خبير مصري: القاهرة وسيط محوري في الملف النووي الإيراني

3
خبير مصري: القاهرة وسيط محوري في الملف النووي الإيراني
خبير مصري: القاهرة وسيط محوري في الملف النووي الإيراني

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الناصر منصور، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن مصر تلعب دورًا محوريًا كوسيط في الملف النووي الإيراني، وتسعى لتقريب وجهات النظر بين إيران والغرب. وقال إن القاهرة لا تتلقى تعليمات من أي جهة، وتتمسك بسيادتها واستقلال قرارها. وأضاف أن تكرار زيارات المسؤولين الإيرانيين يعكس إدراك طهران لأهمية مصر إقليميًا ودوليًا. وشدد على أن تبادل السفراء بين البلدين بات ممكنًا، وأن العلاقات الاقتصادية مرشحة للازدهار، خاصة في ظل انفتاح مصر على منظمة البريكس. كما رد على الانتقادات الأمريكية مؤكدًا أن مصر تتعامل وفق مصالحها فقط.

كيف تقيّم مصر نتائج زيارة عباس عراقجي ورافاييل غروسي إلى القاهرة على صعيد خفض التصعيد الإقليمي؟

مصر تقوم بدور الوسيط كدولة إقليمية كبرى بين إيران كدولة إسلامية، وبصفتها جارة للدول العربية، وتحاول أن تصلح بين دول الخليج وإيران. ومصر هي الشقيقة الكبرى لكلا الطرفين في هذا الموضوع. الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت زيارة ناجحة، حيث أقام لقاءً ثنائيًا معه، ثم لقاءً ثنائيًا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة، ثم اجتماعًا ثلاثيًا لحل المشكلة القائمة وهي المفاعل النووي الإيراني.

ما طبيعة الدور الذي لعبته القاهرة في إعادة التواصل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد فترة من التوتر؟

الدور المصري في هذا الموضوع هو دور وسيط يُستمع إليه من جميع الأطراف، ويلجأ إليه المتنازعون، خاصة في المسائل الهامة والشائكة مثل المشكلة الإيرانية مع الغرب، لا سيما فيما يتعلق باتهام إيران بالسعي لامتلاك قنبلة نووية.

كيف تنظر مصر إلى الاتهامات الغربية بشأن طرد مفتشي الوكالة من المنشآت النووية الإيرانية، وهل تؤثر هذه الاتهامات على جهود الوساطة؟

مصر تحاول أن تقرّب وجهات النظر بين كافة الأطراف، وتؤكد حق إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية، كما تقول إيران في هذا الشأن. الاتهامات هنا غربية، ومن الممكن أن تكون غير حقيقية، لكن على أرض الواقع، مصر تحاول أن تكون وسيطًا أمينًا لنزع فتيل الأزمة فيما يخص الشأن الإيراني والعلاقة بين إيران وهيئة الطاقة الذرية.

ما مدى تأثير الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على أمن المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات بين إسرائيل وإيران؟

إسرائيل تحاول دائمًا أن تكون الدولة المنفردة التي تمتلك أسلحة نووية في المنطقة، لكن محاولات مصر ترمي إلى نزع فتيل الأزمة بين إيران وهيئة الطاقة الذرية لتخفيف حدة التوترات. امتلاك الأسلحة وانفراد إسرائيل بها هو أمر لا ترضى عنه مصر، ولكن في الوقت نفسه، المطالب الأساسية هي نزع الأسلحة النووية من منطقة الشرق الأوسط بلا استثناء.

هل ترى القاهرة أن الوساطة المصرية في الملف النووي الإيراني يمكن أن تتحول إلى دور دائم في إدارة الأزمات الإقليمية؟

مصر لها دور دائم وقائم بالفعل، وهناك فقط محاولات من بعض الجهات التي تسعى لإخراج مصر من دور الوساطة. لكن الوضع الإقليمي والدولي يحتم على كافة الدول تقبّل أن تكون مصر هي الأساس في الحوار بين الأطراف المتنازعة في المنطقة العربية والإقليم بشكل عام.

كيف تفسر الخارجية المصرية تكرار زيارات وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، وهل تعكس هذه الزيارات تحولًا استراتيجيًا في العلاقات؟

إيران تعلم جيدًا قيمة ومكانة مصر، ليس فقط في المنطقة العربية والإسلامية، بل على مستوى العالم. وبالتالي، لجوء وزير الخارجية الإيراني إلى مصر وتواصل قادة الدولتين هو من الأساسيات التي تجعل إيران تدرك جيدًا حقيقة وقيمة مصر وتأثيرها على المنطقة، وأنها رمانة الميزان للحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

هل هناك جدول زمني واضح لتبادل السفراء بين مصر وإيران، وما أبرز العقبات التي تعيق هذه الخطوة؟

تبادل السفراء أمر وارد ويُعتبر جسرًا، وهناك تواصل بين الخارجية المصرية والإيرانية لتنفيذ تبادل السفراء بين الدولتين، خاصة وأن هناك إزالة لبعض الأمور التي كانت شائكة، والتدخلات التي كان يقوم بها النظام الإيراني في الشأن المصري، وهذا أمر مرفوض تمامًا. ومصر تحترم سيادة كل دولة، وتطالب كل الدول أن تتعاون معها بنفس الأسلوب، دون تدخل في الشأن الداخلي المصري من أي دولة كانت.

ما هي أبرز المجالات الاقتصادية والتجارية التي يجري العمل على تطويرها بين مصر وإيران، وهل هناك اتفاقات قيد التوقيع؟

العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيران موجودة منذ زمن بعيد، لكنها تراجعت إلى حد ما خلال السنوات التي شهدت توترات نتيجة مساندة إيران للاخوان المسلمين. لكن بعد أن توضحت الرؤية أمام النظام الإيراني الحالي، وأنه يجب عدم التدخل في الشأن الداخلي المصري، وأن يكون التعامل بين الطرفين بنفس الأسلوب، فأعتقد أن التجارة بين البلدين ستزداد وتزدهر في ظل منظمة البريكس التي تضم دولًا كثيرة، خاصة في منطقة آسيا.

إيران دولة لها منتجات هامة جدًا وتحتاج إلى المنتجات المصرية، خاصة الصناعية، والتي أصبحت على أعلى مستوى ووصلت إلى الأسواق الدولية، سواء في أوروبا أو أمريكا أو آسيا. وبالتالي، من الضروري أن تصل هذه المنتجات إلى السوق الإيراني.

كيف ترد القاهرة على الانتقادات الأمريكية بشأن تقاربها مع طهران، وهل هناك توازن دبلوماسي تحرص عليه مصر في هذا الملف؟

رد القاهرة على الانتقادات الأمريكية واضح وصريح، وهو أن القاهرة لا تسمح بالتدخل في شأنها الداخلي أو فرض أي أجندات أو توجهات على مصر نهائيًا. فمصر قرارها مستقل، وتتعامل مع كافة دول العالم حسب مصالحها، ولا تنتظر تعليمات من جهة أو دولة ما. الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع هذه السياسة وينفذها في تعاملاته مع كافة دول العالم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here