أفريقيا برس – مصر. ما إن ظهر اللون الأبيض من الأسود من فجر أول يوم من عيد الأضحى في مصر، حتى توافد الملايين إلى الساحات العامة والمساجد الكبرى لأداء صلاة العيد. وفي وقت اختارت القيادات السياسية أداء الصلاة في العاصمة الإدارية بعيداً عن زحام العاصمة التاريخية القاهرة، توافد الناس إلى الساحات التقليدية التي يمارسون فيها حريتهم في التجمع مع الأهل والاصحاب، ويتمتعون بأجواء مفعمة بالفرحة والتكبيرات.
يفضل عامة الشعب أداء صلاة العيد بالساحات والملاعب المفتوحة لإحياء السنّة النبوية، وهم يبكرون في الذهاب بصحبة الأطفال والعائلة مرتدين الملابس الجديدة، خاصة الجلباب الأبيض الذي انتشر بين فئات المجتمع مع عودة المصريين المغتربين من الخليج، ويتنقلون في مواكب منتظمة وجميلة الشكل تتبعها لقاءات ونقاشات بين الأصدقاء عقب انقضاء الصلاة، خاصة أن الكثير من المغتربين يقضون العيد بين الأهل والأصدقاء.
وكالعادة، لم ينتظر الأطفال سماع دعوات أئمة المساجد من المنابر للناس بأن يحتفلوا بأيام عيد الأضحى عبر نحر الذبائح وإقامة الولائم وزيارة الأهل والأحبة للحفاظ على روح المحبة والتآخي بين الجميع، وفرّوا بعدما ارتدوا ملابس العيد الجديدة إلى آبائهم وكبار العائلة للحصول على الهدايا و”العيدية” المنتظرة، ونشروا البهجة في كل مكان، فمنهم من جرى بحثاً عن باعة “بالونات” وألعاب النارية، وقصد أولئك الأكبر سناً أماكن تأجير الدراجات النارية أو تجمعوا للذهاب إلى الساحات المعدة لركوب “المراجيح” واللعب في الحدائق العامة.
ورغم صعوبة المعيشة، حرصت غالبية العائلات على ذبح الأضاحي التي انشغل بها الكبار، بينما امتلأت الشوارع بالصغار الذين لا يعودون إلى ديارهم إلا نهاية اليوم أو بعد الانتهاء من صرف العيدية على المشتريات والألعاب وزيارة الأماكن التي خططوا لارتيادها قبل أيام من العيد.
تغيّرت أحوال المصريين المادية كثيراً خاصة في العشرية الأخيرة إثر تعويم الجنيه واتخاذ قرارات اقتصادية مرتبكة أثرّت على قدرة العائلات على قضاء إجازة العيد في الأماكن والحدائق العامة التي أصبحت مدفوعة الأجر. ومع ذلك، لم تتغيّر عادات الصغار عن طلب الهدايا والرغبة في الاستمتاع بكل شعائر العيد والتنزه في الحدائق والأندية المتاحة أمامهم، والذهاب إلى صالات السينما والمراكز التجارية التي تحتوي على مناطق ألعاب لكل الأعمار.
وفضلت أسر كثيرة الخروج مبكراً إلى كورنيش النيل وركوب المراكب النهرية، وتسمّرت أخرى كالعادة أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة البرامج الخفيفة. وانتشرت على مواقع التواصل أغاني ليلة العيد التقليدية والشهيرة مثل “يا ليلة العيد” لأم كلثوم و”هلت ليالي” لفريد الأطرش، إلى جانب منشورات تبادل التهاني والدعاء للاستفادة من وقوف الحجاج في جبل عرفات وبركة اليوم، وبعض” الكوميكس” والمنشورات الساخرة من مناوشات ذبح الخراف والعجول صباح أول أيام العيد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس