أفريقيا برس – مصر. تفاوتت تبريرات إلغاء مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قمة شرم الشيخ المنعقدة اليوم الاثنين بشأن غزة، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من قادة المنطقة والعالم. ورغم إعلان مكتب نتنياهو أن سبب غيابه هو تزامن القمة مع عيد العُرش اليهودي، إلّا أن مصادر سياسية وإعلامية متعددة تحدثت عن ضغوط وتهديدات عدد من القادة المشاركين في القمة بمقاطعتها حال مشاركة نتنياهو.
وعند الساعة 12:26 (توقيت القدس)، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً أعلنت فيه عن مشاركة نتنياهو في القمّة، لكن بعد أكثر من نصف الساعة وتحديداً عند الساعة 1:06 (توقيت القدس) أصدر مكتب نتنياهو بياناً مقتضباً يعلن عدم مشاركة الأخير في القمة مبرراً ذلك بعطلة عيد العرش اليهودي، ليلحق به بعد دقائق بيان ثانٍ من الرئاسة المصرية عند الساعة 1:26 يحسم عدم المشاركة.
وكشفت وسائل إعلام تركية أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان أرجأ هبوط طائرته في شرم الشيخ بعد ورود أنباء عن حضور نتنياهو، ملوحاً بالعودة إلى أنقرة إن تأكدت مشاركته، قبل أن يتراجع ويهبط في المطار بعد تأكيد غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وفي موقف مشابه، أكدت وكالة الأنباء العراقية أنّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ القاهرة وواشنطن بانسحاب العراق من القمة إذا شارك نتنياهو، وهو موقف قالت الوكالة إنّه يعكس استقلال القرار العراقي وتطابقه مع مواقف عدد من القادة المشاركين.
وأفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الاثنين، بأنّ طائرة أردوغان، لم تهبط في مطار شرم الشيخ الدولي أثناء تردد أنباء مشاركة نتنياهو في القمة الدولية المنعقدة بشرم الشيخ، وقالت وسائل إعلام تركية من بينها وكالة الأناضول إنّ أردوغان توجه إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ للسّلام، إلّا أن طائرته لم تهبط في المطار وانتظرت قليلاً في البحر الأحمر، وبعد فترة هبطت الطائرة في مطار شرم الشيخ.
وأكد الصحافي حسن أوزتورك، رئيس تحرير قناة “أولكه تي في”، وهو موجود في الطائرة الرئاسية ضمن الوفد الصحافي المرافق لأردوغان صحة تأخر هبوط الطائرة. وأوضح أنّ سبب ذلك الأنباء التي تحدثت عن مشاركة نتنياهو في القمة، وأن الرئيس التركي كان ينوي العودة إلى تركيا في حال مشاركته، وجرى إبلاغ نظرائه في الأمر، إذ أبلغ أردوغان بعدم مشاركة نتنياهو في القمة، لتعود وتحط الطائرة في شرم الشيخ.
وفي السياق، أكد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس بأن تركيا، بدعم من العراق، مارست ضغوطاً لمنع نتنياهو من المشاركة في قمة شرم الشيخ. وقال المصدر “بمبادرة من الرئيس (رجب طيب) أردوغان وبفضل الجهود الدبلوماسية لتركيا ودعم قادة آخرين، لن يحضر نتنياهو الاجتماع في مصر”. وأضاف المصدر أن “الجانب المصري أبلغ نتنياهو بعدها بأنه لا يمكن استقباله، ما أدى إلى إلغاء مشاركته”.
إلى ذلك، أبلغ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، الجانبَين المصري والأميركي، بأن العراق سوف ينسحب من قمة شرم الشيخ في حال شارك نتنياهو. وقال مصدر رفيع، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه “لا توجد دعوة رسمية موجهة من الجانب المصري إلى نتنياهو من أجل حضور قمة شرم الشيخ”، مبيناً أن “ترامب حاول إحضار رئيس حكومة الكيان الصهيوني وأجرى اتصالات دبلوماسية بهدف ضمان حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ”، وأكد أن “رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني أبلغ الجانبين المصري والأميركي بأن العراق سينسحب من القمة في حال شارك نتنياهو وهو موقف عراقي حاسم”.
ولفت المصدر إلى أن “مواقف المشاركين كانت مشابهة لموقف العراق، ولهذا فإنّ محاولة ترامب بجلب نتنياهو الى قمة شرم الشيخ لم تنجح”، مشيراً إلى أن “الرسالة العراقية أبعد من الموقف نفسه فهي تُظهر استقلال القرار العراقي وقدرته على التأثير”.
وألغى نتنياهو، مشاركته في قمة شرم الشيخ، وذلك بعد وقت قصير من تأكيد وسائل إعلام عبرية، أنه سيشارك بها بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبواسطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلن مكتب نتنياهو، في وقت لاحق الاثنين، أن نتنياهو لن يشارك في “قمة شرم الشيخ للسلام” بحجة “عيد العُرش” اليهودي. وذكر المكتب، في بيان، أنّ نتنياهو “تلقى دعوة من الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب للمشاركة في مؤتمر يُعقد اليوم في مصر”، وأشار إلى أن نتنياهو شكر ترامب على دعوته “لكنّه أوضح أنه لن يتمكن من المشاركة بسبب اقتراب العيد (العُرش)”. وبدأ “عيد العرش” في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ويستمر أسبوعاً، ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة المصرية، الاثنين، أن نتنياهو “لن يشارك في قمة السلام بشرم الشيخ بسبب الأعياد الدينية”، وأشارت في بيان إلى أن الرئيس ترامب “كان اقترح مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه القمة خلال اتصاله الهاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
وأفادت وسائل إعلام عبرية منها موقع واينت والقناة 12، أنه من المحتمل أن يعود سبب إلغاء نتنياهو مشاركته في قمة شرم الشيخ، تجنباً لمصافحة الرئيس الفلسطيني أبو مازن وتجنباً لأزمة في ائتلافه الحكومي. وأوضح الحريديم، الذين يشكلون جزءاً من ائتلاف نتنياهو، بأن مثل هذه الرحلة لا تبرر انتهاك حرمة العيد، كما ظهرت انتقادات أيضاً من جانب أحزاب اليمين. وعليه بدأ فريق نتنياهو بالتردّد بشأن الموضوع، وفق موقع واينت، وبعد وقت قصير جرى إلغاء مشاركة نتنياهو، لكن ذات الموقع ذكر أن الحريديم نفوا طلبهم من نتنياهو إلغاء مشاركته.
وبحسب الموقع العبري، يبدو أن نتنياهو كان يخشى أن يجد نفسه في موقف محرج تُطرح فيه رسائل لا يرغب بسماعها، مثل حل الدولتين أو اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. ويبدو أنه منذ البداية لم يكن متحمساً للمشاركة في القمة بمصر، بينما حاول ترامب دفعه للحضور. ومن المحتمل أن نتنياهو خشي أن تُفهم مصافحته لعباس أو للرئيس التركي أردوغان سلبياً من قاعدته السياسية.
وفي وقت سابق الاثنين، قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إنّ السيسي “تلقى اتصالاً من الرئيس ترامب أثناء وجوده في إسرائيل بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تحدث أيضاً مع الرئيس المصري”، في أول اتصال هاتفين بين الجانبين منذ اندلاع حرب غزة، ولفتت إلى أنه “جرى الاتفاق على حضوره قمة السلام التي سوف يشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل ترسيخ اتفاق وقف الحرب في غزة وتأكيد الالتزام به”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس