حوار سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. لا تزال الحرب الدائرة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل تتصدر مقالات الرأي في الصحف الأمريكية والبريطانية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حين شنت الحركة هجوما على إسرائيل في عملية أطلقت عليها “طوفان الأقصى” في وقت حاولت فيه إسرائيل حشد دعم دولي في الأسابيع الأخيرة لنقل مئات الآلاف من المدنيين من غزة إلى مصر طوال مدة حربها في القطاع، حيث إقترح القادة الإسرائيليون الفكرة بشكل خاص على العديد من الحكومات الأجنبية، واضعين إياها كمبادرة إنسانية ستسمح للمدنيين بالهروب مؤقتا من المخاطر التي تحدث في قطاع غزة إلى مخيمات اللاجئين في صحراء سيناء، عبر الحدود في مصر المجاورة. وللمزيد من التفاصيل يتحدث لأفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في التصريح التالي:
هل سيتمكن كيان الاحتلال الإسرائيلي من تهجير أهالي قطاع غزة؟
مسألة النزوح الجماعي وتهجير الفلسطينين كتكرار للنكبة عام ١٩٤٨ هذا مرفوض بشدة من الجميع ، وهذا مقترح اسرائيل كانت تستغل الظروف لطرحه في أوقات متفاوتة ، في عام ٢٠٠٨ تم طرحه من جانب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ، وعملية تبادل الأراضي بين مصر و إسرائيل تنتقل بموجبه سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية ، وتحصل مصر في المقابل على أرض صحراء من صحراء النقب ، وقبل هذا المقترح برفض شديد من جانب الرئيس مبارك ، وبالإضافة إلى أن مسألة التهجير تعني تصفية القضية الفلسطينية ، إسرائيل تريد الحصول على جميع أراضي الدولة الفلسطينية كاملة عن طريق نقل الفلسطينين في الضفة الغربية إلى الأردن ونقل الفلسطينين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية ، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية و تصبح جميع أراضي الدولة يهودية خالصة لا حق للفلسطينيين فيها ، وهذا ما تقوله إسرائيل علنيا بأن الفلسطينيين ليس لهم حق في هذا الأرض حسب المعتقدات الدينية لديهم ، وهذا مقترح تقترحه إسرائيل في جميع الأوقات ربما يلقى قبولا من بعض الأطراف المتداخلة في القضية الفلسطينية.
هل استغل الكيان الإسرائيلي هجوم 7 أكتوبر لاعادة التسويق لمشروع التهجير؟
أعتقد أن إسرائيل استغلت هجوم السابع من أكتوبر 2023 من قبل حركة حماس لتعيد طرح هذا الأمر وهي تقوم بالفعل بهجمات مكثفة على شمال قطاع غزة لكي ينتقل السكان إلى الجنوب و بالتالي المرحلة التالية ينتقلوا إلى جزيرة سيناء وهذا لاقى رفض شديد من جانب مصر والمجتمع الدولي والأردن.
كيف ترى الموقف المصري في هذه الحالة، يعني معالجة الموقف الانساني في قطاع غزة ومواجهة التهجير القسري؟
أعتقد أنه لابد أن يتم إرسال رسالة واضحة إلى الجانب الإسرائيلي من مصر بأن الإستمرار في إجبار السكان على النزوح جنوبا إلى الحدود المصرية هو بمثابة خرق لمعاهدة السلام بين مصر و إسرائيل ويتطلب ردا مصريا متصاعدا ، فربما في النهاية تجبرنا اسرائيل على الإختيار بين قبول السكان الفلسطينيين أو تعريضهم للموت ، وبالتالي سيكون موقف مصر حرج للغاية أمام الرأي العام العربي والعالمي ، وبالتالي يجب على الدولة المصرية أن تستخدم ورقة معاهدة السلام والعلاقات مع إسرائيل لكي تجبر الجانب الإسرائيلي على التوقف عن العدوان على قطاع غزة ، وأعتقد أنه ليس أمام مصر خيار سوى هذا ، فإسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي ، وبالتالي ستستمر بمخططها إذا لم تجد من يوقفها عن العدوان والبطش الذي تمارسه على قطاع غزة ، غير ذلك فالمخطط سيستمر ، وربما نجد الفلسطينيين على حدود معبر رفح ، ومصر ستكون مجبرة في النهاية على قبولهم ويتم تصفية القضية الفلسطينية ، لأنه لا أحد إستطاع الوقوف أمام إسرائيل لإجبارها على وقف عدوانها على قطاع غزة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس
