مصطفى مشهور: استثمارات قطر بوابة لشراكة عربية أعمق

10
مصطفى مشهور: استثمارات قطر بوابة لشراكة عربية أعمق
مصطفى مشهور: استثمارات قطر بوابة لشراكة عربية أعمق

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى مشهور في حواره مع “أفريقيا بريس” أن الحزمة الاستثمارية القطرية البالغة 7.5 مليار دولار تمثل خطوة نوعية لدعم الاقتصاد المصري في ظل التحديات الراهنة.

وقال إن هذه الاستثمارات تستهدف قطاعات استراتيجية كالاتصالات والطاقة المتجددة والصناعات التحويلية، ما يُعد مؤشرًا على تحول في طبيعة العلاقات بين القاهرة والدوحة.

وأضاف أن هذه الخطوة تعكس تطورًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا بين البلدين، مشددًا على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه الشراكة لتشمل ملفات إقليمية كغزة والسودان، وترشيح مصر لليونسكو، بما يدعم المصلحة العربية الجماعية.

و قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث عقد مباحثات ثنائية مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أسفرت المباحثات عن حزمة استثمارات قطرية مباشرة في مصر تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار أمريكي.

ما هي أبرز مكونات الحزمة الاستثمارية القطرية التي بلغت قيمتها 7.5 مليار دولار أمريكي وتم توقيعها خلال زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة؟ وهل تشمل قطاعات استراتيجية جديدة؟

تركز الحزمة الاستثمارية القطرية المقترحة، والتي تُقدّر قيمتها بـ7.5 مليار دولار أمريكي، على عدد من القطاعات المحددة. وتشمل هذه القطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة، مما يشير إلى توجّه نحو الاستثمار في قطاعات استراتيجية ذات طابع تنموي وتقني.

كيف ستُسهم هذه الاستثمارات في دعم الاقتصاد المصري خلال المرحلة الحالية، خاصة في ظل التحديات المالية؟

تمر مصر في المرحلة الحالية بتحديات اقتصادية كبيرة، وتُعدّ الاستثمارات القطرية، البالغة قيمتها 7.5 مليار دولار، عاملًا مهمًا في تعزيز الاقتصاد المصري. فمن المتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات في دعم الاحتياطي من النقد الأجنبي، خاصة من الدولار، وهو ما يمثل دفعة قوية للاقتصاد في ظل الظروف الراهنة، بما في ذلك تداعيات الحروب والأزمات الإقليمية التي تؤثر على المنطقة بأكملها.

ما هي الرسالة السياسية التي تحملها هذه الاتفاقيات حول طبيعة العلاقة المصرية القطرية بعد سنوات من التوتر؟

تحمل زيارة الرئيس السيسي إلى قطر في هذا التوقيت، وما تخللها من توقيع اتفاقيات استثمارية كبرى، رسالة سياسية واضحة مفادها أن العلاقات المصرية القطرية تشهد مرحلة من التقارب والتفاهم غير المسبوق. وتُعدّ هذه الزيارة ردًا عمليًا على الشائعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات التي تروّج لوجود خلافات بين البلدين. إذ تؤكد الوقائع أن العلاقات بين مصر وقطر في أفضل حالاتها حاليًا، على المستويين السياسي والاقتصادي.

هل هناك جدول زمني محدد لتنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها؟ وما الجهات التي ستشرف على متابعتها؟

بحسب التصريحات الرسمية، فإن تنفيذ المشاريع المتفق عليها بين مصر وقطر سيتم خلال الفترة المقبلة، مع ترجيحات بأن يبدأ التنفيذ في وقت قريب، ربما مع مطلع هذا الشهر. وتشرف على متابعة هذه المشاريع لجان مشتركة بين الجانبين المصري والقطري، في ظل تنسيق مباشر جرى التأكيد عليه خلال لقاء الرئيس المصري برجال أعمال قطريين، تمهيدًا لوضع آلية واضحة لتنفيذ الحزمة الاستثمارية المقترحة.

إلى أي مدى يعكس التنسيق السياسي بين القاهرة والدوحة تطورًا في الموقف المشترك تجاه ملفات إقليمية مثل غزة والسودان؟

يعكس التنسيق السياسي بين القاهرة والدوحة تطورًا ملحوظًا في الموقف المشترك حيال القضايا الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فقد بات واضحًا أن هناك تقاربًا فعليًا بين البلدين في مقاربة أزمة الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، حيث تعمل كل من مصر وقطر كشريكين رئيسيين للولايات المتحدة في محاولات التهدئة وطرح المبادرات السياسية. كما يمتد هذا التنسيق إلى ملفات أخرى، مثل الأزمة السودانية، ما يعكس تطورًا نوعيًا في العلاقات الثنائية وتحولها إلى شراكة فاعلة في معالجة التحديات الإقليمية.

كيف تقيّمون دعم قطر لترشيح خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو؟ وما دلالات ذلك على عمق العلاقات الثقافية بين البلدين؟

يُعدّ دعم قطر لترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو خطوة مهمة تعبّر عن تطور ملموس في العلاقات الثقافية بين القاهرة والدوحة. هذا الدعم الذي تبعته الكويت، ويُتوقّع أن تحذو حذوه معظم الدول العربية، يُبرز توافقًا عربيًا على أهمية تمثيل الكفاءات العربية في المؤسسات الدولية. كما يعكس إدراكًا مشتركًا بأن قوة الحضور المصري في المنظمات العالمية تصب في مصلحة الأمة العربية ككل، وتُسهم في تعزيز الدور العربي على الساحة الثقافية الدولية.

ما موقف القاهرة من مقترح عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة؟ وهل هناك تحركات فعلية على الأرض؟

تتبنى القاهرة موقفًا واضحًا وثابتًا في دعم مقترح عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، بل كانت من أوائل الدول التي دعت إلى هذا المؤتمر، وتعمل حاليًا على حشد الدعم الدولي لإنجاحه. وتُعدّ مصر الجهة الأكثر انخراطًا في جهود الإعمار، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ودورها الإقليمي، وسعيها الحثيث لوقف محاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وتؤكد القاهرة أن إعادة إعمار غزة ليست فقط مسألة إنسانية، بل ضرورة سياسية لحماية القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، وهو موقف يعكس جوهر العقيدة المصرية والعربية تجاه فلسطين.

هل التعاون الاقتصادي بين مصر وقطر اليوم يرقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد؟ وما خطوات تعزيزه مستقبلًا؟

يُعدّ التعاون الاقتصادي القائم حاليًا بين مصر وقطر بداية واعدة تُبشّر بإمكانية بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين. ورغم الترحيب الكبير بهذه الخطوة، إلا أن تعزيزها يتطلب توسيع دائرة التعاون لتشمل مختلف القطاعات، وتيسير الإجراءات أمام رجال الأعمال القطريين الراغبين في الاستثمار داخل مصر. وتأتي هذه الجهود في إطار علاقات راسخة تجمع البلدين، تنطلق من روح الأخوة العربية، حيث يُنظر إلى دعم أي دولة عربية كجزء من دعم شامل للأمة العربية بأسرها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here