تعاون مصري إماراتي في مجال الصناعات العسكرية

8
تعاون مصري إماراتي في مجال الصناعات العسكرية
تعاون مصري إماراتي في مجال الصناعات العسكرية

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. خلال زيارة اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية بوزارة الدفاع الإماراتية إلى مصر، بحث الجانبان التعاون في مجال التصنيع العسكري، حيث التقى اللواء كمال وفاء رضوان رئيس هيئة التسليح بوزارة الدفاع المصرية، وناقش الجانبان القرارات والتشريعات وآلية تسهيل أعمال الشركات الدفاعية للدولتين والتكامل في مجالات البحث والتطوير للمنتجات الدفاعية، وللمزيد من التفاصيل تتحدث إلى “أفريقيا برس” النائبة سهام مصطفى في الحوار الصحفي التالي:

سهام مصطفى، عضو مجلس النواب المصري

خلال زيارة مسؤول الصناعات العسكرية في وزارة الدفاع الإماراتية اللواء مبارك الجابري إلى القاهرة، أبدى رغبة بلاده للاستثمار في قطاع الصناعات العسكرية المصرية، لماذا برأيك؟

أنا أعتقد أن هذا يأتي في إطار حرص دول الخليج على الإعتماد على نفسها عسكريا، بعد ما كانت تعتمد على الحماية الأمريكية والقواعد الأمريكية، بعد ما ثبت أن هذا غير مجدي، فالولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن حلفائها في أوروبا لتحقيق مصالحها لإشعال الحرب في أوكرانيا، والحرص على استمرارها حتى لو نتج عن ذلك الإضرار بالصناعات الأوروبية وحرمانها من الغاز الروسي، ومصر لديها خبرة وتاريخ طويل في الصناعات العسكرية، الأمر الذي جذب الاستثمارات الإماراتية لهذا المجال، الأمر الذي يساعد على التطوير في مصر بالصناعات العسكرية لسد حاجة السوق الخليجي، ومصر لن تصنع طائرات أو أشياء متطورة ولكن يمكن لمصر صناعة الكثير من الأشياء التي يحتاجها الدفاع والجيش.

سجلت الاستثمارات الإماراتية في مصر مبلغ 1.9 مليار دولار خلال النصف الأول من العام 2022 في مجالات عديدة، فما الذي يدفعها إلى الاستثمار في قطاع الصناعات العسكرية المصرية؟

الصناعات العسكرية المصرية راسخة متوطنة، ونحن لدينا تاريخ ناجح بها، و رأس المال يبحث دائما عن القطاعات الناجحة، مثل السياحة والقطاع العقاري وغيرها وكلها مجالات تقليدية، لكن الصناعات العسكرية أكثر تطورا، وهذا يأتي في إطار الإعتماد على النفس وتنويع مصادر التسليح وعدم الإعتماد على جهة واحدة كالغرب.

ما هو حجم الاستثمار العسكري الإماراتي في مصر وأي قطاعات يستهدف؟

أنا ليس لدي أرقام محددة للاستثمار العسكري الإماراتي في مصر، لكن أعتقد أن الأمر سيكون بداية، وسيتوسع هذا الاستثمار ويشمل مجالات جديدة، وأتوقع أن تستفيد مصر والخليج أيضا من هذا التعاون العسكري.

هل يضر هذا الاستثمار باستقلالية وسرية الصناعات العسكرية المصرية، باعتبار العلاقة الرائدة التي تربط أبوظبي بتل ابيب من جهة، وحالة اللاحرب القائمة بين مصر وإسرائيل؟

لا أعتقد أن هذا سيضر باستقلالية وسرية التسليح المصري لأن الاستثمار لا يشمل الحصول على بيانات أو أرقام أو طبيعة الصناعات، ولكنه يشمل فتح مجالات جديدة، وتحقيق التعاون في المجالات القائمة، وطبعا الإمارات دولة صديقة في المقام الأول وهي عربية، بخلاف الوضع مع إسرائيل، فإذا كانت الكثير من الدول لجأت إلى التطبيع مع إسرائيل كالإمارات فهذا لا يعني إمدادها ببيانات عن دول أخرى، فالتعاون في هذا المجال مختلف تماماً عن أن تكون الإمارات عين لإسرائيل في بلاد أخرى خاصة أن مصر اقرب للإمارات من إسرائيل بمراحل.

هناك دول كاليمن وتركيا حققت خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية محلية في الصناعات العسكرية من الصواريخ الى الطائرات المسيرة، إلى أين وصلت الصناعات العسكرية المصرية مقارنة بمثيلاتها في المنطقة؟

طبعا هناك اعتراض على جملة دول مثل اليمن و تركيا، فاليمن ليس لديها صناعات، ونحن نعلم طبيعة الأسلحة التي تأتي للحوثيين من مسيرات و غيرها، فهي أسلحة إيرانية في المقام الأول، و إيران لها باع طويل في المسيرات حيث طورت تلك الصناعة حتى تحت الحصار والمنع الأمريكي والغربي، باستخدام كوادر محلية ومساعدة من الصين، والدليل على ذلك أن المسيرات الإيرانية أستخدمت في الحرب الأوكرانية من قبل روسيا، وكان الغرب مستاء جدا من ذلك، ونفس الشيء المسيرات التركية كانت مستخدمة في حرب أذربيجان وأرمينيا، فالصناعة التركية والإيرانية في المسيرات هي صناعة ناجحة و تمكنوا من تطويرها بمساعدة التقنيات الغربية. مصر يمكنها أيضا تطوير تلك الصناعة من خلال التعاون مع الإمارات على أساس أن تلك الصناعة تحتاج إلى تمويل كبير وخبرات، وهذا ما يتوفر لدى مصر و برأس مال إماراتي، وصولا إلى مستوى الدول التي سبقتنا في هذا المجال مثل إيران و تركيا، أنا أعتقد أننا سنكون لدينا حصة من تلك الصناعات لأنها تمثل الحرب المستقبلية، والتي تعتمد على التقنيات الحديثة والسهلة لضرب الأهداف بدقة دون خسائر بشرية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here