سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. في إطار توقيع مصر وشركة شيفرون الأميركية، مذكرة تفاهم للتعاون في أنشطة نقل وإستيراد وإسالة وتصدير غاز شرق المتوسط، وتطوير البنية التحتية اللازمة لتمكين نقل الغاز المتاح من منطقة شرق المتوسط إلى مصر تطرح العديد من التساؤلات حول أهمية تلك الإتفاقية لمصر، وعن الدعم الأمريكي لإسرائيل من خلال التواجد في منطقة شرق المتوسط ، ويجيب عن تلك التساؤلات الكاتب الصحفي والمحلل الإقتصادي دكتور عبد النبي عبد المطلب في الحوار الصحفي التالي:
على الرغم من التوتر في العلاقات المصرية الأمريكية بسبب توطيد العلاقات بين القاهرة وموسكو فكيف تنظر لتوقيع مذكرة تفاهم بين مصر وشركة أميركية للاستثمار في غاز شرق المتوسط ؟
موضوع الغاز الطبيعي موضوع مختلف في ظل الظروف الحالية، يمكن أن نعتبره ملفا دوليا، وحول اتفاق مصر مع بعض الشركات الأجنبية لتصدير الغاز فمصر لديها اتفاق مع إسرائيل باستيراد كميات معينة من الغاز، صحيح البعض يقول إن هذا الغاز تستورده شركات مصرية خاصة، ولا تستورده الدولة المصرية بشكل مباشر، لكن هذا لا يمنع أن هناك اتفاقا لاستيراد الغاز الإسرائيلي، ثم إعادة تسييله ثم تصديره، أي كانت جهة التصدير سواء إلى أوروبا أو أمريكا أو منطقة الشرق الأوسط، فأنا في إعتقادي أن هذا الأمر لا يختلف كثيرا، ومن هنا فأنا لا أجد أي مشكلة أو أي تعارض لمصالح مصر في توقيع هذا الاتفاق مع بعض الشركات الأمريكية.
هل تعتقد أن واشنطن ستدخل الصراع على الغاز الطبيعي في شرق المتوسط ، ولمصلحة من؟
أنا أعتقد أن واشنطن لن تدخل أي صراعات في منطقة الشرق الأوسط، أي شكل من أشكال الصراعات، ولكن بالتأكيد هي لها مصالح كبيرة جدا في منطقة الشرق الأوسط ولذلك ربما ستسعى لزيادة التعاون مع دول الشرق الأوسط، وأيضا زيادة التعاون مع المملكة العربية السعودية و مصر والإمارات للحفاظ على مصالحها، وربما سيكون للإدارة الأمريكية منهجا جديداً من خلال الدعم الاقتصادي، أو تحفيز نمو العلاقات الاقتصادية مع دول منطقة الشرق الأوسط، أما عن التدخل كما كان سابقا من خلال الضغوط الأمريكية أو التواجد العسكري فأعتقد أن هذا غير وارد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وأنا أعتقد أن تلك السياسية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية حاليا.
هل تستفيد إسرائيل من الحضور الأمريكي من خلال تعزيز سلطتها في الاستحواذ على الطاقة في شرق المتوسط ؟بالتأكيد إسرائيل هي المستفيد الأكبر من ملف الغاز أو ملف التعاون في مجال الغاز في منطقة الشرق الأوسط، الوجود الأمريكي بالتأكيد سيدعم إسرائيل، فالوجود الأمريكي في أي مكان داعم لإسرائيل، لكن نستطيع أن نقول إن هذا الدور حتى وإن كان دورا داعما، فإنه ليس مؤثرا بشكل كبير جدا، فإسرائيل أصبحت لديها علاقات قوية جدا مع الكثير من دول الجوار، وصفقة الغاز الموجودة مع مصر ولدت مجموعة من المصالح التي يصعب كسرها وصعب أن يكون هناك مشاكل تؤثر على تلك العلاقات، أيضا أصبح لإسرائيل علاقات قوية مع الإمارات وبشكل رسمي. وهناك حديث عن التعاون، فأنا في إعتقادي أن الحضور الأمريكي داعم، وأنا لا أنفي ذلك لكنه ليس بشكل مؤثر كما كان في السابق.
هل تعتقد أن توقيع تلك الاتفاقية المصرية الأمريكية هي خطوة من القاهرة لتحقيق توازن في العلاقات المصرية الخارجية بين واشنطن وموسكو؟
ربما يكون هناك سعي مصري لإحداث نوع من التوازن في العلاقات بينها وبين واشنطن من جهة و روسيا من جهة أخرى، لكن كما سبق التأكيد ملف الغاز أصبح ملف هام جدا على المستوى العالمي، و التعاملات فيه تخضع للمصالح، ومن هنا فأنا في إعتقادي أن توقيع الإتفاق الأخير هو خطوة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل توفير الغاز، على الأقل لحلفائها في أوروبا، ولا يجعلهم ذلك تحت رحمة الغاز الروسي مرة أخرى، فعدم قدرة دول أوروبا على الإستغناء عن الغاز الروسي أدى إلى إرتفاع نسب التضخم ومشاكل إقتصادية في أوروبا، تم تصديرها إلى الاقتصاد الأمريكي، وكما شهدنا كان هناك معاناة ومشاكل داخل الاقتصاد الأمريكي، بل وصل الأمر إلى مشاكل على المواطن الأمريكي نفسه.
ما مصلحة مصر من توقيع تلك الاتفاقية وكيف سينعكس عليها اقتصاديا؟
كل إتفاق يكون هدفه أو نتيجته زيادة الصادرات المصرية، أو تقليل الواردات من الخارج أو جعل مصر مركزا مهما لتداول الحبوب أو لتداول النفط أو الغاز، وأي إتفاق يخدم تلك المجالات هو بالتأكيد يصب في مصلحة مصر، و تنشيط حركة التجارة في الغاز من خلال الإتفاقيات الأخيرة بالتأكيد سيؤدي إلى تنشيط الإقتصاد المصري، وربما تنشيط مناطق بعينها، إذا تم إتخاذ إجراءات حقيقية في مجال دفع مصر إلى أن تكون مركزا عالميا لتداول الغاز، فأنا في إعتقادي أن هذا سيحتاج إلى بناء موانئ بشكل جيد، ووجود تجهيزات معينة، وهذا سيرفع كفاءة بعض الموانئ المصرية، وأيضا سيؤدي إلى نوع من النشاط الإقتصادي في هذه المناطق، ممكن أن ينعكس على باقي الإقتصاد المصري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس