سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. في حواره مع «أفريقيا برس»، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالناصر منصور أن مصر ثابتة في دعمها لوحدة ليبيا وأمن السودان، وقال إن القاهرة ترى الجيش السوداني هو الممثل الشرعي وترفض أي دعم لميليشيات مثل قوات الدعم السريع.
وأضاف أن تحركات صدام حفتر تأتي في إطار حرص مصر على توحيد ليبيا بالتوافق الداخلي دون تدخل. وشدد على أن دور مصر في ليبيا لا يمكن انتزاعه رغم تنامي النفوذ الإماراتي والتركي، مشيرًا إلى أن مصر تحرص على تأمين حدودها ومنع التهريب والإرهاب، وتدعم التهدئة والتوافق السياسي في المنطقة.
ما دلالة اختيار صدام حفتر القاهرة كوجهة أولى في هذا التوقيت رغم التوتر المكتوم بين الجانبين؟
تحاول القاهرة أن يكون هناك تواصل مع جميع الأطراف في ليبيا، لأن ما يهم القيادة السياسية والحكومة المصرية هو أن تبقى ليبيا موحّدة، وأن يكون هناك توافق على الانتخابات الرئاسية، وأن يتحقق التوافق بين جميع الأطراف حتى لا تظهر نزعات مسلّحة كما حدث خلال السنوات الماضية بعد مقتل العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي الأسبق.
كيف يمكن قراءة عودة التنسيق العسكري بين الجيش المصري ومعسكر شرق ليبيا بعد فترة من الفتور؟
التعاون العسكري هدفه تعزيز قوة الدولة الليبية ووحدتها بعد التنسيق بين طرفي النزاع في ليبيا، فمن مصلحة مصر وحدة ليبيا والتنسيق بين جميع الأطراف.
ما حقيقة التحفّظ المصري على إدارة الملف العسكري ببرقة وما يسمى بـ«النزعة الفردية» لصدام حفتر؟
علاقة مصر بالمشير حفتر علاقة طيبة جدًا، لأنه قائد الجيش الليبي، ومصر يهمّها الجيش الليبي الوطني الذي يحافظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية. وإن كان هناك تعاون أو لقاءات مع الفصائل الأخرى، فهذا بهدف وحدة ليبيا وليس التفرقة.
إلى أي مدى يمكن أن يؤثر التعاون العسكري الجديد على أمن الحدود المشتركة ومكافحة الهجرة غير النظامية؟
التعاون بين مصر وجميع الأطراف يهدف إلى الحفاظ على الحدود المصرية الليبية، حتى لا تكون هناك هجرة غير شرعية أو تهريب أسلحة ومخدرات أو إرهابيين، خاصة الذين انتقلوا من سوريا إلى بعض المناطق في ليبيا.
ما خلفيات التنسيق بين قوات حفتر وقوات الدعم السريع السودانية، وما انعكاسه على الأمن القومي المصري؟
الحديث حول علاقة حفتر بالدعم السريع في غير محله، فهذا غير صحيح. أعتقد أن حفتر بقيادته للجيش الليبي يسهم في الحفاظ على الأراضي الليبية، وليس للدخول في نزاعات مع دول الجوار سواء مع الدعم السريع السوداني أو غيره. الجيش الليبي مشغول بالحفاظ على الأراضي الليبية، والحديث حول دعمه للدعم السريع أمر غير صحيح، لأن انشغاله الأساسي في الحفاظ على الأراضي الليبية وليس فتح جبهات أخرى مع أطراف خارج ليبيا.
كيف ترى مصر التحركات الليبية المنفردة في ملف ترسيم الحدود البحرية واستغلال الغاز بشرق المتوسط؟
موضوع استغلال الغاز في شرق المتوسط وتحرك أحد الأطراف مع جهات أخرى لترسيم الحدود، هذا أمر حدث منذ سنوات في وقت الأزمة بين مصر وتركيا. وأعتقد في الوقت الحالي أنه ليس هناك أي تحركات، وليس منطقيًا وجود تحركات في هذا الملف من الجانب الليبي حتى لا يحدث توتر، خاصة أن هناك محاولة مصرية وتقاربًا بين مصر وتركيا لوقف النزاع داخل ليبيا وتوحيد ليبيا بين شرق وغرب وشمال وجنوب، حتى تكون ليبيا قوية وموحدة تحت جيش واحد وقيادة واحدة.
ما مدى ارتباط زيارة صدام حفتر بالتطورات المتعلقة بمذكّرات التفاهم البحرية بين طرابلس وتركيا؟
مرة أخرى نؤكد أن هناك تقاربًا بين الحكومتين المصرية والتركية بعد فضح جماعة الإخوان الإرهابية ومعرفة نواياها باستغلال تركيا وجهات أخرى للزج بها في نزاعات مع مصر. أعتقد أن هناك توافقًا مصريًا تركيًا بشأن الملف الليبي، وهناك بعض اللقاءات سواء كانت علنية أو سرية، والهدف منها هو وحدة الأراضي الليبية والقضاء على الخلافات بين مصر وتركيا، ثم حل مشكلة ليبيا الداخلية من خلال وجود توافق بين جميع الأطراف حتى تعود ليبيا موحدة بدون تقسيم.
كيف يمكن أن تؤثر زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى ليبيا على موقف القاهرة من اتفاقيات شرق المتوسط؟
الزيارات الخارجية لوزير خارجية اليونان إلى ليبيا ليست ردًّا على التوافق بين مصر وتركيا. فالعلاقة بين مصر واليونان علاقة استراتيجية، وكذلك مع قبرص. وفتح علاقات طيبة مع تركيا لا يعني أن ذلك سيكون على حساب العلاقة المصرية اليونانية. أما زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى ليبيا فليست ضد الموقف المصري، لأن موقف مصر واضح وصريح، وهو العمل على تحقيق التهدئة داخل ليبيا. وتحاول مصر بقدر الإمكان إيجاد حل بين جميع الأطراف، سواء في شرق المتوسط أو بين تركيا واليونان وقبرص، والزيارة طبيعية وليست ردًّا على التقارب المصري التركي.
هل تمثّل تحرّكات صدام حفتر خطوة نحو تحضير لخلافة والده على رأس المؤسسة العسكرية شرق ليبيا؟
المؤسسة العسكرية الليبية تُدار بالتوافق داخل هذه المؤسسة، وليس بأن يكون هناك تدخل مصري في الشأن الليبي. وكل ما يهم مصر هو توحيد ليبيا واستقرارها، وأن يتم طرد الإرهابيين من الأراضي الليبية، وأن يكون هناك توافق داخلي حتى تعود ليبيا دولة واحدة تحفظ أمنها واستقرارها. فمصر تريد أن يكون هناك توافق بين جميع الأطراف من خلال توافق ليبي-ليبي.
كيف ينعكس تنامي النفوذ الإماراتي والتركي في ليبيا على حساب الدور المصري، وكيف تستعد القاهرة للرد؟
دخول الإمارات وتركيا في ليبيا لا يكون على حساب مصر، فالليبيون يعرفون جيدًا دور مصر، وكذلك الأتراك والإماراتيون يعرفون دور مصر في ليبيا. ولا يمكن أن يُنتزع دور مصر من ليبيا، فمصر وليبيا دولتان جارتان، ولابد أن يكون هناك تعاون مشترك وحفاظ على الأمن الحدودي حتى لا يكون هناك تهريب مخدرات أو إرهابيين أو أسلحة أو هجرة غير شرعية. وأعتقد أن الدور الإماراتي والتركي يمكن أن يكون لدعم الاقتصاد الليبي من خلال مشروعات اقتصادية تُنفّذ داخل ليبيا، لكن كل ذلك لا يكون على حساب الدور المصري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس
