حوادث سير… عيوبٌ في طرقات مصر

7
حوادث سير... عيوبٌ في طرقات مصر
حوادث سير... عيوبٌ في طرقات مصر

أفريقيا برس – مصر. على الرغم من توسع الحكومة المصرية في إنشاء طرقات وكباري في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يقلل من نسب حوادث السير التي تحصد سنوياً أرواح نحو 7 آلاف شخص، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويؤكد مهندسون أن التسرع في إنشاء الطرقات من دون التأكد من مراعاة المقاييس الفنية الضرورية والمتمثلة في تصميم الطرقات والخامات المستخدمة يؤدي بطبيعة الحال إلى وقوع حوادث سير. أمر كانت النيابة العامة قد أكدته حين أشارت إلى تكرار وقوع الحوادث المرورية على الطريق الدائري الأوسطي الذي أنشأته القوات المسلحة، وقالت إنها تلقت سابقاً إخطارات نتيجةَ حجب زاوية الرؤية في جزء من الطريق.

وناشدت النيابة العامة الخبراء معاينة الطريق بسبب تكرار وقوع الحوادث المرورية وإصلاح الخلل حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات. وجاء بيان النيابة بعد اصطدام 11 عربة (سيارتا نقل ثقيل و7 سيارات ملاكي (مسجلة) وسيارتي ميكروباص)، ونتج عن الحادث اشتعال النيران في السيارات. وأثارت الحادثة التي شهدها طريق الإسماعيلية ـ العريش، وأسفرت عن مقتل 3 أشقاء، مشكلة حوادث السير في مصر.

واستيقظ أهالي قرية أم الرزق التابعة لمركز كفر سعد بدمياط على خبر وفاة 3 أشقاء من القرية يدرسون في كليتي الطب والصيدلة، بعد انقلاب سيارة ملاكي بناحية ترعة الجلبانة طريق الإسماعيلية ـ العريش. وفي جنازة مهيبة، دفنت الأسرة المكلومة أبناءها الثلاثة وهم: آية أحمد عثمان (24 عاماً) وهي طالبة في كلية الصيدلة، وأحمد محمد عثمان (22 عاماً) وهو طالب في السنة الرابعة بكلية طب الأسنان، وآلاء أحمد محمد عثمان (19 عاماً) وهي طالبة بكلية طب الأسنان.

وجاءت حادثة طريق الإسماعيلية العريش بعد أيام قليلة من انقلاب حافلة كانت تقل فوجاً سياحياً يضم فرنسيين وبلجيكيين، على طريق أسوان ـ أبو سمبل بمحافظة أسوان، وذلك في 13 إبريل/ نيسان الجاري، وأدى إلى وفاة 4 سياح فرنسيين، وبلجيكي، و5 مصريين، بالإضافة إلى عدد من الإصابات. في ذلك الوقت، كتب الرئيس عبد الفتاح السيسي على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”: “أتابع عن كثب حادث تصادم الأتوبيس السياحي بسيارة نقل بمحافظة أسوان، ووجهت الأجهزة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة والمتابعة المستمرة وتوفير كل أوجه الرعاية الطبية والعلاجية لمصابي الحادث الأليم”.

وفي اليوم نفسه، وإثر انقلاب سيارة ميكروباص على طريق نجع حمادي ـ قنا، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرون. وبعدها بيوم واحد، لقي سائق سيارة نقل صغيرة مصرعه وأصيب 5 آخرون، بعد انقلاب سيارة وتخطيها جزيرة الطريق الوسطى واصطدامها بسيارة ‏ميكروباص مواجهة، على طريق المنصورة ـ دمياط بمدينة طلخا. وفي 16 إبريل/ نيسان الجاري، لقي شاب مصرعه إثر حادث سير على طريق المنصورة ـ ميت غمر على مقربة من قرية بشلا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.

وفي 12 إبريل/ نيسان الجاري، لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرون، في حادث تصادم سيارتين كانتا تقلان مجموعة من العمال التابعين لإحدى شركات رصف الطرق بطريق الشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر. وفي 11 من الشهر نفسه، لقي شاب مصرعه وأصيب خمسة آخرين في حادث تصادم سيارة ملاكي و”توك توك” ودراجة نارية على طريق المنصورة ـ أجا أمام قرية منية سندوب. وقبلها بأيام، لقي طفل مصرعه إثر اصطدام سيارة على طريق زنارة تلا بمحافظة المنوفية.

وقبل أشهر، وقعت الحادثة المعروفة بـ “طبيبات ميكروباص المنيا” التي راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهم طبيبتان، وأدت إلى إصابة 17، حين اصطدمت سيارة ميكروباص بالقرب من مدينة 15 مايو بالقاهرة، أثناء توجههم من محافظة المنيا إلى القاهرة لتنفيذ تكليف بحضور عدد من المحاضرات الطبية لهن في القاهرة.

كما لقي 5 أشخاص مصرعهم في حادث تصادم بين سيارة نقل وسيارة ميكروباص على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الزراعي بالقرب من مدينة أبو حمص بمحافظة البحيرة. وخلال الأشهر القليلة الماضية، وقع حادث الطريق الدائري، الذي راح ضحيته شخص وأصيب 6 آخرون، وذلك إثر سقوط حمولة شاحنة على 8 سيارات بمنطقة المعادي، بعد انحراف مسار الشاحنة. كما لقيت ربة منزل مصرعها فيما أصيب 6 آخرون، إثر انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي الغربي نجع حمادي ـ فرشوط.

وفي وقت توصي الإدارة العامة للمرور التابعة لوزارة الداخلية باتباع التعليمات لتجنب وقوع الحوادث على الطرقات، وخصوصاً أثناء السفر في المحاور الرابطة بين المحافظات، ومنها الصيانة الدورية للسيارات والالتزام بالسرعات المحددة على المحاور لمنع انقلاب السيارة، وعدم تعاطي المواد المخدرة على الطرقات، إلا أنها تتجنب دائماً الإشارة إلى عيوب الطرقات التي رصدت بعضها النيابة العامة وأوصت بإصلاحها.

وفي محاولة لمعالجة أزمة حوادث الطرقات، لجأت الحكومة إلى اتخاذ بعض الإجراءات، منها تقديم مشروع قانون التأمين الموحد والذي وافق عليه مجلس الشيوخ نهائياً، وألزم بتعويض الورثة من قبل شركات التأمين عن حوادث مركبات النقل السريع المرخص في تسييرها طبقاً لأحكام قانون المرور.

كما تقدمت عضوة مجلس النواب ندى ثابت باقتراح إلى رئيس المجلس حنفي جبالي، موجه إلى القائم بأعمال وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، للتوسع في إنشاء نقاط إسعاف على الطرقات السريعة بمحافظات الصعيد والدلتا. وتقول في طلبها إنه “مع كل هذه الإنجازات التي حدثت في مجال الطرقات، تقع حوادث من وقتٍ إلى آخر، ويعود معظمها إلى شدة الشبورة المائية (الضباب) على الطرقات صباحاً، لا سيما في فصل الشتاء، والمجازفة المتهورة لبعض سيارات الميكروباص، وأصحاب السيارات الخاصة والعامة والنقل الثقيل بالسير متجاوزين السرعة المحددة من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة والعمل بالشروط المحددة خلال السير في هذا الوقت وهذه الأجواء، بالإضافة إلى قلة الخدمات على الطرقات، ومنها خدمات إسعاف الطرقات السريعة، ونقص كاميرات الرادار والمراقبة”.

وبحسب أحد المهندسين، فإن العيوب الفنية في الطرقات تساهم بنسبة كبيرة في زيادة عدد الحوادث، ومنها ظاهرة الهبوط الأرضي (الانجراف) من جراء رداءة المواد المستخدمة في الرصف، أو قلة سماكة الأسفلت.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here