مصر المحطة المقبلة المتوقعة لـ”قطار التطبيع التركي”

12
مصر المحطة المقبلة المتوقعة لـ”قطار التطبيع التركي”
مصر المحطة المقبلة المتوقعة لـ”قطار التطبيع التركي”

أفريقيا برس – مصر. مع الإعلان رسمياً عن تبادل تعيين السفراء بين أنقرة وتل أبيب تكون تركيا قد نجحت بالفعل في إعادة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وهو ما يعني أن القاهرة ستكون المحطة المقبلة لقطار التطبيع التركي وسط جدل متصاعد حول إمكانية مرور هذه القطار من دمشق ليكون بذلك قد نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة تطبيع العلاقات مع كافة الدول التي دخل معها في أزمات سياسية طوال السنوات الماضية وسحب هذه الورقة من يد المعارضة قبل موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة منتصف العام المقبل.

ويُعتقد أن الرئيس التركي يسعى بقوة من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع كافة الدول التي كان على خلاف معها طوال السنوات الماضية، وبينما نجح سابقاً في إعادة تطبيع العلاقات مع السعودية والإمارات وأرمينيا ودول أخرى مختلفة آخرها إسرائيل، يتوقع أن تكثف الدبلوماسية التركية جهودها حالياً نحو تحقيق تقدم في مسار تحسين العلاقات مع مصر، وسط تصاعد الجدل والتكهنات حول إمكانية انطلاق مسار لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

تبادل السفراء مع إسرائيل

والأربعاء، أعلنت إسرائيل وتركيا رسمياً استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل وعودة السفراء إلى البلدين، حيث يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة الإعلان عن أسماء السفراء والقناصل، وهي خطوة متقدمة في مسار إعادة تطبيع العلاقات المتواصل منذ أشهر طويلة وشهد مصاعب مختلفة، حيث رحب كبار المسؤولين من الجانبين بالاتفاق كما جرى اتصال هاتفي بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بهذه المناسبة.

وبينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم لمواطني إسرائيل”، بينما أعرب أردوغان عن دعمه “إقامة التعاون والحوار بين تركيا وإسرائيل على أساس مستدام واحترام كل من الطرفين القضايا الحساسة بالنسبة للآخر”، معبراً عن “ارتياحه من تقدم العلاقات التركية الإسرائيلية”.

وشهدت مساعي تحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عثرات وصعوبات مختلفة طوال السنوات الماضية، كانت سرعان ما تنهار مساعي إعادة التطبيع بسبب المواقف التركية من الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وهو ما دفع إسرائيل للتشكيك بـ”صدق نوايا تركيا” وفي ظل التراجع الكبير بالثقة بين الطرفين، سعت أنقرة لتبديد مخاوف إسرائيل والتأكيد على رغبت أنقرة وجديتها في فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين.

الخطوة المقبلة مع مصر

مع إتمام مسار التطبيع إسرائيل، يتوقع أن ينصب التركيز التركي في المرحلة الحالية على إتمام مساء تطبيع العلاقات مع مصر والذي يشهد خطوات بطيئة جداً منذ انطلاقه قبل عدة أشهر، حيث يم يشهد أي اختراق حقيقي من قبيل إعادة تبادل تعيين السفراء بين البلدين أو حصول لقاءات رسمية على مستويات رفيعة، ولكن دون حدوث تراجع في المسار الذي يبدو أنه يتقدم ولكن بوتيرة بطيئة جداً لا تتوافق مع رغبة تركيا التي تريد خطوات أسرع لإتمام هذا المسار أيضاً.

وعقب نجاح مسار تطبيع العلاقات مع الإمارات والسعودية بشكل خاص، كثفت تركيا جهودها لتحقيق خطوات مشابهة في مسار تحسين العلاقات مع مصر، وكما جرى في المسارات السابقة مع الدول الأخرى، انتقلت الاتصالات التركية من مستوى الاستخبارات والدبلوماسية المنخفضة إلى الدبلوماسية الرسمية وهي الخطوة التي تسبق بالعادة الإعلان عن لقاء على المستوى السياسي الأول لتكون هذه الخطوة بمثابة إعلان رسمي عن إنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين، إلا أن الخطوة الأخيرة والأهم لم تتحقق بعد.

وفي حديث للصحافين على متن الطائرة في طريق عودته من السعودية إلى إسطنبول قبل عدة أشهر، تحدث أردوغان عن مسار تحسين العلاقات مع مصر، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد “تطورات إيجابية” و”خطوات رفيعة المستوى” في تصريح اعتبر بمثابة تلميح لإمكانية عقد لقاء سياسي رفيع المستوى، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ورغم التقدم البطيء جداً في مسار تحسين العلاقات مع مصر، إلا أنه لم يشهد أي أزمات أو تراجع وإنما شهد خطوات متبادلة في أكثر من جانب لزيادة الثقة بين البلدين، وهو ما يدعم إمكانية حصول تقدم كبير في أي وقت قد يتمثل على شكل لقاء سياسي رفيع المستوى بين كبار مسؤولي البلدين والإعلان عن عودة تبادل السفراء.

هل يصل قطار التطبيع إلى دمشق؟

منذ أيام، تتوالى التصريحات الرسمية التركية حول مستقبل العلاقة مع النظام السوري ومعها تتوسع التساؤلات حول مدى إمكانية حصول تقارب سياسي قريب بين أنقرة ودمشق وما إن كانت كل هذه التصريحات تمهد بالفعل إلى خطوات تركية قريبة من قبيل إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري أو عقد اجتماعات مباشرة بين النظام والمعارضة بحضور تركي روسي أو اتفاق جزئي يتعلق بتسهيل إعادة اللاجئين من تركيا إلى سوريا عبر تنسيق مباشر بين أنقرة ودمشق.

وبدأت موجة التصريحات التركية من تصريحات لوزير الخارجية مولود جاوش أوغلو وامتدت لتشمل عدد كبير من الشخصيات الرسمية، مروراً بدعم زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي حليف أردوغان بالحكم مبدأ التواصل مع النظام، وصولاً لتصريح مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم رفض فيه الجزم بعدم إمكانية حصول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

وعلى الرغم من النفي الرسمي لوجود “تغيير جوهري” في السياسة التركية اتجاه نظام الأسد، إلا أن غزارة التصريحات الرسمية حول “إمكانية التواصل السياسي” ودعم ذلك من قبل عضو لجنة مركزية بالحزب الحاكم وزعيم الحركة القومية حليف الحكم، يعطي مؤشراً قوياً على وجود توجه جديد في السياسة التركية قد يكون نتج عن توافقات ما جرى التفاهم حولها في قمة طهرات التي جمعت أردوغان وبوتين وروحاني مؤخراً وتخدم بدرجة أساسية مساعي أنقرة لإنهاء خلافاتها مع دول المنطقة لتكون آخرها سوريا وخدمة الملف الأهم المتعلق بملف العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم وهو ملف حاسم يسعى أردوغان لتحقيق تقدم فيه قبيل موعد الانتخابات المقبلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here