ثلاثة ملفات على طاولة اللقاء الأول بين السيسي وبايدن

16
سد النهضة وتيران وصنافير وحقوق الإنسان.. ثلاثة ملفات على طاولة اللقاء الأول بين السيسي وبايدن
سد النهضة وتيران وصنافير وحقوق الإنسان.. ثلاثة ملفات على طاولة اللقاء الأول بين السيسي وبايدن

أفريقيا برس – مصر. قضايا مصرية عديدة تنتظر الحسم خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، منها أزمة سد النهضة التي شرعت أديس أبابا في عملية الملء الثالث له دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب، ومصير جزيرتي تيران وصنافير التي انتقلت السيادة عليهما إلى السعودية مع توقيع اتفاق إعادة ترسيم الحدود البحرية المصرية والسعودية عام 2016، إضافة إلى ملف حقوق الإنسان المصري والانتقادات الواسعة التي يواجها فيما يتعلق بسجناء الرأي والتضييق على منظمات المجتمع المدني وإغلاق المجال العام.

والتقى السيسي، السبت، للمرة الأولى مع الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ انتخاب الأخير رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، أن الرئيس الأمريكي رحب بلقائه الأول مع السيسي، مؤكداً تطلع الإدارة الأمريكية إلى تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين الصديقين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء الدور المصري المحوري في منطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للسيد الرئيس، التي تمثل دعامة رئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.

وأوضح المتحدث الرسمي، في بيان، أن اللقاء “تطرق إلى استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، في عدة مجالات خاصةً على صعيد التعاون في مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بأزمة الغذاء واضطراب امدادات الطاقة، كما تم خلال اللقاء كذلك بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية”.

وأضاف البيان أنه “تم التباحث بشأن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية ال”إسرائيل”ية، في حين أعرب الرئيس الأمريكي عن التقدير البالغ للإدارة الأمريكية تجاه الجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني وال”إسرائيل”ي ومبادرات إعادة إعمار غزة”.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، تطرق اللقاء لمناقشة مستجدات قضية سد النهضة، إذ أكد السيسي على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

أضرار الملء الثالث

وكان الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، قد قال إن إثيوبيا بدأت الإثنين 11 يوليو/ تموز الجاري في التخزين الثالث لبحيرة سد النهضة.

ورصد شراقي، أضرار الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، وقال إنها تتمثل في زيادة الفاقد من التبخر مع اتساع سطح البحيرة، والتسرب في الصخور المحيطة لخزان السد من خلال التشققات والفراغات.

وأضاف شراقي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، “زيادة الحمل الناتج من وزن السدين الرئيسي والمكمل (إجمالي 75 مليون طن) والمياه والطمي على الأرض المتشققة، يزيد من استعدادها لحدوث الزلازل بجانب نشاط الأخدود الأفريقي العظيم الذي يعتبر أكبر فالق على يابس الكرة الأرضية، ويشكل أنشط المناطق الزلزالية والبركانية في أفريقيا”.

ولفت إلى تحلل الأشجار الغارقة في مياه البحيرة وتأثيرها على نوعية المياه، وإحداث تغيير في التنوع البيولوجي للمنطقة.

وحذر شراقي، من غرق بعض المناطق التعدينية وانتقال بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس واليورانيوم والمنجنيز في المياه، في ظل تغير محلي في المناخ لإقليم بني شنقول من حيث درجة الحرارة والأمطار.

وتوقفت المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي رسميا منذ أبريل/ نيسان 2021، بعد فشل مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل إلى تفاهم قبل بدء الملء الثاني للسد، الذي نفذته إثيوبيا في شهر يوليو/ تموز الماضي.

وترفض مصر والسودان إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة، قبل التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن الملء والتشغيل.

وتعتبر القاهرة سد النهضة من أخطر القضايا، إذ أعربت عن مخاوفها من أن يؤثر المشروع سلبا على إمدادات المياه في البلاد، وأصرّت على اتخاذ تدابير لحماية دول المصب في حالة حدوث جفاف أثناء عملية ملء السد.

وبدأ بناء سد النهضة الإثيوبي في عام 2011، وهو أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وتبلغ تكلفته أكثر من 4 مليارات دولار.

تيران وصنافير

وفيما يخص قضية جزيرتي تيران وصنافير، أعلن الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض، الجمعة، أنّ قوة حفظ السلام ستُغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران الاستراتيجيّة الواقعة في البحر الأحمر، والتي انتقلت السيادة عليها مع جزيرة أُخرى من مصر إلى السعوديّة.

وقال بايدن في كلمة خلال زيارته جدّة بعد لقائه مسؤولين سعوديّين إن قوّات حفظ السلام الدوليّة بما فيها القوّات الأمريكيّة ستغادر جزيرة تيران في البحر الأحمر حيث كانت منذ أكثر من 40 عاما.

وأوضح البيت الأبيض من جهته في بيان أنّ الانسحاب سيتمّ في نهاية العام.

ورَفع العلم السعودي فوق تيران وصنافير القريبة مرهون بموافقة “إسرائيل” لأنّهما جزء من اتّفاقات سلام مبرمة بين مصر و”إسرائيل”.

وأوضح بيان البيت الأبيض أنه “تم التوصل إلى ترتيبات لسحب قوّات حفظ السلام التابعة للقوّة المتعدّدة الجنسيّات وتطوير هذه المنطقة من أجل السياحة والتنمية”. وأضاف “رحّب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي تمّ التفاوض عليه على مدى أشهر عدّة، وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك “إسرائيل””.

وتابع “وافقت المملكة العربيّة السعوديّة على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها”، والتي نصّت أساسا على اعتبار الجزيرَتين جزءا من منطقة لا توجَد فيها قوّات عسكريّة وتنتشر فيها قوّة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيّات.

وشهد توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود في عام 2016 رفضا شعبيا مصريا، وشهدت مصر وقتها مظاهرات ومؤتمرات عقدتها المعارضة ونواب في مجلس النواب المصري رفضا للاتفاقية، وتأكيدا على مصرية الجزيرتين.

وتتحكم الجزيرتان بمضيق تيران الذي يسمح بالوصول إلى ميناء إيلات ال”إسرائيل”ي والعقبة الأردني من البحر الأحمر.

ملف حقوق الإنسان

وعلى الرغم من عدم تطرق البيان الرسمي عن اللقاء، لأي حديث عن ملف حقوق الإنسان، إلا أن مسؤولين أمريكيين أكدوا في وقت سابق أن الزيارة ستشمل محادثات حول حقوق الإنسان إحدى القضايا التي تسبب توترا في العلاقات بين البلدين.

وحثت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين، الأربعاء الماضي، الرئيس الأمريكي، على شن دفاع قوي عن حرية الصحافة، مع قادة الدول التي سيلتقيها خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، وهم مصر والسعودية و”إسرائيل”.

وقالت اللجنة إن حرية الصحافيين في هذه البلدان إما أنها ناقصة بشدة أو تتعرض بالكامل للاعتداء.

ولفت بيان اللجنة الدولية لحماية الصحافيين إلى تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” حمل تصريحات للرئيس الأمريكي بأن “الحريات الأساسية هي دائما على جدول الأعمال، وستكون خلال هذه الرحلة.

وطالبت اللجنة بالإفراج الفوري عن عشرات الصحافيين في مصر والسعودية، بمن فيهم المدون والناشط السياسي المصري علاء عبد الفتاح الذي تجاوز إضرابه عن الطعام الـ 100 يوم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here