سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. ملف القضية الليبية مازال الملف الأهم على طاولة القضايا العربية والإقليمية، فمع استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة على الأراضي الليبية يستمر التوتر بالمنطقة كلها، وتحرص مصر على إعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي الليبية كجزء أساسي من أمنها القومي، فهناك تخوفات لدى القاهرة من تسلل القوات الاجنبية والمسلحة إلى الداخل المصري، لذا تسعى مصر نحو إخراج المرتزقة والأجانب من ليبيا و إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية في موعدها، وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي منير أديب في الحوار الصحفي التالي :

لجنة 5+5 تبحث ملف إخراج المرتزقة من ليبيا فكيف تتوقع أن يؤثر ذلك على مصر؟
ملف إخراج المرتزقة من ليبيا يعتبر من أهم الملفات التي تطرحها مصر على طاولة حل الأزمة الليبية، ومصر تتمسك بضرورة إخراج المرتزقة حتى تتم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مناخ يسوده الود والمنافسة في نفس الوقت، بعيدا عن وجود المرتزقة والأجانب الذين يقاتلون من أجل المال، ولتنفيذ أجندات ليست ليبية وإنما لصالح دول أخرى، ولاشك أن مصالح تلك الدول لا تتوافق مع المصالح الليبية، ولذلك إخرج هؤلاء المرتزقة قرار مصري، ومصر تدفع في هذا الإتجاه وتتفاوض على اشياء كثيرة، إلا أن ملف المرتزقة هو ملف مهم تصر القيادة السياسية المصرية على ضرورة تنفيذه، وتعمل وزارة الخارجية على محاولة إقناع الأطراف الفاعلة في الملف الليبي، بضرورة إحراز تقدم في ملف إخراج المرتزقة من ليبيا، وضرورة أن تكون المخرجات الخاصة بلجنة 5+5 تصب في هذا الإتجاه.
مع تباطؤ بعض الدول في إخراج قواتها من ليبيا كيف سيكون عليه المشهد الليبي بعد الانتخابات؟
هناك سيناريو له علاقة بعدم إخراج هؤلاء المرتزقة، في حال عدم خروجهم سوف يفسد ذلك العملية السياسية في الداخل الليبي، وهذا التباطؤ سوف يؤثر بصورة أو بأخرى على المشهد الليبي بأكمله، وليس فقط على إجراء الإنتخابات الليبية، فنحن وجدنا مجموعات مسلحة تخرج وتهدد في حال إجراء الإنتخابات بتلك الصورة بأنها سوف تتدخل، وأعلنت أنها غير راضية على إجراء الإنتخابات الليبية بتلك الصورة، وأعتقد أن المرتزقة سوف يساهمون في تعقيد المشهد وتأجيل أو عدم إجراء الإنتخابات الليبية، وهذا يهدد المشهد الليبي برمته، ويؤدي إلى تعقيد الأمور بصورة كبيرة.
تركيا صرحت فقط بأنها تسلمت خطابا من ليبيا لبحث الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية والمرتزقة دون التصريح بأي تفاصيل. أين تكمن مشكلة خروج هذه القوات من ليبيا؟
مشكلة خروج المرتزقة من ليبيا ترتبط بالدول الفاعلة في الملف الليبي سواء كانت تركيا أو روسيا من خلال إتخاذ قرار بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، وتوكل مهمة الدفاع عن ليبيا لليبين أنفسهم خاصة وأن ليبيا مقبلة على إنتخابات برلمانية ورئاسية، لذا سوف يكون هناك رأس واحد لليبيا وقيادة واحدة تتخذ القرارت وأعتقد أن كافة المرشحين أعلنوا جزء من برامجهم. وأعتقد أن رئيس ليبيا القادم سوف يجمع الليبيين على طاولة واحدة ، وسوف يأخذ البلاد نحو الأمن والإستقرار وسوف يدفع في إتجاه التنمية الحقيقية، وإذا حدث إستقرار سياسي حقيقي في الداخل الليبي فإن ذلك سوف ينعكس على الدول الأخرى.
تنتظر لجنة 5+5 جولة محادثات في موسكو، كيف تقرأ سيناريو عمل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة خاصة في ظل تفاقم الأزمة على الأراضي الليبية؟
لجنة 5+5 أجرت محادثات في تركيا ثم ذهبت إلى روسيا وهي تعمل منذ وقت طويل، وأعتقد أن هناك نقاط إتفاق وهناك نقاط إختلاف ولكنها تريد أن تصل إلى مخرجات تؤدي إلى تفكيك الوضع المعقد في المشهد السياسي الليبي، وأعتقد أنها سوف تثمر عن قرارات حقيقية، ويبقى تفعيل تلك القرارت هو الأمر الأهم من قبل الدول التي دفعت القوات الأجنبية للداخل الليبي، وأعتقد أن إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية خلال الفترة المقبلة سوف يساهم في إستقرار حقيقي في ليبيا.
كيف ترى الموقف الروسي والتركي من عملية إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وما هي نقاط الخلاف بينهما ؟
هناك تباطؤ شديد من قبل تركيا وروسيا لإخراج القوات الأجنبية والقوات المرتزقة من ليبيا، وهناك نقاط خلافية كثيرة بينهما وكل منهما لا يثق في الآخر، فضلا على أنه يريد أن يحقق مكاسب على حساب الطرف الآخر، ويريد أن تكون له اداة ضغط حقيقية في الداخل الليبي، أعتقد أن النقطة الأهم والابرز هي أن كل منهما لا يثق في الآخر، ولذلك تركيا وروسيا لهم تواجد كبير في ليبيا وكل منهما يريد مضاعفة هذا التواجد وإخراج قوات الطرف الآخر وإبقاء قواته فقط.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس