مصطفى مشهور لـ”أفريقيا برس”: التصرفات التركية هي السبب في الخلافات والملف الليبي هو الأهم

16
مصطفى مشهور لـ
مصطفى مشهور لـ"أفريقيا برس": التصرفات التركية هي السبب في الخلافات والملف الليبي هو الأهم

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مع إعلان القاهرة تعثر المباحثات ومساعي إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا بسبب الغضب المصري من خطوات أنقرة الأخيرة في ليبيا، يعود إلى الواجهة مجدداً سيناريو تدهور العلاقات بين البلدين و شبح الصدام الذي كاد يتحول إلى مواجهة عسكرية كارثية بينهما عقب تفاقم الخلافات والتنافس الإقليمي بين البلدين حول الملف الليبي قبل نحو عامين.

مصطفى مشهور، كاتب صحفي ومحلل سياسي

و في حواره مع أفريقيا برس أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى مشهور أن تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعة بينها وبين الجانب المصري بشأن الملف الليبي ، وبقاء القوات الأجنبية المدعومة من الجانب التركي حتى الآن هو من أهم أسباب الخلاف الراهن بين أنقرة و الدول العربية ، وصرح بأن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المباحثات في محاولة لإنهاء تلك الأزمة خاصة وأن تركيا متضررة منها أيضا بشكل كبير.

عاد التوتر مجدداً بين تركيا ومصر بسبب اتفاق الغاز و ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا ، هل هذه هي الأسباب الحقيقية أم هناك أسباب أخرى؟

تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع مصر بخصوص الملف الليبي ، مصر إنتظرت حسن النية من تركيا ، ولكن واضح أن تركيا تسعى في طريق لا يهمها فيه إلا مصلحتها وهي غير حريصة على إنهاء الخلاف الدائر حول الملف الليبي ، لذلك الموقف المصري من تركيا مؤخراً هو موقف طبيعي لما تراه من تعنت ، أو عدم مراعاة من الجانب التركي للإتفاقيات و التفاهمات و ما يحمله الشعبين من تاريخ ، و كان لابد أن يلتزم الجانب التركي بالإلتزام بما تم الإتفاق عليه.

أعلن الجانب المصري أن عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن وعدم إتخاذ إجراءات حاسمة من قبل تركيا لتحقيق هذا الهدف هو من الأمور التي عرقلت تحسن العلاقات بين القاهرة و أنقرة فكيف ترى ذلك؟

بالطبع عدم خروج القوات الأجنبية خاصة التركية من ليبيا هي من أهم البنود التي جعلت مصر تعترض بشدة ، لأن هذا كان إتفاق تم بين البلدين حول الملف الليبي ، هذا غير قانوني ولا يمكن أن يحدث الإستقرار و التفاهمات إلا بخروج كل القوات الأجنبيه من داخل ليبيا ، لأن الليبيون هم من يستطيعون حل مشاكلهم ، بوسطات مصرية أو تركية أو من قبل أي دولة في العالم ، لكن لا يمكن أن يحدث الإستقرار بوجود قوات أجنبية بمساعدة أطراف ضد أخرى.

هل تتوقع تحرك مصري يوناني ضد تركيا الآن وإلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التحرك؟

لا أعتقد أن يتم هناك تحرك ، فالتحركات المصرية اليونانية ضد تركيا هي دبلوماسية ، فيتم الشد والجذب بين الطرفين ، ولا أعتقد أن هناك تحركات ستتم في القريب العاجل إلا عندما لا يكون هناك حلول ، فيمكن أن تتقدم الدولتان مصر و اليونان من خلال مجلسة الأمن ومن خلال الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بإعتراضات ضد ما تقوم به تركيا وحثها على إنهاء كل هذه الخلافات.

خلال الفترة الماضية إتجهت تركيا لتحسين علاقاتها مع القاهرة والإمارات و السعودية فهل ما يحدث الآن هو تغير في المشهد؟

بالطبع خلال الفترة الماضية كانت تركيا قد حسنت علاقاتها مع مصر والسعودية والإمارات ، ولكن ما تفعله حاليا و عدم تنفيذ ما تم الإتفاق عليه لإنهاء الخلافات بينها وبين الجانب العربي وهذا يعتبر تغير في المشهد وعودة للخلافات ، ولكننا سنرى خلال الفترة المقبلة ما ستسفر عنه الأمور ، وأنا أعتقد أنه سيكون هناك جلسات و نقشات على المستوى الدبلوماسي بعد إعلان مصر أن تركيا لم تفي بالوعود التي قطعتها للدول العربية لحل لأزمة الليبية.

كيف تتوقع مستقبل العلاقات بين البلدين؟

دائما كانت مصر و تركيا دولتان صديقتان والشعب المصري والتركي شعبين متحابين ، و أتوقع أنه في المستقبل سوف تعود الأمور إلى طبيعتها بعد أن تزول تلك الخلافات التي يقوم بها النظام التركي ، والحكومة التركية هي من تصدر هذه الخلافات بعدم وفائها بالوعود ، لكن بعد إنهاء هذه الخلافات أعتقد أن الأوضاع ستتغير ، و مصر و تركيا شريكان في منطقة الشرق الأوسط ولهما دور كبير و هما قوتان كبيرتان ، و من الأفضل أن يعود التعاون بدلا من التناحر بسبب بعض التصرفات من الجانب التركي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here