إعادة إعمار غزة.. حضور مصري يعزز الدور الإقليمي

29
صورة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أحد شوارع قطاع غزة

بقلم: سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مازالت مصر تلعب دورا مؤثرا في الشأن الفلسطيني وبما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو فيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني، وتدخلت القاهرة في أكثر من مناسبة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة أو كبح جماح عمليات الإستيطان في الضفة الغربية ورفض الإعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وعلى الأماكن المقدسة، وأخيرا برز موضوع مساهمة مصر بدور مهم في مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، وإعادة الحياة للأراضي الفلسطينية بعد الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وهو ما اعتبره البعض تمدد النفوذ المصري في المنطقة عبر بوابة الإعمار. وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

يسري عبيد – كاتب صحفي

خلال المدة الأخيرة ارتفعت صورة ضخمة للرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد شوارع غزة، مجسدة عزم القادة على استعادة دورها السياسي في القطاع المحاصر، عبر بوابة إعادة الإعمار، كيف ترى ذلك؟

دور القاهرة في قطاع غزة وخاصة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع بالتأكيد كان دورا كبيرا، الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية قامت بدور كبير في إنهاء هذا العدوان، والدليل إشادة الرئيس الأمريكي والقادة الأوروبيين بجهود مصر في المساهمة في وقف إطلاق النار، ومنع إسرائيل من إستمرارها في التعدي على المواطنين في قطاع غزة، بالإضافة إلى تبرع مصر بـ500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة،  وإعادة بناء المباني التي دمرتها الصواريخ الإسرائيلية، وبالتالي كان من واجب مواطنين قطاع غزة أن يقدموا الشكر والإمتنان للدولة المصرية ممثلة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتعبيرهم عن حبهم لمصر وشكرهم لما قامت به مصر، عن طريق وضع صور كبيرة الحجم على المباني في قطاع غزة.

أعلنت اللجنة المصرية لإعمار قطاع غزة الشهر الماضي عن طرح أولى مشاريعها في القطاع وقبل ذلك في شهر مايو أعلنت مصر عن تقديم 500 مليون دولار، لصالح إعادة إعمار قطاع غزة، هل خطة إعادة إعمار غزة ستعزز نفوذ مصر سواء عند الحدود المصرية مع غزة أو على المستوى الدولي؟

بالتأكيد الخطة التي وضعتها مصر لإعادة إعمار غزة بدأت منذ العدوان الإسرائيلي عن طريق وقف هذا العدوان أولا، ثم إدخال المعدات والعاملين والمهندسين المصريين إلى القطاع مباشرة، ومساهمتهم بسرعة كبيرة في إزالة أنقاض المباني والأبراج التي دمرتها إسرائيل،  ووضع مصر خطة لإعادة إعمار القطاع،  ومشاركة الشركات المصرية في هذا الأمر،  و بالطبع هذا يعزز النفوذ المصري داخل قطاع غزة، وسيجعل لمصر موضع قدم  داخل القطاع، وسيكون لها تأثير بشكل كبير الحياة اليومية للمواطنين في القطاع، وبالتأكيد ستكون الدولة المصرية حاضرة في القطاع، سواء قيادة قطاع غزة عن طريق حركة حماس، أو المواطنين الفلسطينيين، والدليل ان جميع جولات الحوار الفلسطيني الفلسطيني التي تجرى بين الفصائل الفلسطينية تجرى في القاهرة،  ودور مصر كبير في هذا الأمر، سواء قبل العدوان أو بعد العدوان، وبالتالي تلك الخطة تعتبر تعزيز للدور المصري في قطاع غزة.

بعد نجاح دبلوماسي مصري في تهدئة التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتعهد بتقديم 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، يرى محللون أن القاهرة تسعى إلى استعادة دورها الإقليمي الذي تراجع كثيرا منذ 2011؟

الدور المصري بعد أحداث يناير 2011 وما تبعها بالتأكيد إنخفض بشكل كبير،  وتأثير القاهرة تراجع بشكل كبير على الساحة العربية والإقليمية،  ولكن منذ حوالي 5 سنوات بدأت القاهرة تستعيد دورها من جديد، سواء في محيطها العربي أو الإقليمي، وما قامت به لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأخير أشادت به الكثير من الدول وقادة العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتأكيد هذا يعيد دور مصر الإقليمي بصفتها الشقيقة الكبرى لباقي الدول العربية، وأن لها دور مؤثر خاصة في الصراع العربي الإسرائيلي.

 هل تعهد مصر بإعادة إعمار قطاع غزة ورصد مبالغ كبيرة لذلك سيجعل صوتها مسموعا أكبر داخل القوى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة خاصة وأن حركة حماس أعلنت منذ 2017 فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين؟

بالتأكيد صوت القاهرة أصبح مسموعا لدى الفصائل الفلسطينية، الإجتماعات التي تدور بين الفصائل لمحاولة إنهاء الإنقسام الفلسطيني ومحاولة تكوين حكومة وحدة وطنية، وبحث المستقبل السياسي للدولة الفلسطينية المقبلة تجرى في القاهرة، وبالتالي الفصائل الفلسطينية تعلم تماما أن مصر هي الشقيقة الكبرى وهي الدولة الوحيدة المنوط بها حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي الراعية دائما لجميع المفاوضات التي تجرى، سواء بين الفلسطينيين أنفسهم لمحاولة إنهاء الإنقسام الداخلي، أو بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي لمحاولة تحريك القضية الفلسطينية، وبالتالي أصبح للقاهرة دور كبير وأشادت به جميع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس،  وهي تعلم تماما مدى أهمية الدور المصري بالقضية الفلسطينية.

وصف متابعون الحراك المصري الأخير مع حماس، بأنه ينسجم مع رؤية الإدارة الأميركية الراغبة في احتواء غزة، وضمان استقرار الأوضاع فيها، وعدم تدهورها نحو مواجهة جديدة من خلال تشكيل حكومة وحدة جديدة، وتحقيق تهدئة طويلة الأمد وإعادة إعمار غزة؟

بالتأكيد الإدارة الأمريكية الجديدة تنسجم مع الرؤية المصرية، فهناك خلاف كبير بين هذه الإدارة والحكومة الإسرائيلية، لأن الإدارة الأمريكية الحالية ليست ليست كإدراة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي إتخذت قرارات ضد مصالح الشعب الفلسطيني، ومنها نقل السفارة  إلى القدس، وعدم الإعتراف بالدولة الفلسطينية المقبلة، وشرعنة الإستيطان الإسرائيلي، ولكن الإدارة الحالية مختلفة تماما عن الإدارة السابقة،  فهي تريد حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتشاطر الدولة المصرية الرؤية بخصوص حل هذا الصراع، وذلك عن طريق إقامة دولة فلسطينية  وعاصمتها القدس  ودولة إسرائيلية، وبالتالي هذا ما جعل العلاقة متوترة بين حكومة بايدن والحكومة الإسرائيلية، وكل هذا ينسجم مع الدور المصري الذي يرى أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو إقامة دولتين مستقلتين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here