خبير مصري حول الحرب في أوكرانيا: مصر واقعة بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو

32
خبير مصري حول الحرب في أوكرانيا: مصر واقعة بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أوضحت الخارجية المصرية، في بيان لها، حيثيات موقفها المؤيد لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مؤكدة رفضها منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي المتعدد الأطراف، من منطلق التجارب السابقة، والتي كان لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة.

وأكدت ضرورة غضّ الطرف عن بحث جذور ومسببات الأزمة الراهنة، والتعامل معها بما يضمن نزع فتيل الأزمة، وتحقيق الأمن والإستقرار، داعية جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية الواجبة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل محتاج، دون أي تمييز، مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسيابية عبر الحدود، وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع تحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:

عادل الدندراوي، كاتب الصحفي ومحلل السياسي

أكدت مصر رفضها منهج توظيف العقوبات الاقتصادية على روسيا خارج إطار آليات النظام الدولي المبني على تعدد الأقطاب، كيف تقيم هذا الموقف؟
العقوبات الاقتصادية على روسيا تمثل تقييما واضحا وكبيرا لمدى التأثير والتأثر الخاص بالعلاقات الدولية، بمعنى أن مصر واقعة بين المطرقة والسندان، أي مطرقة العلاقات الدولية مع الولايات المتحدة الأمريكية كدولة كبرى تحارب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبين سندان العلاقات الدولية الخاصة بين مصر وروسيا، واعتماد الإقتصاد المصري بشكل كبير على القمح والسلع الأساسية، وهذا يؤثر على الإقتصاد المحلي وإرتفاع الأسعار، وبالتالي تقييمي لهذا الموقف يأتي في إطار العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، وهو ما يتخذ خطا محايداً تقريبا، لكنه إلى حد كبير يمكن أن يؤثر على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

هل يمكن أن يؤثر هذا الموقف على العلاقات المصرية الأمريكية بما يدفع واشنطن إلى خفض مساعداتها لمصر؟
الموقف المصري من الحرب الروسية الأوكرانية يؤثر على العلاقات المصرية الأمريكية، وهو ما يتضح جاليا في تغيير بعض المسارات الدولية الخاصة من الموقف داخل إطار الأمم المتحدة، فبعض الدول امتنعت في البداية عن التصويت، ثم إتخذت مع الضغوط الأمريكية موقفا يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يسبب هذا الوضع تأثيرا على العلاقات المصرية الأمريكية، إذا ما أتخذت القاهرة موقفا مؤيدا تاما للغزو الروسي على أوكرانيا، وهو ما بدى جليا في الأيام الأخيرة من خلال إتخاذ موقف محايد، وإذا ما قامت مصر بإدانة الموقف الروسي فإن ذلك سيخفف من الضغط الأمريكي على مصر.

هناك من يرى أن الموقف المصري هدفه دفع واشنطن باتجاه فتح تعاون أكبر مع القاهرة فيما يتعلق بالمساعدات أو بحل ملفات عالقة على غرار سد النهضة؟
الولايات المتحده الأمريكية من مصلحتها أن تكون القاهرة وبعض دول الشرق الأوسط بجانب موقفها ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي هذا يفتح مجالا جديد للعلاقات المصرية الأمريكية، وهذا يعني تعاون أكبر، ولكن هناك حذر شديد من هذا التوجه إذ إن الضغوط الروسية هي ضغوط واضحة على العلاقات الدولية مع بعض الدول العربية والشرق الأوسط، وبالتالي هناك خط شديد الحساسية في الحرب الأوكرانية الروسية.

إقتصاديا كيف ستتأثر مصر بالأزمة الروسية الأوكرانية، خاصة وأن العالم يشهد ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية والطاقة وتراجع أسهم البورصات العالمية؟
بالفعل مصر تأثرت حتى الآن تأثراً بالغا بالحرب الروسية الأوكرانية، وشهدت الأسواق المحلية إرتفاعا كبيراً في أسعار السلع الغذائية والطاقة والوقود والخبز، وهناك حالة من التراجع في البورصات العالمية، ولكن كما يقول المثل “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فهناك بعض الدول المنتجة للبترول شهدت إنتعاشا إقتصاديا مع إرتفاع سعر برميل البترول وترواح سعره اليوم تحديدا بين 124 و 138 دولارا للبرميل، وهو ما يمثل خطا متباينا للموقف الدولي من هذه الحرب، إذا ما تم النظر إلى الإنتعاشة الإقتصادية لكل دولة على حدى، ولكن في إطار الحرب المقروءة ينبغي على الدول أن تدين الحرب، وتدفع باتجاه محادثات سلام تمنع زيادة أعداد اللاجئين الأوكرانين للدول المجاورة، وبالتالي محاولة إنقاذ الإقتصاد العالمي من الركود الشديد، حيث تم تسجيل خسارة أكثر من تريليون دولار بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا.

على ما يبدو الحرب في أوكرانيا سوف تترك تأثيرها على الكثير من الملفات السياسية والأمنية في المنطقة وأفريقيا حيث التنافس الروسي الأمريكي أو الروسي الفرنسي، كيف ترى وضع المنطقة في المرحلة المقبلة؟
اذا ما استمرت الحرب في أوكرانيا أو احتلت روسيا العاصمة الأوكرانية، سيكون هناك تداعيات خطيرة جدا على الملفات السياسية والأمنية في المنطقة وقارة أفريقيا، حيث التنافس الروسي الأمريكي والتنافس الروسي الفرنسي والتنافس الأمريكي الصيني على قارة أفريقيا، و بالإضافة إلى كامل الملفات السياسية والأمنية؛ إذا استمرت تلك الحرب لشهر مايو المقبل، ووضع المنطقة سيكون وضعا حرجا للغاية على كافة المستويات الأمنية والسياسية والإقتصادية بشكل خاص.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here