إعادة صياغة الوضع في “تيران وصنافير”.. هل يؤدي الى التطبيع بين السعودية وإسرائيل؟

22
إعادة صياغة الوضع في

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. بوساطة أميركية تأتي مشاورات مصرية سعودية إسرائيلية بشأن قضية تيران وصنافير وإعادة صياغة الوضع الخاص بالجزيرتين، والمرتبطة بشكل مباشر بالملاحة في مضيق تيران، الذي يعد البوابة الرئيسية لمينائي العقبة وإيلات، ويأتي ذلك في وقت طرحت فيه السعودية إستضافة القمة الأميركية العربية المقرر عقدها على هامش زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في يونيو/حزيران وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد في الحوار الصحفي التالي:

يسري عبيد – كاتب صحفي

في إطار المشاورات التي تجري بين مصر و إسرائيل والسعودية، بوساطة أميركية، من أجل إعادة صياغة الوضع الخاص بجزيرتي تيران وصنافير، لماذا يتم إعادة فتح هذا الملف مجددا ؟
أعتقد أن إثارة هذا الملف في هذا التوقيت يسبق زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للملكة العربية السعودية ربما خلال هذا الشهر، أعتقد أن هناك إتصالات كانت تجري منذ سنوات بين كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية بخصوص القوة الدولية المنتشرة على الجزيرتين، حيث كانت تيران وصنافير تابعة للحكومة المصرية، وبموجب إتفاق “السلام” الذي تم بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحن بيجن تم نشر قوة دولية في هاتين الجزيرتين، وبالتالي عندما انتقلت الملكية للمملكة العربية السعودية، كان لا بد من تسوية مسألة القوة الدولية المنتشرة في الجزيرتين، لأن السعودية تريد أن تتمتع هاتين الجزيرتين بخصوصية بالنسبة لأمنها القومي، وبالتالي هي تريد جنودا سعوديين في الجزيرتين، وإسرائيل لا توافق على هذا حتى الآن، وجرت إتصالات بين الطرفين، لمحاولة معالجة هذه المسألة، والولايات المتحدة الأمريكية تضغط في هذا التوقيت لإبرام إتفاق سريع قبل وصول جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية خلال هذا الشهر، كي يحسب لهذه الإدارة أنها سارعت في إنجاز إتفاق سلام بين كل من مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، مثلما أنجزت الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب إتفاقيات بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية.

هل تأتي تلك المباحثات في إطار توطيد العلاقات المصرية السعودية التي نشهدها حاليا في كافة المجالات وهل نمو العلاقات سيسهم في الوصول إلى إتفاق سريع؟
العلاقات بين مصر والسعودية علاقات جيدة للغاية، علاقات ممتدة إلى عشرات السنين، ولكن هذه المسألة بالذات ليست خاصة بين مصر والسعودية، هذه المسألة تمت تسويتها من أكثر من خمس سنوات بين البلدين، ولكن هناك طرف ثالث لا بد أن يوافق على هذه المسألة وهو إسرائيل، التي كانت وقعت إتفاقية مع مصر بخصوص نشر القوات الدولية في الجزيرتين، وهذه المسألة لا تخص السعودية ومصر فقط، ولكن لا بد من موافقة إسرائيل على إعادة انتشار القوات في هاتين الجزيرتين، وإحلال قوات سعودية محل القوات الدولية، وأعتقد أن العلاقات المصرية السعودية علاقات جيدة، و يتبقى الإتفاق بين السعودية وإسرائيل حول تلك المسألة، وهناك ضغوط أمريكية حاليا على المملكة العربية السعودية للقبول بهذا الأمر، ولكن هناك توتر شديد بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص المطالبات الأمريكية للرياض بزيادة إنتاج النفط، ورفض السعودية لهذا الأمر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأعتقد أن هناك محاولات أمريكية لإحداث تسوية بين السعودية ومصر وإسرائيل، لإنجاز هذا الملف وهو انتقال جزيرتي تيران وصنافير إلى الحكومة السعودية.

لماذا تلعب واشنطن دور الوساطة في تلك القضية وما مصلحتها في ذلك؟
تلعب واشنطن دور الوساطة في هذا الأمر لأنها الدولة الوحيدة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الأطراف الثلاث مصر والسعودية وإسرائيل، بالإضافة إلى أنها الضامن الأمني لإسرائيل، والحليف الأكبر لتل أبيب في العالم، وبالتالي فهي ترعى الإتفاقيات التي حدثت خلال أيام الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحن بيجن، والإتفاقيات وقتها وقعت برعاية أمريكية وبالتالي كانت واشنطن شاهدة على الإتفاق بنشر القوات الدولية في تيران وصنافير، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من السعودية ومصر وإسرائيل، ولذلك فهي تضغط بشدة لتحقيق الإتفاق  في أسرع وقت ممكن.

يرى البعض أن انعقاد القمة المرتقبة في السعودية  سيكون بداية مرحلة جديدة في العلاقات ما بين واشنطن والمملكة التي وصفها بايدن في تصريحات سابقة بأنها منبوذة، وبلا قيمة اجتماعية فهل تتفق مع ذلك؟
بالتأكيد القمة المقبلة المرتقبة بين جو بايدن الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تأتي في توقيت مهم وحساس للغاية، لأن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية متوترة جدا في هذا التوقيت، بسبب المطالبات الأمريكية للسعودية بزيادة إنتاج النفط، لتعويض النفط  الروسي، بسبب العقوبات التي تم فرضها من الغرب وأمريكا على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، بالإضافة إلى قضية مقتل خاشقجي التي تثيرها الإدارة الديمقراطية لجو بايدن بين حين وآخر، ورأينا التصريح الأخير من المتحدثة باسم البيت الأبيض، بأن السعودية في نظر الرئيس الأمريكي دولة منبوذة، ويجب أن تعاقب على ما فعلته بجمال خاشقجي، وبالتالي هذا يؤثر كثيرا على العلاقات بين البلدين في هذا التوقيت، وأعتقد أن زيارة جو بايدن ربما لن تكون زيارة ودية، ولكن ستحمل توتر شديدا بين البلدين، خاصة بعد التصريحات الأخيرة من البيت الأبيض، كل هذا سينعكس على اللقاء بين قيادة البلدين، وبالتأكيد كان هناك إجتماع بين وزير الخارجية الروسي ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، كل هذه الأمور ترسل رسائل لواشنطن بأن العلاقات بين روسيا ودول الخليج قوية، وأن المملكة العربية السعودية ترفض إنتاج النفط لتعويض النفط الروسي، وبالتالي الحفاظ على الأسعار في الأسواق بشكل كبير.

هل وجود السعودية وإسرائيل في تلك المباحثات سيسهم في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية بشكل كامل؟
أعتقد أن مسألة تطبيع العلاقات بين السعودية و إسرائيل مستبعدة في الوقت الحالي، السعودية متمسكة بمبادرة السلام العربية التي أعلنها الملك عبدالله في عام 2002 في بيروت، وهي الأرض مقابل السلام، يعني أن تعود الأراضي الفلسطينية من الإحتلال الإسرائيلي مقابل أن توافق الدول العربية على عقد تطبيع وسلام مع إسرائيل، وهذا ما ترفضه إسرائيل حتى الآن، وبالتالي أعتقد أن المملكة العربية السعودية ما زالت متمسكة بهذه المبادرة حتى الآن. المملكة العربية السعودية لم تقم بتوقيع إتفاقيات سلام كما فعلت الإمارت والبحرين خلال الرئاسة السابقة لدونالد ترامب، وبالتالي فإن مسألة تطبيع العلاقات كاملة بين السعودية وإسرائيل غير واردة على الإطلاق، ربما تجري بعض التفاهمات وبعض الإتصالات بشكل سري، بسبب بعض الملفات الموجودة في المنطقة مثل الملف الإيراني، وأعتقد أن هناك تنسيق بين السعودية و إسرائيل في هذا الملف بالذات، ولكن كل هذا لا يؤشر إلى وجود عمليات تطبيع أو عقد إتفاقيات سلام بين الجانبين خلال الوقت الراهن.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here