بقلم : سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. سيطرت عدة مواضيع خلال شهر أكتوبر تشرين الأول من العام الحالي 2021 على رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتوزع طابع الاهتمام بالنسبة للمواضيع ما بين التفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي على العديد من الموضوعات والتعليقات عند المصريين خاصة على مستوى بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وبالتحديد حول مهرجان الجونة السينمائي، الذي حضره عدد كبير من الفنانين في مصر والوطن العربي، فشهدت صفحات التواصل الاجتماعي الكثير من التعليقات حول المهرجان وملابس النجوم، فكانت التعليقات بين المدح والانتقاد حول فساتين النجمات.
شهد شهر أكتوبر أيضا الكثير من الأحداث السياسية والاقتصادية التي تفاعل معها المصريون ونالت الكثير من التعليقات نعرضها لكم كالتالي:
استمرار التعنت الأثبوبي حول أزمة سد النهضة
جاء الحديث والتعليقات المصرية حول عودة مفاوضات سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي بعد سلسلة من المحاولات داخل أروقة مجلس الأمن، و إعلان الجانب المصري تمسكه بحقوقه المائية، وعدم قبول أي اعتداء على حقه في وقت تستمر فيه أثيوبيا في استخدام المرواغة كسبيل لها في القضية، خاصة مع فشل كافة المحاولات في إثناء أديس أبابا عن إتخاذ مواقف أحادية حول ملء وتشغيل سد النهضة، ورفضها أيضا التوقيع على اتفاق يمنعها ويلزمها بعدم الإضرار بالمصالح والحقوق المائية لدولتي المصب مصر والسودان.
جاءت أيضا ردود أفعال المصريين رافضة للموقف الأثيوبي والردود الأثيوبية التي وصفت بالإستفزازية، من جهة أخرى كانت هناك الكثير من ردود الأفعال الإيجابية حول المناورات والتدريبات العسكرية المصرية السودانية، فرأى كثيرون أنها جاءت تمهيدا لحراك عسكري كحل أخير لحماية الحقوق المائية في حال فشلت المفاوضات في الوصول لحل يرضي جميع الأطراف، وأعتبر مراقبون أن تلك المنارورات والتدريبات العسكرية بمثابة تحذير وتهديد غير مباشر لأثيوبيا في حال أستمرت على موقفها.
رفض مصر لوجود المرتزقة في ليبيا
على الصعيد السياسي أثارت القضية الليبية الكثير من الاهتمام بمصر، حيث ينظر المصريون إلى الأمن الليبي كجزء من الأمن المصري، خاصة مع التخوفات المصرية حول تسلل الجماعات الإرهابية والمسلحة إلى الداخل المصري عن طريق ليبيا، الأمر الذي دفع مصر نحو المطالبة بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا ورفض التدخل التركي في الشأن الليبي، كما مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من ردود الأفعال المصرية المنددة بالموقف التركي تجاه القضية الليبية والمطالبة بسحب القوات التركية من الداخل الليبي، واصفة هذا التدخل بالطامع في الثروات الليبية.
وفي وقت سابق شهدت منصات التواصل الاجتماعي الكثير من التصريحات التركية التي أثارت الجدل في مصر، خاصة بعد مشاركة مصر في قمة المتوسط مع قبرص واليونان وعدم توجيه دعوة لتركيا، لتحدث انتكاسة جديدة في العلاقات المصرية التركية بعد الحديث كثيرا عن تحسن في العلاقات بين البلدين، لكن السياسة التركية في المضي شروط المصالحة جعلت التوافق بين البلدين بعيدا كل البعد عن إمكانية حدوث أي مصالحة بين الجانبين.
الريف المصري ومبادرة حياة كريمة
أثار التطور الذي يشهده الريف المصري وإنجازات مبادرة حياة كريمة الكثير من ردود الأفعال الإيجابية في مصر، خاصة في ظل نجاح المبادرة في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين في الريف المصري الذي عاش لسنوات طويلة في الفقر والإهمال ونقص الخدمات وتدني الأوضاع المعيشية، لكن المبادرة نجحت في توفير المسكن الآمن للمواطنين وإمداد المنازل بالخدمات الأساسية والصرف الصحي، كما شهد الريف الكثير من التطور الإجتماعي والتعليمي من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية، إضافة لتوفير فرص العمل ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي لاقى ترحيبا شعبيا كبيرا لدى المصريين.
الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
أثار هذا الموضوع اهتماما كبيرا على الساحة الإقتصادية المصرية بعد توقيع مصر والسعودية، ممثلة في الشركة السعودية للكهرباء وشركة نقل الكهرباء المصرية عقود مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، الأمر الذي لاقى ترحيبا واسعا على كافة الأصعدة المصرية وخاصة الاقتصادية نظرا لأهمية المشروع، وما يعد به من تحقيق لفكرة التكامل العربي والنمو الشامل بين الدولتين في مجال الكهرباء والطاقة، حيث يسمح المشروع لكلا البلدين بتبادل مايصل إلى 3 غيغاواط في أوقات الذروة، ما يوفر إمدادات الطاقة لأكثر من 20 مليون شخص، و لذلك لاقى هذا الأمر أيضا ترحيبا إقتصاديا وشعبيا كبيرا في مصر.
إرتفاع أسعار الوقود
أثار هذا الموضوع الكثير من التخوفات في مصر من جهة والترحيب من جهة أخرى، حيث قررت الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود للمرة الثانية خلال 3 أشهر، وأعلنت وزارة البترول المصرية زيادة أسعار الوقود، وقررت لجنة التسعير التلقائي للوقود رفع أسعار البنزين والسولار 25 قرشا، والتخوف الشعبي هنا والتعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي حملت الكثير من القلق حول تأثر السلع الغذائية والأساسية بتلك الخطوة، لكن الحكومة المصرية طمأنت الجميع بعدم تأثر السوق المصري، إضافة إلى الحملات الرقابية على السوق ضد جشع التجار أو أي زيادة قد تطبق على المواطنين.
الربط الكهربائي بين مصر واليونان وقبرص
المشروع لاقى الكثير من ردود الأفعال الإيجابية في مصر حيث يأتي المشروع في إطار التعاون المصري الدولي في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين مصر واليونان ثم مذكرة بين مصر وقبرص لإنشاء كابل بحري ستصدر مصر من خلاله فائض الكهرباء لديها إلى اليونان، باستثمارات تصل إلى 4 مليارات دولار.
ويعد المشروع جزءً من طموحات مصر لأن تصبح مركزا إقليميا للطاقة ومصدرا للطاقة الخضراء إلى أوروبا,
وستعمل المرحلة الأولى من المشروع بقيمة 2.5 مليار يورو على ربط شبكات الدول الثلاث، ومن المقرر البدء في تشغيلها بحلول ديسمبر 2023 بقدرة أولية تبلغ 1 غيغاواط. وسيتم ربط مصر بقبرص بكابل يبلغ طوله 498 كيلومترًا، ثم توصيل قبرص بجزيرة كريت اليونانية بكابل يبلغ طوله 898 كيلومترًا، ويوفر اتصالاً بشبكة الكهرباء لعموم أوروبا، ويصل عمق مد الكابلات إلى 3000 متر تحت مستوى سطح البحر في بعض المناطق بين جزيرة كريت وقبرص، لذا كان هذا المشروع محل إهتمام الكثيرين في مصر كخطوة تنطلق فيها مصر بخطوات جادة في مجال الطاقة وتصديرها إلى أوروبا.
فيروس كورونا
بالطبع مازالت الزيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا محل اهتمام الشارع المصري، خاصة مع تأثر وتضرر الاقتصاد المصري بقطاعته الرئيسية كاسياحة والصناعة والتجارة والاستثمار المباشر بشكل كبير، لذلك كان الحديث خلال أكتوبر عن حجم التأثر بالفيروس، وزيادة أعداد الإصابات بشكل كبير و أيضا حول الجهود الحكومية لمواجهة الأزمة و عودة السياحة الروسية وبدء الانتعاش مجددا، كما جرى الحديث أيضا عما تحملته الحكومة المصرية منذ بدء الأزمة وحتى الآن للصمود أمامها، وفي الشارع المصري كان الحديث حول التخوف من العودة للإغلاق خاصة مع قدوم فصل الشتاء وبدأ العام الراسي، والتخوف من زيادة أعداد الإصابات.
مهرجان الجونة

جاء الحديث بشكل واسع على منصات التواصل الإجتماعي حول مهرجان الجونة نظرا لحجم النفقات على هذا المهرجان والاهتمام بتنظيمه بشكل كبير حيث شهد حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي 2021 حضور عدد كبير من نجوم الفن في مصر والعالم العربي، ومن أبرز النجوم، الفنانة يسرا، ليلى علوي، تارا عماد، أروى جودة، مايا دياب، هند صبري، منى زكي، ورانيا يوسف.
وأطلق المهرجان دورته الخامسة، بمشاركة نحو 80 فيلما وبحضور قرابة الألف ضيف من أنحاء العالم، وكان الحديث حول إطلالات النجوم مادة دسمة لرواد منصات التواصل الاجتماعي للمدح والسخرية بشكل مبالغ فيه خاصة على الفيس بوك، فالكثيرون انتقدوا البهرجة المبالغ فيها والإطلالات الغريبة لبعض الفنانات، والبعض مدح جمال وأناقة بعض الفنانين والفنانات في المهرجان.