ماذا وراء التودد التركي لمصر؟

18
تركيا ومصر

افريقيا برسمصر. في حوار خاص لموقع أفريقيا برس تحدث لنا الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يحيى علي حول التغيير الحاصل في السياسة التركية تجاه مصر وأسبابه بعد الرسائل التي بعثت بها أنقرة على لسان أكثر من مسؤول الى السلطات المصرية ورغبتها بطي صفحة الماضي واعادة المياه الى مجاريها.

حوار : سحر جمال

شهدنا خلال الأيام الأخيرة تصريحات متسارعة من قبل المسؤولين السياسيين والعسكريين الأتراك للمسؤولين المصريين ورغبة تركية بتحسين العلاقات مع مصر ، كيف تنظرون الى هذه المواقف؟

السياسة الخارجية المصرية لها ثوابت راسخة لا تتغير في جميع التعاملات مع جميع دول العالم بأسره وليس دول المنطقة او دول الجوار. ثوابت السياسة المصرية تقوم على عدم التدخل في شؤون الآخرين, عدم التطاول على اي دولة ,كل دولة لها استقلاليتها ,الاحترام المتبادل. هذه الشروط ثابتة في السياسة المصرية تتعامل بها مع جميع الدول اذا دولة تجاوزت او خالفت هذه الشروط بالطبع يحدث معها نوع من الجفاء والمقاطعة الدبلوماسية. لكن الدولة التي تستجيب للشروط المصرية على السعة والرحب لاعادة التعامل الدبلوماسي واعادة العلاقات معها اذا استجابت للشروط وثوابت السياسة الخارجية المصرية والتحول في السياسة التركية تجاه مصر يأتي استجابة للشروط المصرية من خلال الاتجاه نحو اغلاق القنوات التي دأبت على مهاجمة مصر بلا أي داعي يحيها بعض المحكوم عليهم قضائيا من الجانب المصري وتعمدها التدخل في الشأن الليبي واحتضان تركيا وتمويلها للمليشيات الارهابية كل هذه الامور التي تقوض استقرار المنطقة كانت ضد ثوابت السياسة المصرية ومصر عندما وضعت هذه الشروط ليس لتركيا فقط وانما لجميع دول العالم التي تتعامل معها في جميع قضايا المنطقة وأنا أري أن الجانب التركي بدأ في الاستجابة وتنفيذ بعض الشروط اذا فلا مانع في اعادة العلاقات بين مصر وتركيا فما حدث هو نوع من العودة الى الحق من الجانب التركي تجاه السياسة الخارجية المصرية.

هناك حديث لارسال وفد برلماني تركي الى مصر لاستئناف العلاقات البرلمانية بين البلدين، هل تم الاتفاق على موعدها وماهي محاور البحث؟

الامور واضحة جدا وقنوات الاتصال ليست مقطوعة في حال الاستجابة لمرجعيات وثوابت السياسة المصرية فأي دولة تقوم سياستها على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شأن الآخر وعدم ايواء الارهابين وعدم ايواء المحكوم عليهم والاتجاه نحو العمل من أجل الاستقرار وتحقيق أمن المنطقة فستكون هناك العديد من قنوات التواصل لتحقيق ذلك فأي طرف سواء وفد برلماني أو سياسي يتبع تلك السياسة ويرضخ للحق وللعمل من أجل استقرار المنطقة سيجد كل الترحيب من الجانب المصري.

برأيكم ما هي أهداف تركيا من المصالحة مع مصر؟
العلاقات بين الدول بصفة عامة تقوم على المصالح المشتركة وما يحقق مصالحها فاذا كان العودة للحق وادراك تركيا أن سياستها كانت خاطئة تجاه استقرار وأمن المنطقة تجاه مصالحها المشتركة في المنطقة وعادت الى الصواب وعادت الى الحق والعدل وثوابت استقرار المنطقة فهذا يحقق المصالح التركية خاصة وأنها تضررت من تلك السياسيات السابقة وايوائها للمتطرفين وعدمم دعمها لاستقرار المنطقة أضر بمصالحها فلا ضيرعلى الاطلاق ولاضرر اذا عادت تركيا الى الاتجاه نحو تحقيق أمن واستقرار المنطقة فمن الطبيعي أن تعود العلاقات الدبلوماسية والمصالح المشتركة بينها وبين دول المنطقة.

هل أدركت تركيا أن معاداة مصر ستكون كلفته باهضة على المدى البعيد؟
اي دولة في العالم وليس تركيا تحديدا تتبع سياسة خاطئة تجاه دول الجوار أو دول المنطقة ستعيش في عزلة سياسية وستتاثر شعبيا وسياسيا واقتصاديا وانا هنا اركز على الجانب الانساني ودعم استقرار شعوب المنطقة وتركيا كدولة لابد ان تعمل في اطار السلم الاجتماعي العالمي ولابد ان تعمل على دعم واستقرار المنطقة لان العمل على عكس ذلك سينعكس عليها سلبا بكافة النواحي فما قامت به تركيا في الفترة الماضية من التدخل في الشان الليبي واحتضان الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة كل هذا أدى الى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وأثر بالسلب على الاقتصاد التركي من جهة واقتصاد المنطقة بشكل كامل فلا ضرر من اعادة تركيا لحساباتها مرة أخرى والاتجاه نحو تحسين علاقاتها بدول المنطقة ذلك سيعود بالطبع لصالح استقرار الشعوب ودعم استقرارها واقتصادها فالامن والاستقرار هو أساس رخاء الشعوب وهذا ما تطالب به مصر جميع دول العالم وليس دولة بعينيها.

هل دفع تغيير الوضع في ليبيا و انتخاب حكومة جديدة الى تغيير موقف أنقرة من القاهرة ؟
ربما هذا جزءا من العوامل لكن العامل الاساسي في تغيير السياسة التركية هو رغبتها في تحقيق مصالحها ونجاح الدعوات المصرية لتحقيق الامن والاستقرار وايقاف التدخل في شؤون المنطقة.

هل أصبحت تركيا قلقة من التعاون الخليجي، المصري اليوناني في شرق المتوسط وهل أدركت تركيا أن معاداة هذه الدول دفعها الى التحالف مع عدوتها اليونان ؟
التقارب المصري اليوناني والقبرصي ليس جديدا على الاطلاق فعلاقات مصر الخارجية لا تهدف الى تشكيل تهديد على الاطلاق ولكن السياسة التركية السابقة هي التي شكلت تهديدا كبيرا على المنطقة بشكل كبير وخاصة في شرق المتوسط من خلال تدخلها وعدم أحقيتها بهذا التدخل فانا لا ارى أن هذا التقارب المصري اليوناني يشكل خطر على تركيا وأعتقد أن تركيا أعادت حساباتها وأيقنت تماما أن ما تقوم به سيضرها ويضر بكافة دول المنطقة.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here