر أن تمنع أي دولة من التدخل بشؤونها الداخلية، فلا يمكن تحقيق النهوض السياسي والإقتصادي والعسكري في ظل تدخل بعض الدول، فكان لابد من وضع حدود لكل الدول لمنع تدخلهم في الشأن الداخلي لمصر، فمن لا يملك قراره لا يستطيع أن ينمي بلده، فكان يجب منع كل الدول سواء قطر أو غيرها من التدخل في الشأن الداخلي لمصر، أما بالنسبة لتحسن العلاقات فمنذ عشر سنوات إستطاعت مصر إعادة تأسيس الدولة والنظم المختلفة، فأصبحت مصر دولة جاذبة للاستثمار، الأمر الذي دفع الكثير من الدول إلى التسابق من أجل الاستثمار في مصر، وقطر من ضمن تلك الدول، لأن قارة آسيا بما بها من صراعات بين روسيا وأوكرانيا والخلافات مع إيران فأصبحت منطقة صراع، ولكن المستثمر يبحث دائما عن الأمان والدول المستقرة سياسيا وإقتصاديا وبها معدل نمو جيد، وهذا كله متوفر لدى مصر، وعندما أدركت قطر مدى قوة مصر وعدم السماح لأي دولة أخرى بالتدخل في شأنها الداخلي السياسي والإقتصادي، فهذا فتح المجال لتحسن العلاقات بين البلدين و خلق شراكة مصرية قطرية في المجال الإقتصادي.

تحتل الاستثمارات القطرية في مصر المرتبة الـ 20 من إجمالي 127 دولة، حيث تبلغ الاستثمارات القطرية حوالي 1.7 مليار جنيه في 112 شركة، لماذا تتجه قطر بهذا الشكل الكبير نحو الاستثمار في مصر؟
إكتشفت قطر أن المناخ الاستثماري في مصر مناسب، فأي مستثمر يبحث دائما عن طريق تنمية استثماراته وتحقيق أرباح، وأي استثمارات يعقبها التكلفة والأرباح، فعندما أقوم ببناء منشأة سأقوم بحساب التكلفة، وأيضا سأقوم بحساب الالتزامات المطلوبة ورأس المال ثم أحسب الدخل والأرباح، وقطر تعلم أن الاستثمار في مصر واعدا جدا، وهناك بنية تحتية جيدة في مصر تسمح بوجود استثمارات خارجية، وأيضا هناك الكثير من التسهيلات للمستثمرين، وهناك سهولة للتعامل مع كافة الإجراءات، وطبعا لدينا الأيدي العاملة الماهرة وتكلفة الإنتاج تعتبر مناسبة جدا، لذلك سعت قطر بكل الطرق لأن تعيد علاقاتها مع مصر وضخ استثماراتها بشكل كبير.

هناك تعاون بين مصر وقطر في مجال الطاقة والغاز على مستوى المنطقة والشرق الأوسط‏، بإعتبار مصر وقطر أكبر بلدين في المنطقة إنتاجا للغاز الطبيعي فكيف ستستفيد مصر من هذا التعاون؟
مصر تعتبر من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي، وهذا عنصر أساسي من عناصر الإنتاج، والتعاون على هذا الصعيد سيتيح لقطر الإستفادة من الخطوات المصرية لإنتاج الغاز و الطاقة النظيفة، في ظل حديث العالم بأكمله عن المناخ وضرورة الحفاظ عليه، مما يتيح الإستثمار الجيد، وأن الغاز يأتي ضمن تلك الفكرة وعنصر من عناصر الطاقة النظيفة، ولدينا الكثير من الشركات التي تعمل بالغاز الطبيعي.

يقوم الجانب القطري بتنفيذ عدد من المشاريع خاصة في قطاع السياحة بعدد من المدن المصرية، وتستقبل مصر سنوياً الآلاف من السائحين القطريين في مختلف المدن المصرية، هل يعتبر ذلك معززا للعلاقات بين البلدين؟
مصر بلد سياحي في المقام الأول ونحن لدينا مدن سياحية رائعة، ولدينا السياحة البيئية والعلاجية، وأيضا لدينا السياحة التاريخية، فمصر تمتلك ثلث آثار العالم، والاستثمار في القطاع السياحي يعتبر استثمار واعد، والمناخ السياحي في مصر يعتبر جيد جدا ومتميز، خاصة في شرم الشيخ والغردقة، ولدينا فنادق تعتبر الأضخم على مستوى العالم، ولدينا الكثير من المدن التاريخية مثل القاهرة والإسكندرية والمناطق الأثرية، وكل هذا يعزز القطاع السياحي في مصر ويساعد على جذب الإستثمار الخارجي القطاع السياحي.

 هل ترى أن هناك سباق سعودي قطري نحو مصر، حيث شهدنا مؤخرا الكثير من المحاولات من قبل البلدين لخلق تعاون كبير مع القاهرة في كافة المجالات؟
هناك سباق في منطقة الخليج كلها للاستثمار في مصر ليس في السعودية وقطر فقط، فكل الدول العربية ترغب في الاستثمار في مصر بالمجالات المختلفة، فنحن لدينا كافة مقومات الاستثمار من بنية تحتية قوية ومناخ سياسي وإقتصادي آمن، وهيكلة النظام الضريبي للدولة جعلتنا منفذ عالمي للاستثمار، وبناء عليه فكل دول العالم وليس دول الخليج فقط تبحث عن الاستثمار في مصر، ومنذ حصول مصر على المركز الأول في السندات الخضراء، أصبحت مركز إستثمار جاذب لكل الدول الأوروبية وليس المنطقة العربية، فأصبح الاستثمار في مصر متاحا وجاذبا لكل دول العالم، وأنا أتوقع أن تكون فترة واعدة، حيث أصبحت مصر على الطريق الصحيح في كافة المجالات السياسية والإقتصادية، ونرى أيضا أن المبادرات الشبايبة ومؤتمرات الشباب التي يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لها دور في تهيئة الجيل الصاعد للاستثمار.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here