ذكرى تحطم طائرة “كوغاليم آفيا” الروسية في سيناء

ذكرى تحطم طائرة
ذكرى تحطم طائرة "كوغاليم آفيا" الروسية في سيناء

أفريقيا برس – مصر. صادف اليوم الجمعة ذكرى مرور عشر سنوات على تحطم طائرة “إيرباص-321” التابعة لشركة الطيران الروسية “كوغاليم آفيا” (اسمها التجاري متروجت) في شبه جزيرة سيناء شرقي مصر بعيد إقلاعها من شرم الشيخ صوب العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ، ما أسفر عن مقتل 217 راكباً وسبعة أفراد من الطاقم، في ما يعد أسوأ حادثة في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي.

ففي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، اختفت الطائرة من شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ أثناء تحليقها على ارتفاع 9450 متراً، ثم عثر أفراد الإغاثة على حطام الطائرة المنكوبة مشتتة على مسافة امتدت لـ13 كيلومتراً، ما عزز منذ البداية رواية تدمير الطائرة في الهواء وليس من جراء ارتطامها بالأرض.

وبموازاة تبني تنظيم “داعش” الإرهابي المسؤولية عن الهجوم عن الحادثة التي وقعت بعد شهر فقط على بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، برزت أولاً رواية إصابة الطائرة بصاروخ من فئة أرض – جو، نظراً لتحليقها فوق سيناء التي كانت تشهد مواجهات بين الجيش المصري ومسلحين، ما دفع بشركات الطيران العالمية لتعديل مسارات تحليق طائراتها لتجنب الأجواء فوق سيناء وتعليق الرحلات الجوية إلى الوجهات المصرية.

وفي وقت لاحق، أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عن اكتشاف آثار لمادة متفجرة في حطام الطائرة المنكوبة، مؤكداً رواية تعرضها لعمل إرهابي، وسط تساؤلات حول ماهية الثغرة الأمنية التي أتاحت تمرير عبوة ناسفة إلى الطائرة وإيداعها في قسم الأمتعة.

وترتبت تداعيات سياسية واقتصادية كثيرة عن الحادثة، ومن بينها تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سورية، وقرار روسيا حظر جميع الرحلات الجوية إلى المطارات المصرية، بما فيها مطار القاهرة، وبقاء المنتجعات المصرية خالية من السياح الروس لسنوات، بعد أن استقبلت مصر ثلاثة ملايين سائح روسي في عام 2014.

ولأشهر عدة، أصرت مصر على نفي تعرض الطائرة الروسية لعمل إرهابي، إلى أن أقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في فبراير/شباط 2016، بأن الطائرة أُسقطت، معتبراً أن ذلك كان يسعى لضرب العلاقات المصرية الروسية، وليس قطاع السياحة فقط. وبالفعل، ألقت الحادثة بظلالها على العلاقات الروسية المصرية، وسط لجوء أهالي الضحايا من دون جدوى إلى المحاكم المصرية بحثاً عن حقوقهم ومساءلة المتسببين في التقصير الأمني. وأجرت وفود أمنية روسية زيارات متكررة إلى مصر في إطار مراجعات دورية لإجراءات الأمن المتبعة في المطارات، وسط إصرار روسي على وجود أفراد أمن روس بكافة مراحل التفتيش، وهو ما رفضه الجانب المصري.

ومع ذلك، استأنفت روسيا حركة الطيران إلى القاهرة فقط في عام 2018، بعد التوصل إلى حل وسط أفضى إلى الاتفاق على وجود أفراد روس تابعين لشركة أمنية خاصة بالمطارات المصرية واكتفائهم بالمتابعة من دون التدخل في عمليات التفتيش، لعدم المساس بالسيادة المصرية.

ورغم أن الرحلات الروسية إلى منتجعي الغردقة وشرم الشيخ ظلت عالقة حتى عام 2021، إلا أن مصر سرعان ما عادت واحدة من الوجهات الرائدة للسياحة الخارجية الروسية، إذ زارها 937 ألف سائح روسي في النصف الأول من العام الحالي، لتأتي بذلك في المرتبة الخامسة بين الوجهات الأكثر شعبية بين السياح الروس بعد تركيا والإمارات والصين وتايلاند، وفق بيانات اتحاد الشركات السياحية الروسية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here