عادل الدندراوي لـ”أفريقيا برس”: مصر تنشد استقرار السودان، ووقف إطلاق النار لن ينجح إلا بشروط محددة

8
عادل الدندراوي لـ
عادل الدندراوي لـ"أفريقيا برس": مصر تنشد استقرار السودان، ووقف إطلاق النار لن ينجح إلا بشروط محددة

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. بحث مساعد وزير الخارجية المصري حسام عيسى، مع مسؤولين أمريكيين جهود وقف إطلاق النار في السودان، وإمكانية فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

جاء ذلك خلال لقاء عيسى، مع المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، وسفيرة واشنطن لدى بلاده هيرو مصطفى، بالقاهرة، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية، نشرته اعبر حسابها على فيسبوك.

وقالت الوزارة إن اللقاء تناول “الجهود المبذولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار بالسودان، والعودة إلى طاولة المفاوضات، حقنا لدماء الشعب السوداني الشقيق، وحفاظا على أمن وسلامة المدنيين”.

وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس”، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:

“أفريقيا برس”: بعد مباحثات مصرية مع المسؤولين الأمريكيين، كيف تقرأ الجهود المصرية لوقف النزاع في السودان وإدخال المساعدات الإنسانية

الأمم المتحدة أصدرت بيانا أكدت فيه أن السودان في طريقه إلى أن يصبح أكبر أزمة مجاعة في العالم، وهذا يأتي في إطار تصاعد عمليات القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي هذه الإطار تسعى مصر مع الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار، وإمكانية فتح ممرات إنسانية لإيصال مساعدات الإغاثة إلي المتضررين، مجلس الأمن الدولي كان دعا إلى أو تبني قرار وقف إطلاق النار في رمضان لكن لم يلتزم به الطرفان، و كانت النتيجة حوالي 6 مليون نازح أو لاجئ داخل السودان و 2 مليون نازح من أبناء الشعب السوداني إلي الدول المجاورة، وأكثر من 24 مليون يتعرضون لأزمة غذائية وحوالي 18 مليون يتعرضون لمجاعة حقيقية، وهناك الكثير من النتائج المؤلمة لاستمرار الحرب التي يصر فيها الطرفان علي عمليات القتال، حتى أن قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان أكد أن الإجهاز على قوات الدعم السريع بات قريباً، فالدور المصري لما فيه من أهمية كبرى كدولة جوار للسودان يسعى إلى وقف الحرب أولاً، وثانياً فتح ممرات إنسانية، وثالثاً ااستقرار الوضع كدولة مجاورة وهذه كلها تصب في صالح الدور المصري ودرء كل الأخطار الناجمة عن تلك الحرب وتداعيتها على مصر.

“أفريقيا برس”: هل ستنجح الجهود المصرية والمحادثات المصرية الأمريكية والدولية لوقف إطلاق النار في السودان؟

جهود وقف إطلاق النار ربما لا تنجح كثيراً إلا بشروط معينة، و الشروط المعينة هي أن تظهر الولايات المتحدة الأمريكية ضغطاً واضحاً على طرفي الحرب، ثانياً أن يوقف الداعمون لأطراف الحرب دعمهم لهما كي تتوقف أعمال القتال، ثالثا عمليات نقل الأسلحة لقوات الدعم السريع، هناك عمليات ملحوظة لاستمرار دعم القوات المناوئة للجيش السوداني، رابعا هناك حرص من قبل الجيش السوداني لتحقيق النصر وإعلان وجود طرف واحد في السودان، هذه المعادلة هي المعادلة الصعبة للغاية ولا تحسمها إلا العمليات القتالية، أو تسوية سياسية تكون فيها الضغوط الدولية واضحه جداً.

“أفريقيا برس”: كيف تؤثر الأزمة السودانية على قضية سد النهضة التي تعتبر مصر والسودان أكبر المتضررين بهذا الملف؟

الأزمة السودانية ربما لا تؤثر كثيراً على قضية سد النهضة إلا في إطار أن السودان طرفاً في هذه الأزمة، االسودان موقفها واضح ليس معارضاً لمجريات احداث سد النهضة تماماً، ولكن هناك تنسيق فقط يدعم الموقف المصري في ضرورة أن لا تكون هناك أضرار على مصر بسبب هذه القضية، لكن هناك ايضاً كما يقول المثل “سبق السيف العزم”، أي أن إثيوبيا الآن في طريقها للملئ الخامس لسد النهضة وبالتالي الجهود المصرية باءت بالفشل في وقف كل المراحل السابقة، وليس هناك أمل في تحقيق تقدم ملحوظ إلا في الفترة القادمة، الفترة السابقة ضاعت وتم بناء السد وما إلى ذلك، نحن نأمل فقط أن يتم الاتفاق على مواسم الجفاف التي يمكن أن تضرب مصر بعمق، فهل ستلتزم إثيوبيا بعدم الضرر البالغ في حال حدوث مواسم الجفاف تضرر بمصر زراعياً واقتصادياً وتربة وبيئياً وما إلي ذلك من الأضرار الكبيرة جداً، فمصر تتضرر بشكل كامل من أزمة سد النهضة ولكن لا علاقة من قريب او بعيد للأزمة السودانية الحالية بأزمة سد النهضة البالغة الضرر على مصر.

“أفريقيا برس”: ما الخيارات المتاحة أمام مصر لحل تلك القضية وهل تتوقع مشاركات عربية وأفريقية للمساهمة في حل النزاع داخل السودان؟

لم يبق أمام الجانب المصري إلا خيار واحد وهو معروف ومصر ااستبعدت أي تدخل عسكري، فالخيارات تبدو محدودة للغاية في إطار فقط الضغط على إثيوبيا للألتزام كما نصّت المطالب المصرية التامة وهي مطالب ستكون محدودة للغاية في إطار وقف الضرر البالغ على المياه الداخلة إلى مصر من دول من الأنهار الآتية من إثيوبيا، وبالتالي أيضاً في مواسم الجفاف ألا يتضرر الجانب المصري والمشاركات العربية والأفريقية ايضاً ربما كانت محدودة للغاية لأنها في النهاية هي أقرب إلى إثيوبيا منها إلى مصر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here