أفريقيا برس – مصر. من قلب المحنة تولد المنحة.. كشفت مأساة كنيسة أبو سيفين في حي أمبابة أن الوشائج التي تربط المسلمين بالمسيحيين أهم حائط صد ضد الفتنة التي يسعى البعض لنشرها، كما كشفت تفاني الكثير من المسلمين في دعم أهالي الضحايا والمبادرة إلى إنقاذ المحاصرين بالنار.
وفي صحف أمس الثلاثاء 16 أغسطس/آب تواصلت حالة الحزن بين المصريين، ومن جانبه قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن المصابين يتلقون رعاية صحية جيدة، وعلق على اتهام الحماية المدنية بالتقصير في حريق كنيسة أبو سيفين قائلا: «من الأمور المؤلمة التي تزيد الأمر ألما الأكاذيب التي تطرح وتطلق من الذي يفهم أو لا يفهم على صفحات السوشيال ميديا، وبعض القنوات التلفزيونية». وأوضح أننا شهدنا أمورا لا تليق بحرمة الموت وحرمة الحادث والألم في القلب، ولكن هناك البعض يثير الشر والأكاذيب.. ومن أخبار الكنائس كذلك: قال القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إنه تمت السيطرة على الحريق الذي نشب في كنيسة القديس الأنبا موسى الموجودة عند تقاطع الطريق الدائري مع ميدان لبنان، دون حدوث أي إصابات، وكشف أن الحادث نشب بسبب ماس كهربائي.. ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: أبرزت الصحف توجيه الرئيس السيسي، بالبدء الفوري في التعاقد مع شركة سكك حديد ألمانيا «دويتش بان»، لتشغيل وإدارة منظومة القطار الكهربائي السريع، كما وجه بالتركيز على الجانب التأهيلي للكوادر البشرية الفنية، بنقل ثقافة العمل الألمانية التي تتسم بالدقة والانضباط الشديد وجودة الإنتاج، بهدف صياغة وصقل شخصية الكوادر البشرية الفنية المصرية. وأكد الرئيس تقدير مصر للخبرة الألمانية في مجال نظم الإدارة والتشغيل التي تتسم بالحوكمة الدقيقة. ومن أخبار الرياضيين: فجّر محمد أبو جبل حارس مرمى الزمالك السابق مفاجأة، مؤكدا أن مرتضى منصور ساعده في الرحيل عن الزمالك والانتقال إلى نادي النصر السعودي. ومن الفعاليات الثقافية: افتتحت الدكتورة منى حجاج أستاذة الآثار اليونانية والرومانية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية ورئيسة جمعية الآثار في الإسكندرية فعاليات مبادرة اتحاد الأثريين المصريين لدعم ركائز الوعي الأثري والثقافة التراثية كمنحة مجانية لشباب الأثريين المصريين والمعنيين بالتراث القومي، في قاعة مسرح “متحف الفنون الجميلة في الاسكندرية”.
بلا تأخير
المصاب على حد رأي جلال عارف في “الأخبار” مصاب الجميع، والحزن على شهداء حادث كنيسة «أبو سيفين» ينبغي أن يترجم إلى عمل حقيقي، يكشف كل ملابسات الحادث الذي أوجع قلوب المصريين جميعا، ثم ينطلق من ذلك إلى سد الثغرات والقضاء على كل عوامل التقصير والإهمال، التي تصنع مثل هذه المآسي. الأمر لا يقتصر على دور العبادة الإسلامية والمسيحية، وإنما يمتد إلى العديد من المباني العامة وأماكن تجمع المواطنين. والحاجة ماسة لمراجعة شاملة لأمرين أساسيين: صلاحية المباني، وتوافر كل وسائل الأمن والسلامة بعد سنوات من العشوائية في البناء، والإهمال في الصيانة وتطبيق شروط السلامة والأمان. تابع الكاتب: زمان.. كان وجود مخالفة في البناء أمرا نادرا. وكانت المحليات ـ قبل أن يداهمها الفساد ـ قادرة على الرقابة وحازمة في تطبيق القانون. وكانت الصيانة تجري على أكمل وجه، والعمالة المدربة جاهزة قبل أن يبتلعها «التوك توك». وكانت إجراءات السلامة تطبق في كل المباني والمصانع والمؤسسات بصرامة، وكانت تجارب مواجهة الحالات الطارئة تجري دوريا، والتفتيش على وسائل تأمين المباني العامة يتم على يد أجهزة لم يكن الفساد أو الإهمال أو عدم الكفاءة قد تسلل إليها. كان ذلك قبل سنوات العشوائية التي تركت البناء في يد المغامرين، وتركت الرقابة عند محليات «كل واشكر» وجعلت الحديث عن إجراءات الأمان والسلامة أمرا لا يجوز. قبل أن تداهمنا العشوائية لم نكن نرى حضانة أطفال في الدور الرابع، ولا مباني بلا أبواب كافية للخروج في حالات الطوارئ.. الآن نرى ونعاني وندفع الثمن غاليا.. أرواحا عزيزة، وحزنا يكسر القلوب. حادث الكنيسة المأساوى يفتح كل الجراح. كأننا لم نتعلم من مأساة احتراق المثقفين في مسرح بنى سويف قبل سنوات، ولا من عشرات الحوادث والمآسي التي تسبب فيها باب مغلق، أو إجراءات سلامة غائبة، أو إهمال في البناء أو الصيانة، ما زال سائدا رغم الحرب على العشوائية والفساد. ينبغى ألا تظل أرواح الناس رهينة فساد مقاول أو وصلة كهربائية خاطئة، أو طفاية حريق عطلانة. العزاء الحقيقي أن نبدأ المواجهة، وأن نصحح ما ورثناه من سنوات العشوائية بلا تردد.
لسان ساويرس
نتحول نحو الضجة التي أثارها رجل الأعمال بسبب تصريحاته بشأن الحادث الجلل بصحبة عصام كامل في “فيتو”: ما أن أطلق نجيب ساويرس “تويتة” على حسابه الشخصي في موقع تويتر متحدثا عن حريق كنيسة أبي سيفين، منهيا عبارته بالعزاء إلى المسيحيين والمسلمين، معتبرا أن كل من يؤمن بالله فهو حزين للمصاب الجلل، إلا وانطلقت حملة تصف ما كتبه بأنه عنصري واستباق لنتائج التحقيقات، خصوصا وإنه قال “الله المنتقم”، ما أوحى بأن الحادث مدبر. والحقيقة أن قراءة متأنية لما كتب ساويرس تنقلك إلى فهم آخر، ومن استفهامات الجماهير وأسئلتهم نستطيع فهم الرسالة.. من منح شهادة الدفاع المدني لمبنى يكتظ بالناس، وليس فيه أولى درجات الحماية المدنية.. بعض الناس تحدثت عن التسلسل الزمني لوصول سيارات الإطفاء وعدم معقولية البيان الذي أشار إلى وصولها بعد أربع دقائق فقط من بدء الحريق، وأن الإسعاف وصل بعد دقيقتين فقط وهو تسلسل مدهش في حقيقة الأمر. لو أن سيارات المطافئ وصلت بعد أربع دقائق من الحريق فهل عدد الضحايا يناسب هذا التسلسل؟ وهل بالفعل وصلت سيارات الدفاع المدني بعد هذا الوقت في حي يزخر بالشوارع الضيقة والحارات؟ من الذي جمع كل هذا الرقم من المواطنين في مبنى لا تتوفر فيه أبجديات الحماية المدنية؟ وكيف وافقت الجهات على اعتماد المبنى؟ أليست هذه التفاصيل تدفع المرء إلى اللجوء إلى الله ليحاسب كل مقصر في تقصيره، وهل الالتجاء إلى الله يعني الحديث عن مؤامرة، وأمام هذا العدد الكبير من الضحايا يصبح لزاما علينا أن نحاسب المقصر، أيا كان موقعه وأيا كان منصبه. آن للجهات أن تحقق وتسأل وتحاسب كل مقصر، فالاستهانة بالإجراءات تعني التورط، ومرور الحادث دون محاسبة هو بكل المقاييس كارثة أهم وأكبر.. والتحقيق لا بد من أن يشمل المسؤولين عن الكنيسة، ألا يعني وجود تقصير أن هناك متورطين فعلا في الحادث واللجوء إلى الله ليحاسبهم لا يعني أكثر من التسليم بأن الله يرى ويحاسب، فما هي الجريمة التي ارتكبها نجيب في ما كتب؟
وحدة وطنية
كان الوطن وفق ما تابع ورأى عبد المحسن سلامة في “الأهرام” على قلب رجل واحد في حادث حريق كنيسة «أبوسيفين»، وهذا هو معدن مصر، والمصريين. تسابق كل أبناء الوطن إلى الوقوف صفا واحدا لمساندة أهالي الضحايا والمصابين.. الكل تقدم للمشاركة، والدعم، لا فرق بين مسلم، ومسيحي، فالجميع أبناء وطن واحد، والضحايا والمصابون هم أبناء هذا الوطن الذي يعيش فينا، ونعيش فيه. الرئيس عبدالفتاح السيسي تابع الموقف لحظة بلحظة، وأجرى اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، وقدم تعازيه في ضحايا الحادث، ووجه بتقديم كل الدعم لأسر الضحايا، وكذلك احتواء آثار الحريق في الكنيسة، وإعادة ترميمها بمعرفة «الهيئة الهندسية».على الجانب الآخر، انتقل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، من «العلمين»، حيث كان يحضر أداء اليمين القانونية للوزراء الجدد، إلى الكنيسة مباشرة؛ للوقوف بنفسه على تطورات الموقف، ومعه اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، وقاموا بزيارة المصابين، ومواساة أسر الضحايا. الأزهر الشريف نعى ضحايا الحادث، ووجه بتقديم كل الدعم، والمساندة لأسر الضحايا، ووجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين، وفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام مصابي الحادث. في الصور التي نقلتها الصحف ووكالات الأنباء شاهدت السيدات، والرجال المسلمين جنبا إلى جنب مع أشقائهم المسيحيين.. الكل يتسابق من أجل تقديم كل أوجه الدعم الممكن نفسيا وماديا. هذه هي مصر العظيمة بتاريخها الطويل في الوحدة الوطنية، وحاضرها المشرف، رغم أنف الكارهين، والحاقدين، والمتربصين.
حزن سيبقى
بالتأكيد والكلام لأمينة خيري في “المصري اليوم” مصر مصدومة وحزينة وفي حداد. والحداد مستمر لآخر العمر في بيوت من راحوا. لا تعويضات ستخفف الحزن، ولا تعازي وتعاطف سيعوض من راحوا.. لكن التعويض الوحيد الذي يمكن أن يخفف نسبيا من فداحة ما جرى هو النظر في تفاصيل الفاجعة، هو النظر في التفاصيل المحيطة بها، وربما تفادي تكرارها عبر طريقتين توجزهما الكاتبة في ما يلي: الأولى، علاج ما يمكن علاجه، فالمرض حين يستفحل ويتمكن تصبح حلحلته شبه مستحيلة. والأخرى، هي فهم ما جرى في مصر على مدار عقود. مفهومنا عن الأمن والأمان والصيانة الدورية يجب تعديله. خذ عندك مثلا شارع دأب قائدو السيارات على السير فيه عكس الاتجاه، وفى كل يوم يقع حادث ويُدهس شخص ويُصاب آخرون. وفي كل مرة، يتم رفع آثار الحادث وتُقدم التعازي للمقتولين والعلاج للمصابين، وتعود الحركة لطبيعتها انتظارا لحادث جديد.. لماذا؟ لأن السير العكسي كما توضح الكاتبة مستمر. مكان عمل أو مقهى أو دار عبادة يتردد عليه المئات، يحتاج دون أدنى شك لمعايير سلامة شبيهة بالأمن الصناعي: بشر مدربون على التدخل السريع في حال حدوث حريق أو زلزال أو ماس كهربائى إلخ، وأدوات يتم التأكد دوريا من صلاحيتها للاستخدام، ووجود بشر مدربين على استخدامها.. وكلمة السر هي «دورية»، التأكد من صلاحيتها ووجود من يعرف استخدامها.
منظومة بغيضة
واصلت أمينة خيري تنديدها بالأهمال الذي يحصد المزيد من الأرواح: يا فرحتى بطفاية حريق في سيارة مركونة منذ سنوات، وحين يشب حريق يتضح أنها فارغة أو لا تعمل. كما أن «تلصيم» الأجهزة المعطلة عبر فني لا يفقه ألف باء الإصلاح ما هو إلا «تلصيم» للأرواح التي ستُزهق لا محالة، إن لم يكن غدا فبعد غدٍ. والدعاء وحده بالستر والحماية من الكوارث لا يُجدي، لأننا مطالبون بأن نعقلها قبل أن نتوكل. وحين توكل المصريون قبل عقود وقرروا أن يكون الإنجاب غايتهم وضخ العيال بلا هوادة أسمى أمانينا، وتعاطف موظفون مع الضخ الهائل الذي استوجب غزوا للأراضي الزراعية ونزوحا من الريف، ولاسيما في ظل نقص الخدمات وشُح الفرص صوب أطراف المدن، فغضوا الطرف (وكله بثمنه) عن البناء المخالف والتمدد العشوائي حتى أضحى دخول سيارة مطافئ أمرا شبه مستحيل في العديد من الشوارع. وسكت الكبار على ذلك ضمانا لسكوت الصغار وبقاء الحال على ما هو عليه، وبقاء هؤلاء في الحكم، وأولئك في سبل الحياة التي تمليها العشوائية وانعدام الضمير وإجهاض الوعي.. حين حدث هذا منذ سبعينيات القرن الماضي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من كوارث معيشية وحياتية. تغلب العدد على النوعية، وتم ترجيح كفة الكم على حساب الكيف. وولدت أجيال من رحم الفكر العشوائي، وهي تعتقد أن عشوائية الفكر أسلوب حياة. ألم تكن تلك جرائم أولى بالمحاسبة من «هدايا الأهرام» و«فيلات شرم الشيخ»؟ الحقيقة أن منظومة «تم رفع آثار الحادث وعودة الحركة المرورية» صارت بغيضة.
عيون ساهرة
الدور الأمني كان حاضرا بقوة لإطفاء النيران في دار العبادة وهو الأمر الذي أشاد به محمود عبد الراضي في “اليوم السابع”: حريق كنيسة أبو سيفين في منطقة إمبابة، ألقى الضوء على “رجال الحماية المدنية” في وزارة الداخلية، هؤلاء الصقور، والأعين التي لا تنام، تسهر وتترقب، وتتلقى البلاغات، فتتحرك سريعا، تواجه النيران بشجاعة واستبسال، تذود عن المواطنين، وتحمي الأرواح، رافعة شعار “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. أبطال من طراز خاصة، يواجهون النيران، ويتسللون أسفل العقارات المنهارة، يغوصون أسفل المياه لإنقاذ الأرواح، هم “العيون الساهرة”، تحمي وتصون وتنقذ. تحية إعزاز وتقدير لأبطال الحماية المدنية، تحية لتفانيهم في العمل، وإخلاصهم في أداء واجبهم المقدس. من منا يتحمل التصدي للنيران، ومواجهة ألسنتها، والصعود لطوابق مرتفعة لإخماد الحرائق، من منا يتحمل التعامل أسفل عقارات تنهار أجزاء منها لإنقاذ العالقين فيها، من منا يستطيع التعامل مع أجسام غريبة، ويعلم تمام العلم أن الخطأ الأول هو الأخير، قد يكلفه حياته، من منا يستطيع الغوص لمسافات عميقة أسفل المياه لإنقاذ الأرواح؟ إذا كنا جميعا ـ أنا وأنت ـ لا نستطيع ذلك، فلنعط التحية لصقور “الحماية المدنية”، هؤلاء الأبطال الذين يقدمون أرواحهم من أجل أمننا جميعا. تحية تقدير لوزارة الداخلية بإشراف اللواء محمود توفيق، التي تطور وتحدث الإمكانيات المادية والمقومات التقنية الحديثة، وتعمل على تهيئة البيئة الوظيفية الخصبة لإطلاق الطاقات البشرية وارتيادها مدارج الجودة والإتقان، والدفع بأحدث الأجهزة لمواجهة التحديات والمخاطر كافة، وتقديم الخدمات للمواطنين بشكل حضاري ومتطور. تحية لوزارة الداخلية التي حرصت على بناء منظومة حماية مدنية قوية ومتطورة، قادرة على الحفاظ على الاقتصاد الوطني، من خلال اتباع منظومة متوازنة ومتكاملة فنيا وبشريا وتنظيميا، تتسم بالتنسيق والتناغم في ما بينها وبين فروعها الجغرافية كافة.
البحث عن حماس
نتوجة نحو أرض النضال بصحبة الدكتور خالد عكاشة في “الوطن”: حركة «حماس» الغائب الحاضر في تلك الجولة؛ يعد موقفها هذه المرة الأكثر التباسا من أي طرف آخر، فهي ليست في صدارة المشهد كما اعتادت، بل ينظر إليها في الداخل الفلسطيني بأنها تخلّت طواعية عن مقعد القيادة مؤقتا لحسابات تخصّها، الجديد هذه المرة أن أغلب تلك الحسابات لا علاقة بالقضية في جانبها المقاوم. قبل شهور فتحت قيادات حماس مع إيران خطوط اتصال، وزار الكثير من قيادات الحركة طهران في رحلات متتابعة، سبقتها حملة إشادات بالدور الإيراني في دعم المقاومة خلال العملية العسكرية مايو/أيار 2021. على لسان قائدها يحيى السنوار، كان هناك تثمين سخي تجاوز الواقع في ما يخص «دعم التسليح» بالخصوص، أطلق هذا الحديث رغم علانيته بدرجة من الغموض بحيث لم يفهم حينها، إن كان «السنوار» يقصد إمداد إيران لحماس بشكل خاص بالسلاح، أم أنه يقصد إجمال دعم فصائل المقاومة عبر حركة «الجهاد الإسلامي» الموالية لطهران. على أي حال مرت الإشارة وبقي الأمر على غموضه المقصود، وربما لم تعلق إيران على هذه الوصلة من المديح، بل لم تراهن من جانبها كثيرا على تعهدات حماس، فإيران من جانبها لم تكن لتعول كثيرا على تلك الخطوة، في النهاية هي بالكاد تريد مرحليا استخدام حماس، كورقة وسط احتدام اصطفاف المحاور وارتكازاتها في الإقليم.هذه المقدمات تفسّر الكثير مما جرى في الجولة الراهنة، حركة حماس قرأت جيدا أن إسرائيل ضمن أسبابها لاستهداف حركة الجهاد، كون الأخيرة تمثل إحدى الأذرع الإيرانية في المنطقة، مثلها مثل حزب الله والحوثيين وغيرهما من الفصائل الموالية. تلك الفصائل، والجهاد منها، ينتظمها نسق للعمل الحركي ربما لا تمثل متطلبات «القضية الفلسطينية» المحدّد الأول لها، هذا بطبيعته يبعد الأمر مسافة، ما جعل حماس تبتعد هي الأخرى مسافة مماثلة عن الانخراط في اصطفاف مباشر مع حركة الجهاد. المحدّد الرئيسي هنا أن حماس لن تخوض معركة غيرها في أي حال، ولن تنقض التفاهمات غير المباشرة التي تنسجها مع إسرائيل لأجل الجهاد أو طهران، خاصة أن الأخيرة لم ترد على ما قامت به حماس تجاهها بالحرارة المطلوبة، حين جعلتها ومحورها المسمى بـ«محور المقاومة» الرقم الأبرز في ما جرى في مايو 2021.
وحدها تلقت الخسائر
ربما ستكشف أحداث الأيام المقبلة، كما قال الدكتور خالد عكاشة أن حركة حماس قد تكون قطعت مسافة أبعد، فهى أثناء مراقبتها لوجود زياد نخالة وحده في طهران طوال أيام التصعيد الأخيرة، يبدو أنها أرادت عبر موقفها من الأحداث إرسال حزمة من الرسائل إلى جميع الأطراف. رسالتها الأولى ستكون لإسرائيل بالتأكيد، بأنها غير معنية بالانخراط في محور تقوده إيران من الخلف، حتى إن كانت أحداثه الدامية تجري على أراضيها في غزة، وتكشف أيضا عن قدرتها الصارمة في ضبط عناصرها، ضمانة لعدم الخروج عن النص. وهي تنتظر من إسرائيل مقابل تلك الرسالة، أن تبقي على الوضع القائم بالفصل الكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، خدمة لأهدافها الاستراتيجية، التي تتلاقى مع هدف مهم لإسرائيل من العملية العسكرية، بألا يكون هناك ارتباط مستقبلي بين ما يجري في الضفة، بما فيها مدينة القدس والحرم الشريف، وفعل الرد المعد والمنطلق من داخل قطاع غزة. رسالة حماس الثانية وجّهت إلى حركة الجهاد التي طالما انخرطت مع حماس في جولات سابقة، كانت حماس في كل مرة في المقدمة، وتخوضها وفق حساباتها الحركية الذاتية، في حين لم تتخلف الجهاد عن الوجود في غرفة العمليات المشتركة، ولا عن بذل الجهد العملياتي المطلوب. هذه المرة بدا لحماس أن مصلحتها تستوجب أن تترك حركة الجهاد لتتلقى «الألم» والخسائر وحدها، وأن تتحمّل فاتورة الخصم من مكانتها وإمكانياتها، كي تعود قليلا أو كثيرا إلى الخلف. هناك أيضا بعض من الهمسات تلف سطور الرسالة الموجّهة إلى حركة الجهاد، لها ارتباط بالاختراق الاستخباراتي الذي نفّذته إسرائيل، عبر سهولة وصولها إلى القادة الميدانيين للحركة ونجاحها في اغتيالهم على هذا النحو، بدقة لافتة وفي وقت قصير للغاية. التفسيرات البريئة التي خرجت بتعجّل تحت القصف الإسرائيلي، أرجعت الأمر إلى خلل أمني فادح لمنظومة التأمين داخل حركة الجهاد، لكن هناك من تمهل ووقف ليقيس المسافة التي ابتعدت فيها حماس، هل ذهبت لمشارف المربعات المظلمة، ولعبت دورا في نجاح تلك العمليات؟
أمل مطلوب
ليس أول تعديل وزاري تشهده مصر.. ولن يكون الأخير، ومن أبرز مميزات التغييرات في الحكومة من وجهة نظر جمال الشناوي في “الأخبار” هو تجديد الدماء وإشاعه حالة من الأمل بين الناس، الذين يحاصرهم صناع اليأس، ويبدو أنه بات علِما له متخصصون يبرعون في ابتكار أساليب وسائل جديدة، يسعدون فقط بأجواء الفوضى والتشكيك.. وكما حذر الفيلسوف الإيطالي أمبيرتو إيكو من أن الفاشية «الفوضى» قابلة لأن تعود من خلال أساليب تبدو بالغة البراءة. لا أعرف هل الكتابة ذات جدوى، في أجواء سيطر على المشهد فيها غزو البلهاء للفضاء الإلكتروني، أو كما وصفهم الفيلسوف الإيطالي الذي رحل عن عالمنا قبل ست سنوات، عندما قال.. «الفيس بوك وتوتير» منحت جيوشا من الحمقى حق الكلام، مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. والحقيقة أن المصريين كانوا يصفونها بـ«كلام مصاطب» ساعة عصاري. والآن أصبح اسمه «كلام سوشيال». ففي أجواء التغيير صانعة الأمل عموما.. ورغم ملاحظاتي على الأداء السياسي للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق.. إلا أن حملات التشفي من بعض أولياء الأمور وجروبات الماميز، كشفت عوارا في الأداء السياسي للمسؤول، وأيضا أكدت ما حذرنا منه الفيلسوف الإيطالي من غزو الحمقى والجهلاء للفضاء الإلكتروني. أيضا كشفت حاجتنا إلى كيان أو وزارة تكون مختصة بتشخيص ما أصاب الشخصية المصرية من أمراض مرتبطة بالتطور غير المسبوق في وسائل صنع الرأي العام. ودراسة التطورات على سيكولوجية الجماهير. الأزمة لدى الرأي العام بعد أحداث «ثورة» يناير/كانون الثاني، أنها فتحت المجال للعامة فجأة، وبات الجميع يطلق الآراء كرصاصات مدفع رشاش لا تميز، فقط تصيب كل من في طريقها. الطبيعي أن الرأي يولد من رحم المعرفة، لا أن يسبق إدارك المعلومة.. ونحن في مصر، نفعل العكس. ويجب أن نكون حذرين، فعصابات صناعه اليأس تبرع في استهلاك كل أمل تصنعه مصر، وتستنزف كل إنجاز يتحقق على أرض البلاد، فهم لا يرون إلا بقلوب حاقدة.. وعيون خلف نظارات سوداء حاسدة.
بما اقترف قلمه
صدمة عالمية وإدانات دولية لم تتوقف حتى الآن واهتم بها محمود زاهر في “الوفد” منذ حادث الاعتداء على سلمان رشدي في نيويورك قبل أيام، ليزداد اهتمام القراء برواياته ومؤلفاته، لاسيما «آيات شيطانية»، التي تلقّى تهديدات لا تُحصى على أثرها، وأغضبت العالم الإسلامي. لن نتحدث عن الحالة الصحية الحرجة لـ«المهدور دمه»، الذي يصارع الموت، أو إلقاء الضوء على هذه «الرواية» التي تحوي أفكارا سخيفة وعديمة القيمة، وشهرته التي جابت الآفاق ليصبح اسمه معروفا على مستوى العالم، رغم صعوده إلى الصدارة مع روايته الحائزة «البوكر» 1981، بعنوان «أطفال منتصف الليل» كما لن نتحدث أيضا عن حصوله على وسام فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 2007، وقبلها في السنة نفسها حصوله على الوسام الملكي البريطاني الرفيع «رفقاء الشرف»، لن نتحدث أيضا عن تحويل روايته «الوقحة» إلى عرض مسرحي جاب عواصم أوروبية، في ظل حراسة أمنية مشددة، أو الاحتفاء به وتكريمه رسميا في دول عديدة حول العالم، من خلال مشاركاته في ندوات ومحاضرات ومؤتمرات، لكننا أمام تساؤل منطقي ومشروع: لماذا تنطوي الإساءات والتجاوزات فقط ضد النبي محمد.. ولمَ كل تلك الحملات ضد الإسلام ورموزه ومعتقداته ومجتمعاته، سواء أكان من خلال الباحثين والمفكرين والمستشرقين والساسة والحكام الغربيين، أو عبر وسائل الإعلام ورجال الصحافة والكُتَّاب والرسامين والفنانين في الغرب؟ نتصور أنه لم يعد ممكنا، القبول والتعاطي مع الإساءات والتجاوزات الغربية على الإسلام، كمنظومة فكرية وقيمية وإنسانية عظيمة، وكأنها سلوكيات ومواقف وتصرفات عفوية غير ممنهجة، بعيدة عما يدور ويُخَطَّط له من الحاقدين والسفلة المنحطين، الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام ورسوله. على مدار عقود طويلة، يتعرض الرسول الأكرم، والدين الإسلامي، لرسومات مسيئة، وإهانات بالغة، لم ينجُ منها حَرْق القرآن الكريم، بذريعة حرية التعبير، ناهيك من التضييق على المسلمات وممارسة الشعائر وإغلاق المساجد وحظر الحجاب، وكثير من الاحتكاكات والتجاوزات الاجتماعية والسياسية والإعلامية، البعيدة عن دائرة الرصد والتوثيق. أخيرا.. نعتقد أن الغرب في إطاره العام الشامل، كنُخَبٍ سياسية وفكرية وثقافية ومنظومات مجتمعية، لم يميِّز أو يفصل بين إسلام حقيقي يتبنى مبادئ التسامح والتعايش والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب، وآخر مشوَّه وزائف يقوم على التكفير والقتل وإلغاء الآخر، أيا كانت هويته وانتماؤه وعقيدته.
خديعة لليبيين
واقعة مؤسفة سلط الضوء عليها فاروق جويدة عبر رسالة وصلته في “الأهرام” توضح مأساة يتعرض لها طلاب ليبيون: “كانت جامعات مصر قبلة التعليم في الدول العربية وفيها تخرج كبار المسؤولين، وقد وصلتني هذه الشكوى من الطلاب الوافدين إلى إحدى الجامعات.. نحن الطلاب الوافدون المنضمون للدراسة في جامعة يفترض أنها جامعة حكومية وما تعلن عنه وتنشره هو كلام حكومي موثوق فيه.. لقد اخترنا الدراسة في مصر بعد أن تعرفنا على مبادرة «ادرس في مصر» وما تقدمه من خدمات ورعاية للطلاب الوافدين.. وبعد حضورنا للمؤتمرات الافتراضية التي شاركت فيها الجامعات المصرية المختلفة، وعرضت كل جامعة ما تقدمه من خدمات ورعاية وتعليم للطلاب الوافدين، في حضور الدكتورة رشا كمال رئيسة الإدارة المركزية للوافدين، وحضور ممثلين من السفارة المصرية في بلادنا.. أي أن ما يعرض من معلومات هو كلام صادق موجود وقائم بالفعل ويمكننا الاعتماد على تلك المعلومات في اختيار المكان الأنسب لإكمال دراستنا وترك بلادنا.. لقد أعلنت إحدى هذه الجامعات على لسان متحدثها، ومن خلال صور وفيديوهات أنها توفر منظومة متكاملة لرعاية الوافد من سكن واستقبال ومواصلات وإتمام لكل المعاملات الإدارية.. وكلام رائع يدفعنا لاختيار هذا المكان رغم بعده عن العاصمة والمدن الشهيرة في مصر.. لكن المفاجأة أننا بعد أن التحقنا بالدراسة بدأنا نسأل عن تلك الخدمات التي كانت سبب اختيار هذا المكان، وهي خدمات معلن عنها على موقع الجامعة، بل وعلى موقع الوزارة.. فكانت الصدمة أن كل هذا مجرد كلام على ورق وليس له أي وجود حقيقي في الواقع فليس هناك سكن للوافدين ولا أي خدمات أخري.. طبعا حدثت صدمة كبيرة خاصة للفتيات اللائى جئن إلى مصر وكل ترتيبهن هو السكن الجامعي الهادئ والآمن، لنجد أن السكن المتاح هو الشارع واستغلال سماسرة الشقق المحيطة بالجامعة، ومنهم موظفون يقومون بهذه السمسرة.. هذا ما اشتكينا به فبدأت الجامعة في تهديدنا بنتائج الامتحانات لنصمت.. الأمر الذي دفع معظم الجاليات للجوء إلى سفارة بلادهم في مصر.. علي مفتاح سعد ممثل عن الطلاب الليبيين”.
مجرمون بالفطرة
ما يجري في إسرائيل الآن يستحق منا وفق رأي مرسي عطا الله في “الأهرام” وقفة تأمل لأن المسألة أبعد وأعمق وأشمل من مجرد مزايدات انتخابية عشية الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها أول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ومن ثم فإن علينا وحتى يحين موعد الانتخابات أن نتوقع العديد من المشاهد والعديد من المفاجآت والكثير والكثير من لعبة الكراسي الموسيقية وكثرة تبديل التحالفات في ظل العجز الفاضح عن حسم الخيارات الإستراتيجية الصحيحة ما بين صيحات تتشدق ـ على استحياء ـ بطلب السلام، ونزعات صاخبة تجاهر باستمرار دق طبول الحرب وتدعم تلك السلسلة المجنونة من جرائم المداهمة والاغتيالات والإعدامات دون محاكمات، وآخرها إعدام الشاب الفلسطيني محمد الشحام في منزله في بلدة كفر عقب في القدس الشرقية، في مشهد يستهدف إطلاق رسالة تخويف للفلسطينيين وخلع قلوبهم من الرعب، قبل أن يتضح أن الاقتحام والإعدام تم بالخطأ واكتفى الجنود الإسرائيليون بالاعتذار قبل أن يغادروا مسرح الجريمة وذلك أمر يدل على أن إسرائيل فقدت صوابها. ما يجري في إسرائيل الآن أكبر وأعمق من أن ينظر إليه أحد على أنه جزء من طبيعة اللعبة الحزبية في إسرائيل، وإنما هو في الأساس جزء من طبيعة واستحقاقات استمرار العجز عن الإقرار بحتمية القبول بالحق المشروع للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967. وبصرف النظر عما يتردد عن زيادة ميل الشارع الإسرائيلي باتجاه اليمين المتطرف، فإن قطاعا لا يستهان به من الرأي العام الإسرائيلي قد سئموا من حالة الطوارئ التي يعيشون فيها، وأنهم يتوقون إلى من يساعدهم على سرعة الخروج من الحلقة المفرغة في صراع العنف والعنف المضاد مع الفلسطينيين الذين لم يعد بمقدور أحد أن يراهن على تخليهم عن المقاومة، إلا إذا ظهرت إشارات جادة بأنهم في الطريق نحو حصولهم على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة
توارد أرواح
فتح الفنان رشوان توفيق، خزانة ” أحلامه” ليكشف عن أسرار تلاقيه بالأرواح، مستشهدا ببعض الرؤى قائلا: “الأولى لقيت عبدالحليم حافظ بيقولي لا يا أستاذ توفيق لا”. تطرق رشوان توفيق بحسب ما نقله سمير حسني في “اليوم السابع” لرؤيا أخرى جمعته بالفنان الراحل محمود ياسين، وقال: “الرؤيا الثالثة محمود ياسين كنت في العزاء بتاعه وبعدين شفت رؤيا بالليل وهو لابس جاكيت أبيض وفي عز شبابه ووسامته في محطة ريفية ناخد بعض بالحضن، كلمت عمرو ابنه قلتله قول لماما أنا شفت محمود في رؤيا ومشوفتوش في حياتي لابس الجاكيت الأبيض ده، شاءت الظروف وأنا بقلب في قناة لقيت محمود ياسين بالبدلة اللي أنا شوفته فيها”. تابع الفنان رشوان توفيق: كلمت عمرو الليثي علشان يبلغ جيهان السادات بالرؤية قالي كلمها على التليفون الأرضي كلمتها وعرّفتها بنفسي وحكتلها الرؤيا وقلتلها إن المهندس حسب الله الكفراوي قال إنه شهيد، قالتلي أتارى حسب الله بقاله مدة مشفنيش ولما شافني قالي عاوز أكلمك في حاجة. أضاف: “الرئيس الراحل أنور السادات شوفت بنته تتحدث في التلفزيون بتقول عايشة بمعاش بابا، وقفت في الشقة وقرأت الفاتحة للرئيس الراحل.. وأنا بصلي قبل الفجر عنيا غفلت لقيت إيده اتحطت على إيدي الشمال رفعت عيني لقيت الرئيس السادات لابس بدلة التشريفة البني وصرخ وقال “لا إله إلا الله ” وكررها مرة أخرى، رديت وقلت: “محمد رسول الله” بعد كده الإيد اتسحبت من على كتفي الشمال”، فتحدثت مع الراحل حسب الله الكفراوي وقالى ده شهيد”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس