خبير عسكري: صفقة صواريخ ستينغر لمصر تعكس استجابة أمريكية للأوضاع المتوترة

17
خبير عسكري: صفقة صواريخ ستينغر لمصر تعكس استجابة أمريكية للأوضاع المتوترة
خبير عسكري: صفقة صواريخ ستينغر لمصر تعكس استجابة أمريكية للأوضاع المتوترة

أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والخبير العسكري أحمد سلطان أن صفقة الصواريخ الأمريكية لمصر من طراز ستينغر تعكس الاستجابة الأمريكية للسياق الإقليمي المضطرب، حيث تسعى مصر لتعزيز دفاعاتها الجوية. وأضاف في حوار مع “أفريقيا برس” أن هذه الصفقة ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، لكنها جاءت متأخرة نظرًا لالتزام الولايات المتحدة بعدم تزويد مصر بأسلحة متطورة للحفاظ على التفوق الإسرائيلي. وشدد على أهمية الصفقة في تحسين العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة، رغم المخاوف الإسرائيلية من تأثيرها على توازن القوى. وفي ظل الصراعات العالمية، قال سلطان إن مصر ستستفيد من الوضع الراهن لتعزيز قدراتها العسكرية وتهيئة وحداتها لمواجهة التحديات المقبلة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد قالت إن وزارة الخارجية وافقت على صفقة لبيع مئات الصواريخ لمصر مقابل 740 مليون دولار أميركي. وأوضح البنتاغون أن الصواريخ التي تمت الموافقة على بيعها لمصر من طراز ستينغر ويبلغ عددها 720 صاروخًا، مشيرًا إلى أن المتعاقد الرئيسي لإتمام الصفقة سيكون شركة “آر تي إكس” الأميركية. وأضاف متحدث باسم الوزارة أن الصفقة من شأنها “تحسين أمن دولة صديقة لا تزال قوة مهمة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط”.

حوار سحر جمال
لماذا وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على صفقة بيع صواريخ لمصر بقيمة 740 مليون دولار في هذا الوقت بالذات؟

أولاً، يجب النظر إلى هذه الصفقة في سياق أوسع، وهو السياق الإقليمي المضطرب. هذا السياق يحتم على الولايات المتحدة ومصر، باعتبارها واحدة من الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، التعامل مع المتغيرات والعمل على معالجة العديد من القضايا الأمنية والعسكرية المشتركة.

مصر تتابع هذه التوترات وتريد الاستفادة من علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة للحصول على صواريخ ستينغر، التي تعتبر صواريخ دفاع جوي يمكن حملها على الكتف. تاريخ استخدام صواريخ ستينغر في الحروب يُظهر فعالية كبيرة، حيث ستقوم مصر بتفعيل هذه الصواريخ ضمن منظومة “أدفينجر”، وهي نظام دفاع جوي يُركب على سيارات “الهمر” الأمريكية.

يهدف هذا النظام، الذي يُعتبر فعالاً جداً، إلى تأمين الحماية الجوية للقوات أثناء التحركات والمراحل المختلفة. كما يمكن استخدامه لحماية الأهداف الثابتة. الولايات المتحدة تتبع هذا النظام أيضًا، حيث يُستخدم كنوع من الحماية حول مبنى البنتاغون.

بالتالي، تهدف مصر من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز عناصر الدفاع الجوي وشبكة الدفاع الجوي في البلاد، التي تتمتع بتعقيد شديد، حيث تشغل مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الغربية والشرقية بالتناغم، وهو أمر تنفرد به مصر.

ما هي الآثار المحتملة لصفقة الصواريخ من طراز ستينغر على الأمن القومي المصري؟

الآثار المحتملة للصفقة تشمل تعزيز الدفاع الجوي المصري وشبكة الدفاع الجوي، مما يساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم. كما أن الصفقة ستحافظ على الحدود المصرية وتوفر عنصر حماية إضافي للمجال الجوي المصري من التهديدات المختلفة.

ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن موافقة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي تُعتبر متأخرة. فهذه الصواريخ موجودة منذ عقود وقد تم استخدامها في العديد من الحروب، بما في ذلك استخدامها سابقًا من قبل الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان أثناء قتالهم ضد السوفيت، حيث كانت لها تأثير كبير في تغيير موازين الحرب.

ببساطة، كان يُفترض أن تصل هذه الصواريخ إلى مصر منذ زمن بعيد، لكن هناك التزام أمريكي بعدم تزويد مصر بالأسلحة الأكثر تطورًا لضمان التفوق النوعي لإسرائيل. ومع ذلك، تتغلب مصر على هذه القيود من خلال تنويع مصادر وموارد الأسلحة، بما في ذلك تشغيل أسلحة من دول مختلفة بالإضافة إلى تصنيع بعض الأسلحة محليًا.

كيف يمكن أن تؤثر هذه الصفقة على العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة في المستقبل؟

تأتي الصفقة في إطار العلاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الفترة الأخيرة، والتي تركز على تعزيز أمن مصر بصفتها دولة حليفة من خارج حلف الناتو. وبالتالي، من الضروري دعم مصر، خاصة في ظل الوضع الحالي المضطرب. يُتوقع أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بتوفير الدعم اللازم لمصر، ويعزز من شراكة استراتيجية طويلة الأمد بينهما.

ما هي المخاوف أو الانتقادات المحتملة التي قد تواجهها الولايات المتحدة بسبب هذه الصفقة من الدول الأخرى في المنطقة؟

تتمثل المخاوف والانتقادات المحتملة في أن إسرائيل قد تعبر عن استيائها من قرار منح مصر هذه الصواريخ، حيث تعتبرها صواريخ دفاع جوي فعالة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الصواريخ تشكل جزءًا فقط من شبكة دفاع جوي معقدة لدى مصر. كما أن مصر دائمًا ما تكون مستعدة في ما يتعلق بالدفاع الجوي، حيث تمتلك منظومات قادرة على رصد الطائرات الإسرائيلية حتى قبل مغادرتها لمطاراتها. بالتالي، قد تُعتبر الصفقة تهديدًا لتوازن القوى في المنطقة، مما قد يثير ردود فعل سلبية من دول أخرى أيضًا.

في ظل الصراعات الحالية في أوكرانيا وغزة، كيف تؤثر هذه الصفقة على سياسة الولايات المتحدة في دعم الدول الحليفة في الشرق الأوسط؟

أرى أن الجانب المصري قد استفاد من هذه الصراعات وضغط في اتجاه الحصول على هذه المنظومة لتفعيلها في نظام “أفينجر”، الذي يتم تركيبه على سيارات “الهمر”. كما يمكن لهذه الصواريخ أن تُطلق من على الكتف، مما يعزز من قدرات الدفاع الجوي، حيث يمكن استخدامها لتأمين وحدات المشاة خلال عمليات التقدم. يرتبط هذا الأمر بشكل أكبر بالحروب النظامية، ويعكس اهتمام الولايات المتحدة بدعم حلفائها في ظل الظروف الأمنية المتقلبة في المنطقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here