سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. شهدت القاهرة اجتماعا وزاريا لمصر والأردن وفلسطين حول مستجدات عملية التسوية، بهدف تبادل الرؤى والتباحث حول سبل دعم القضية الفلسطينية، ومناقشة آخر تطورات الشأن الفلسطيني حيث بحث الاجتماع السداسي على مستوى وزراء خارجية ورؤساء مخابرات كل من مصر والأردن وفلسطين، سبل تفعيل الأطر الدولية ذات الصلة بالوضع في الأراضي الفلسطينية، ومسار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية. وللمزيد من التفاصيل حول الاجتماع يتحدث إلى “أفريقيا برس” بهذا الشأن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي في الحوار الصحفي التالي:

أعلنت الخارجية المصرية عقد الاجتماع الوزاري السداسي لمصر والأردن وفلسطين، وذلك بهدف تبادل الرؤى والتباحث حول سبل دعم القضية الفلسطينية، ومناقشة آخر تطورات الشأن الفلسطيني. فما أهم نقاط المباحثات الثلاثية؟
خلال الاجتماع الأخير الذي استضافته القاهرة على مستوى وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين ورؤساء مخابرات الدول الثلاث، كانت أهم النقاط التي اجتمعوا حولها؛ متابعة مستجدات الشأن الفلسطيني والواقع على الأرض، والتنسيق حول قرارات القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة خلال سبتمبر الماضي، ومراجعة ما تحقق منها، وكذلك بحثت سبل تعزيز العلاقات بين أطراف الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك مراجعة التطورات المتعلقة بعملية السلام في المنطقة، وبحثت أيضا جهود تدعيم وحدة الصف الفلسطيني خاصة مع التوترات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية خلال تلك الفترة، والإعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، ورفض المكونات الفلسطينية لاجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ووزير الدفاع الإسرائيلي، وكل تلك الأمور تصب في ضرورة بحث سبل التهدئة الشاملة، وإعادة الإعمار في غزة، وهي من النقاط التي تشتكي منها قيادات غزة، فرغم الوعود الكثيرة لإعادة الإعمار إلا أن على الأرض لم يتم تنفيذ هذا الأمر، وكذلك بحث الاجتماع الوزاري دراسة عدد من المقترحات المستهدفة لكسر الجمود الذي تشهده عملية السلام في الوقت الراهن.
بحث الإجتماع على مستوى وزراء خارجية ورؤساء مخابرات كل من مصر والأردن وفلسطين، سبل تفعيل الأطر الدولية ذات الصلة بالوضع في الأراضي الفلسطينية، ومسار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، فكيف يمكن أن يحدث ذلك لحل الأزمة التي فشلت كافة الحلول في انهائها على مر العقود؟
الأطر الدولية المتداخلة في الشأن الفلسطيني أصبحت هامة جدا في هذه الفترة، و أصبح هناك ضرورة للخروج بنتائج عملية وجادة تختلف عن العقود السابقة، إذ أن الكثير من المجتمعات الدولية والأوروبية أصبحت توجه انتقادات علنية وواضحة للإحتلال الإسرائيلي والأسلوب الذي يتبعه داخل الأراضي المحتلة، واتهامه مباشرة بممارسة الإرهاب ضد المسجد الأقصى وقطاع غزة والمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيمكن أن نرى نتائج جادة خلال الفترة المقبلة، تستهدف تحقيق جاد في عملية السلام ولإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
لطالما كانت هناك مباحثات دولية لحل الأزمة الفلسطينية، لكنها دائما لا تصل لحل على أرض الواقع، فهل تعتقد أن هناك جدية عربية الآن في الوصول لحل يمكن تنفيذه لإنقاذ الشعب الفلسطيني؟
أعتقد أنه بالفعل هناك جدية للوصول إلى حل يمكن تنفيذه لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولكن لا نعرف إلى أي مدى يمكن أن يكون للسياسات العربية إرادة قوية ومكانة لائقة عند الطرف الإسرائيلي لتطبيق ذلك على الأرض، والسياسات العربية تسعى إلى كسب نقاط لصالحها من خلال القضية الفلسطينية والتسوية، وكذلك أيضا هذه القضية تؤرق الشعب العربي بشكل عام، والقضية الإسلامية المتمثلة في المسجد الأقصى والكيانات الدينية، ولكن من مصلحة الدول العربية الوصول إلى حل مثالي، ولكن هذا الحل ربما ينتقص من السيادة الفلسطينية وهذه هي مرحلة المساومات التي يمكن أن تظهر خلال مسيرة المفاوضات المقبلة.
مع إستمرار الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، وتأخر إعادة إعمار ما دمّرته “الحرب الرابعة” التي استهدفت البنية التحتية والأبراج والمنازل في مايو الماضي، تشير وقائع على الأرض إلى أنّ القطاع مقبل على مرحلة توتر وتصعيد، فهل تتفق مع ذلك؟
نعم، قطاع غزة يواجه حصار مستمر ومستهدفا، وربما تكون هناك سياسات غير معلنة تستهدف اللجوء إلى معركة أخيرة مع حركة حماس، ومحاولة القضاء عليها تماما، وربما هذا في ذهن القيادة الإسرائيلية، وهذا بالطبع على الجانب الآخر يوضح مدى التوترات المتصاعدة في قطاع غزة، خاصة وأن الوعود بإعادة الإعمار لم تتم، و الكثير من السياسات التهميشية لقطاع غزة قائمة، وهو ما ناقشت الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع وزير الدفاع الإسرائيلي، لضرورة لجم المستوطنين في الضفة الغربية، وضرورة إتباع سياسات جديدة ومتزنة لا ترتقى إلى حرب، وبحث الكثير من الأفكار الجديدة والعملية لنشر السلام بين فلسطين وإسرائيل.
هناك الكثير من الدول العربية قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فهل تعتقد أنه يمكن لتلك الدول لعب دور الوساطة لحل الأزمة الفلسطينية، والضغط على إسرائيل لإيقاف إنتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني؟
الدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل أعلنت صراحة أنه من بين أهداف التطبيع دعم الوساطة مع إسرائيل لخدمة القضية الفلسطينية، لكن هل هذا يحدث على الأرض؟، هذا لا يمكن تفسيره إلا بظهور نتائج حقيقية وجادة على الأرض، وهناك أيضا رفض التطبيع من قبل الكثير من الكيانات العربية، لكن على الجانب الآخر إذا تم إستغلال هذه العلاقات للضغط على إسرائيل فربما تكون تلك نقطة إيجابية، وهي من ضمن الأهداف الواضحة التي تعلنها الكثير من الدول العربية، أنها طبعت علاقاتها مع إسرائيل لخدمة القضية الفلسطينية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس