أفريقيا برس – مصر. جاءت زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مصر في إطار حضور قمة دول الجوار للسودان ، ليتم من خلالها البحث حول الكثير من الملفات الهامة على رأسها القضية السودانية وأزمة سد النهضة وحملت في طياتها الأمل للتوافق حول القضية التي سببت أزمة طويلة بين القاهرة و أديس أبابا، في وقت يرى فيه كثيرون أن المصالحة بين البلدين أصبحت قريبة والتوافق حول ملف سد النهضة يمكن أن يحدث لكن الحلول الناعمة المصرية جعلت إثيوبيا تمضي في ما تريد لحد الآن. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:
حوار سحر جمال
من وجهة نظرك ماهي أهم الملفات التي طرحت خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مصر؟
زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للقاهرة جاءت في إطار حضور قمة دول الجوار للسودان التي عقدت الخميس الماضي بحضور 7 رؤساء دول هي مصر وليبيا وإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى، و كان بالتأكيد من أهم الملفات المطروحة ملف الأزمة السودانية وكيفية حلها. وخرجت القمة بسبع بنود خاصة بالسودان منها وقف الحرب و إستعادة السيادة و تقديم المساعدات الإنسانية والدعم الدولي وبقية الموضوعات الخاصة بالملف السوداني، لكن كان أيضا مطروح في حضور أمين عام جامعة الدول العربية الملفات الثنائية بين مصر وإثيوبيا على رأسها ملف سد النهضة وكيفية الوصول إلى صيغة تشاركية تفاهمية حول الأزمة، لكن في إطار دعم للوضع الإقتصادي المتأزم في مصر، و في إطار حرص العديد من الدول الداعمة للقيادة المصرية بعدم ترك الوضع الداخلي يصل إلى حافة الهاوية، حيث أن الوضع الإقتصادي في مصر يدعو للقلق بشكل غير عادي، و زيارة رئيس وزراء إثيوبيا تأتي في إطار تخفيف الضغط القائم على القيادة المصرية في الفترة الحالية والمقبلة، فربما يكون أيضا هذا من الملفات المتفق عليها في إطار علاقة تأخذ في شكلها العام صراع على أزمة المياه، ولكن في شكلها الخاص تتسم بالهدوء والتوافق و الإستقرار.
توافق الجانبان المصري و الإثيوبي على الإنتهاء خلال أربعة أشهر من صياغة إتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، كيف تراه؟
لم يكشف الجانبان المصري والإثيوبي تفاصيل ملء و تشغيل سد النهضة، ليس هناك أي كشف لبنود تقنية أو فنية تخص عملية الإتفاق، وبالتالي يبقى المشهد يراوح مكانه، أي أن الجانب الإثيوبي يرواغ ويستخدم الزمن والشهور و السنوات في الإستمرار في ملء سد النهضة بالكيفية التي يريدها، وبالتالي يضيع الوقت على الجانب المصري و تبقى الأزمة كما هي، و لا جديد في إلتزام إثيوبيا فيما يتعلق بالنواحي الفنية للملء والتشغيل، إثيوبيا تقول إنها إنتهت تقريبا من الملء الرابع للسد، أعتقد أن المشهد ربما لا يختلف كثيرا، وستظل المراوغة الإثيوبية إلى أن يتم الملء، في إطار وجود سياسة مصرية مسالمة إلى حد كبير.
بعد فترة طويلة من توتر العلاقات المصرية الإثيوبية بسبب ملف سد النهضة لماذا تأتي الزيارة الإثيوبية وما أهدافها و لماذا تسعى أديس أبابا للمصالحة مع القاهرة؟
أنا لا أرى توترا بين مصر و إثيوبيا إذ أن القيادة المصرية دوما ترسل إشارات مؤكدة حول سلمية الأزمة، وأن الأزمة في النهاية تأتي في إطار توافق إثيوبيا على بعض الشروط المصرية وهي لا توافق عليها، وتمضي الرغبة الإثيوبية في ملء سد النهضة، لكن ليس هناك ما يخيف الجانب الإثيوبي من مصر. مصر أصبحت بالنسبة لإثيوبيا دولة ناعمة، وبالتالي ليس هناك مخاوف من أي توتر، و مصر أعلنت صراحة أنه ربما لن يكون هناك صراعا متوترا إلى حد المواجهة العسكرية، ومصر تعلن أيضا رغبتها في إنتفاع الجانب الإثيوبي بالمياه، لكن يبقى الدفاع المصري في إطار الضغط الداخلي الشعبي على المخاوف القادمة من حروب المياه والجفاف ومن الأزمة التي قد تحدث نتيجة ملء سد النهضة من مشاكل بيئية وزراعية وجفاف وكوارث كبيرة إلى حد بعيد تجعل الرأي العام المصري يضغط على القيادة السياسية بضرورة توجيه العين الحمراء لإثيوبيا.
هل تحاول إثيوبيا تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مع القاهرة التي لوحت بإمكانية اللجوء الي الحل العسكري إذا تطلب الأمر ذلك؟
موضوع المواجهة العسكرية شبه محسوم من مصر لأنها دائما تؤكد أنه لا مكانة للمواجهة العسكرية مع إثيوبيا، حتى لو تطلب الأمر تلك المواجهة، لكن يمكن اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل الحلول التى لم نرى لها إجراء عمليات على الأرض من جانب أثيوبيا، وبالتالي هي في مأمن من أي ضربة مصرية أو أي إجراء مصري يكون مؤثراً، وبالتالي كما قلنا فإن الحلول الناعمة من مصر هي التي جعلت إثيوبيا تمضي في طريقها نحو ما تريد في قضية سد النهضة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس