أفريقيا برس – مصر. عكست زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى القاهرة دلالات عدة في شأن تطوير التعاون الإقتصادي والعسكري بين البلدين في شرق المتوسط مع توقيع مذكرة تفاهم للتعاون البحري بين الجانبين، بينما بعثت الزيارة حسب المتابعين برسائٔل عدة إلى تركيا غريم اليونان الإقليمي و”حليفها اللدود” في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عقب المصافحة التي وصفت “بالتاريخية” بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:
حوار سحر جمال
ماهي الرسائل التي بعثت بها زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى القاهرة بشأن تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني بين مصر واليونان وتوقيع مذكرة تفاهم جديدة للتعاون البحري؟
وضعت زيارة وزير خارجية اليونان للقاهرة أطرا جديدة للتعاون المشترك بين مصر و اليونان، إضافة للتنسيق مع قبرص للتعاون الإقتصادي والبحري والإنقاذ البحري والتعاون العسكري ، بما يشمل إتفاقيات النفط والغاز وخط الأنابيب البحري ، وتبادل العمالة وتصدير عمالة زراعية مصرية لليونان ، إضافة إلى جهود الإنقاذ البحري في المياه الإقليمية ، و توقيع المزيد من الإتفاقيات المشتركة ، بما يؤكد تعزيز التعاون المستمر والتنسيق المستمر منذ فترة بين البلدين.
لماذا إنتقدت تركيا مذكرة التفاهم الجديدة بين مصر واليونان؟
تركيا تعتبر التعاون بين مصر واليونان خاصة فيما يتعلق بالشرق المتوسط أنها إتفاقيات تمثل نوعا من التهديد لتركيا، خاصة فيما يتعلق بعمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، وهو ما يسبب حسب بيان الخارجية التركية أضرارا يتطلب معها ضرورة التنسيق المشترك ، وإشراكها في تلك المحادثات ، وهي تعتبر أن تلك الإتفاقيات مرهونة بموافقتها، وضرورة الوصول إلى تفاهمات معها.
يرى البعض أن الزيارة بعثت رسائل عدة إلى تركيا، خاصة وأنها من حيث التوقيت جاءت عقب لقاء السيسي وأردوغان في الدوحة؟
أنا في رأيي أن زيارة ديندياس للقاهرة جاءت لتبعث مزيد من التنسيق وضرورة التقارب مع تركيا بما يضع علاقات جديدة تقوم على سيادة الدول و التعاون الإقليمي المشترك ، خاصة ما يربط بين أوروبا و آسيا و أفريقيا ، وأن حقبة الإختلافات ولت ، و ضرورة إحلال التعاون الإقليمي المشترك بما يخدم الشعوب الإقليمية ، وشعوب دول المنطقة فيما يتعلق بشرق المتوسط وغيره.
هل القاهرة تسعى الى تشكيل جبهة مصرية يونانية في مواجهة تركيا؟
لا يمكن القول إن التنسيق المصري اليوناني يعد جبهة في مواجهة تركيا ، لأن تركيا نفسها تقاوم ذلك من وجهة نظرها ، وبالتالي هي رسالة للشراكة مع تركيا إن صح القول ، بما يؤدي للمزيد من التعاون و إحلال السلام في المنطقة ونبذ الخلافات الإقليمية ، خاصة وأن تركيا لها العديد من الإتفاقيات مع ليبيا، وهو ما يشكل مخاوف مصرية في أكثر الأمور تحديدا، ومخاوف يونانية وقبرصية على الجانب الآخر.
يرى البعض أن التقارب المصري التركي، في حال نجاحه، سيكون مقدمة لوساطة مصرية بين تركيا واليونان، فيما يرى آخرون أن استمرار الخلافات التركية اليونانية يخدم الاستراتيجية المصرية للحصول على امتيازات من الطرفين؟
أعتقد أن الأمر سابق لأوانه في تقدير مدى التقارب المصري التركي ، وتأثيره على العلاقات بين تركيا و اليونان ، إذ أن نسبة الخلافات سواء بين مصر و تركيا أو بين تركيا و اليونان مازالت إلى حد كبير متقاربة ، وبالتالي فإن التقارب المصري التركي من شأنه أن يعزز وساطة الجانب التركي في الفترات المقبلة بما يخدم التقارب المصري التركي اليوناني ، وإشراك الجميع في الحصول على إمتيازات إقتصادية وغيرها ، بما يؤدي إلى إستقرار منطقة شرق المتوسط.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس