اجتماعات ليبية على الأراضي المصرية

29

حوار: سحر جمال

أفريقيا برسمصر. يستمر الدعم المصري للقضية الليبية حيث استقبلت القاهرة اجتماعات جديدة محورها الشأن الليبي وتوطيد العلاقات بين البلدين وإيجاد سبل لحل الأزمة الليبية حيث شهدت مصر أعمال اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة الحادية عشر، على مستوى الخبراء، تنعقد بهدف بحث سُبُل تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، في ضوء العلاقات التاريخية والإمكانات المتاحة لتطوير العلاقات في المجالات كافة، واهتمام القيادة السياسية بدعم جهود التنمية في دولة ليبيا واستقرارها.

كما شارك في الاجتماع ممثلو جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والشركة القابضة للكهرباء، وغيرهم من ممثلي الجهات الوطنية والقطاع الخاص.

ويرأس الوفد الليبي وزارة الاقتصاد والتجارة، بمشاركة ممثلي وزارات المواصلات والإسكان والخارجية والتعاون الدولي والتخطيط والشؤون الاقتصادية والداخلية والثقافة والتنمية المعرفية والمالية والخدمة المدنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتعليم التقني والفني والزراعة والثروة البحرية والرياضة والعمل والتاهيل وممثلي الشركة العامة للكهرباء والشركة القابضة للاتصالات.

وخلال اجتماعات الخبراء، بحث الجانبان آليات تطوير العلاقات بين البلدين، وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك، وتبادل الخبرات في مجالات الترويج للاستثمار ودراسة الفرص الاستثمارية المتاحة، فضلا عن بحث تشكيل مجلس الأعمال المصري الليبي المشترك.

كما تباحث الخبراء من الجانبين المصري والليبي عددا من الوثائق والاتفاقات المقترح التوقيع عليها خلال أعمال اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين.

وتأتي اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة، تتويجاً للجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، لتعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، و استكمالا للدعم المصري للقضية الليبية والوقوف ضد التدخلات الخارجية الطامعة بالثروات الليبية وللدخول أكثر في تفاصيل هذه الاجتماعات أجرت “أفريقيا برس” حواراً مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يسري عبيد:

يسري عبيد – كاتب صحفي ومحلل السياسي

كيف ترى دعم مصر للقضية الليبية وما أبرز الخطوات التي سعت مصر من خلالها لتحقيق ذلك؟

دعم مصر للقضية الليبية مستمر منذ فترة طويلة قبل الإطاحة بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي وأبرز الخطوات التي سعت مصر من خلالها لتحقيق ذلك هي الطالبة دائما بالحفاظ على وحدة ليبيا واستقرار ليبيا والخط الأحمر الذي وضعته مصر سرت الجفرة لمنع التدخل التركي في شؤون ليبيا ومحاولة السيطرة على الثروات الليبية ودعم ليبيا في المحافل الدولية لكي تحافظ على استقرارها ووحدتها وتحقيق تماسك مؤسساتها والمطالبة دائما بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية والدعم الذي تقدمه مصر لليبيا في جميع المحافل الدولية بالإضافة إلى الدعم الأقتصادي واللوجيستي للدولة الليبية


من هي الجهات التي ترفض مصر تدخلها بالشأن الليبي وما هدف تلك الجهات تحديداً من هذا التدخل؟
الجهات التي ترفض مصر تدخلها في الشأن الليبي هي الجهات الخارجية وعلى رأسها تركيا فمصر ترفض التدخل التركي في الشأن الليبي وتطالب بإخراج القوات التركية من ليبيا وأيضا تطالب بخروج القوات المرتزقة الأجانب الذين يحتلون الغرب الليبي والعاصمة الليبية طرابلس وبالتالي مصر تطالب دائما وأبدا بإخراج هذه القوات لكي تحافظ ليبيا على استقلالها ووحدتها بعيدا عن أي تدخلات خارجية.


كيف سعت القاهرة لتوحيد الجيش الوطني الليبي وما أهمية هذه الخطوة؟
سعت مصر لتوحيد الجيش الوطني الليبي عن طريق استضافة العديد من الإجتماعات والعديد من اللقاءات بين المؤسسة العسكرية والجيش الوطني الليبي وبعض الممثلين عن المؤسسة العسكرية في الغرب الليبي واستضافت الكثير من الإجتماعات خلال الفترة الماضية وطالبت بأن تتوحد المؤسسة العسكرية الليبية لأنها الوحيدة القادرة على الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه المؤسسة العسكرية المصرية للقوات الليبية سواء أكان دعماً عسكرياً أو لوجيستياً او من خلال تقديم خبرات عسكرية للجيش الوطني الليبي


ما أهمية اجتماع اللجنة العليا الليبية المشتركة الذي عقد في مصر وما أهداف هذا الاجتماع؟
أهمية اجتماع اللجنة العليا الليبية المشتركة تأتي في إطار تحسين العلاقات وتطويرها بين مصر وليبيا وتحسين العلاقات التجارية وتبادل المعلومات بالاضافة إلى دعم ليبيا في هذا التوقيت الحرج وهو الاستعداد للانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل وهذه الاجتماعات تؤكد على أن مصر دائما وابدا تقف إلى جانب اشقائها في ليبيا وان مصر وليبيا تعتبران دولة واحدة لديهما حدود طويلة مشتركة والعمق الاستراتيجي لمصر هو ليبيا والعمق الاستراتيجي لليبيا هو مصر والأمن القومي للبلدين واحد وبالتالي هذه الاجتماعات مهمة في هذا التوقيت والهدف من هذا الاجتماع هو الارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بين الجانبين في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن وفي ملف إعادة إعمار ليبيا.


لماذا يعد استقرار ليبيا جزءً هاماً من أولويات مصر وكيف سيؤثر عدم استقرار ليبيا سلبا على مصر؟
بالتأكيد استقرار ليبيا يعد جزءً هاماً من أولويات الدولة المصرية لأن هذا الاستقرار يعني تأمين الحدود الغربية لمصر وعدم وجود أي جماعات أو تنظيمات إرهابية داخل دولة مجاورة تعمل على  تهديد الأمن القومي المصري من الناحية الغربية وبالتالي مصر دائما تعمل على هذا الاستقرار وتدعمه وترفض أي تدخل خارجي او وجود أي قوات مرتزقة تهدده، وتؤثر على الأمن القومي المصري عن طريق ما يحدث في ليبيا، وبالتالي أي آثار سلبية أو اي عدم استقرار في ليبيا سيؤثر سلباً على  الأمن المصري لأن العمق الإستراتيجي المصري هو ليبيا وبالتالي أي تهديد يأتي الي مصر من ليبيا بالتأكيد سيؤثر على أمن الدولة المصرية وعلى خطط وأولويات السياسية الخارجية المصرية خلال الفترة المقبلة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here