الذكرى السادسة لاغتيال محمد رضا

10
وعدت والدته بأخذ حق ابنها
وعدت والدته بأخذ حق ابنها

مرت الذكرى السادسة لاغتيال الطالب المصري، محمد رضا، داخل كلية الهندسة في جامعة القاهرة برصاص وزارة الداخلية المصرية، ولم يحاكم المتهم بقتله إلى اليوم رغم وجود صور ومقاطع فيديو عدة تظهر صورته بوضوح.

رحل الطالب محمد رضا ذو التسعة عشر ربيعًا بعد أن التحق بالفرقة الأولى بكلية الهندسة قسم “باور كهرباء”، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، برصاص أفراد الشرطة التي كانت تفض مظاهرة مناهضة للانقلاب، فأصابته بثلاث طلقات في الظهر والصدر والحوض.

وشهد العام الدراسي 2013/2014، 18 حالة وفاة لطلاب داخل أسوار الجامعة، بينما شهد العام الدراسي 2014/2015 حالتي وفاة، بحسب حصر مؤسسة حرية الفكر والتعبير – منظمة مجتمع مدني مصرية -.

أٌغلقت قضية مقتل الطالب، محمد رضا، بعدما قررت فيها نيابة جنوب الجيزة حفظ التحقيقات؛ بحجة عدم التوصل إلى هوية المتهمين بالقتل.إذ قالت النيابة في التحقيقات، إن تقارير الطب الشرعي أكدت إصابة رضا بطلقات من خرطوش من على بعد ثمانية أمتار وأخرى من على بعد أربعة أمتار، مشيرة إلى أن الإصابة بالخرطوش جاءت من داخل الكلية وليس من خارجها، ولذلك حفظت التحقيقات، ما يوحي بتبرئتها ساحة قوات الشرطة.

وعلى الرغم من اتهام رئيس جامعة القاهرة آنذاك، جابر نصار، للشرطة بقتل رضا، وتشكيل لجنة ضمت أعضاء بهيئة التدريس ومستشارين قانونيين بالجامعة، لجمع الأدلة وتلقي الشهادات حول الأمر وإرسال تقرير اللجنة باسم الجامعة للنيابة العامة، فضلا عن تقديم فاتن المغازي، والدة محمد رضا، ومحاميها أدلة تثبت تورط الشرطة في مقتله؛ إلا أن النيابة قررت – بعد أكثر من عامين – حفظ التحقيقات في القضية وإغلاقها.

وأحيت والدة رضا، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الذكرى السادسة لرحيل ابنها بكتابة “انهار ده الذكرى السادسة لابني الشهيد محمد رضا طالب هندسة القاهرة الذي قتل داخل كلية هندسة والباب مقفول عليهم ومن دون مظاهرة. النهار دة يوم مختلف ليه ولحياتي كلها انهار ده بس عرفت ناس كتير على حقيقتهم حتى أقرب الناس لي الحمد لله. بما أني تعبانة من فترة لدرجة أني بقالي 3 شهور مش بقدر أروح لحبيبي الترب كل جمعة زي ما معوداه والعمر مبقاش فيه كتير، وبما أن اللجنة الأفريقية طلعت مسيسة (…) وبما أن مفيش لا أمن ولا أمان ولا حساب، وبما إني عملت أو ما عملتش حاجة مش سيبيني في حالي وبيحربوني في كل حاجة حتى لقمة عيشي، النهار دة بس قررت آخد حق ابني بطريقتي ويوم ما اتخد عشان بجيب حق ابني يبقى أكيد ده خير، مين فيكم يأمن على أولاده أو على نفسه في بيته أو الشارع أو المواصلات أو شغله، تابعوا بوستاتي اللي جيه إن شاء الله”. وأنهت والدة رضا كلماتها من دون الكشف عن كيفية أخذها لحق ابنها.

وكان تقرير اللجنة الثلاثية، التي انتدبتها النيابة العامة في القضية رقم 8272 لسنة 2013 إداري قسم الجيزة، الخاصة بمقتل الطالب محمد رضا، قد توصل إلى أن إصابة الطالب محمد رضا من الجائز حدوثها بواسطة ضارب يقف خارج أسوار كلية الهندسة، كما أكدت أن الضحية – حسب جميع المراجع العلمية – يمكنه الاحتفاظ بنشاطه البدني – على الأقل – لمدة 10 /15 ثانية، وهي مدة تسمح له بالجري من أمام البوابة الرئيسية حتى مكان سقوطه بجوار صندوق الحريق.

وكانت قوات الشرطة المتمركزة أمام بوابة كلية الهندسة بجامعة القاهرة قد أطلقت قنابل الغاز المسيّل للدموع وطلقات الخرطوش على الطلاب لتفريقهم، ووضع تقرير اللجنة الثلاثية احتمالية إصابة الضحية من قبل قوات الشرطة، بعدما تبيّن إمكانية إصابته من قبل ضارب يقف خارج أسوار الكلية.

كما جاء في نص تقرير اللجنة الثلاثية ” بعد معاينتنا لكلية الهندسة تبيّن أن المسافة بين الباب الرئيسي ونهاية الحديقة الأمامية من الجهة اليسرى المقابلة لصندوق الحريق حوالي 20 مترا، ويمكن قطع هذه المسافة جرياً بعد الإصابة المذكورة في حوالي 5/ 10 ثوان، بعكس ما جاء في رأي الطبيب الشرعي أن إصابة المجني عليه تمنعه من التحرك بعد الإصابة، فقد جانب الطبيب الشرعي الصواب؛ وأبسط دليل على ذلك هو إصابة الطالب عصام جمال الدين بإصابة قاتلة في الرقبة والصدر ومع ذلك استطاع الجري – رغم بداية تلاشي الرؤية وفقدان الوعي – لمسافة خمس وعشرين خطوة”.

كما ذكرت اللجنة الثلاثية في تقريرها المودع والمحرر في ثماني عشرة ورقة، أنها استندت في رأيها على أكثر من دليل، منها شهادة الشهود، زملاء محمد رضا، الذين شهدوا الواقعة منذ بداية الأحداث وحتى لحظة إصابة محمد رضا، بالإضافة إلى شهادة المصابين وموقع إصابة كل منهم، مع العلم أنهم مصابين بنفس نوع طلقات الخرطوش المستخرج من جثمان الضحية.

كما أوضحت اللجنة أيضا أنها استندت إلى المراجع العلمية الدولية ودراسة حالات مقارنة شبيهة بحالة محمد رضا، والتى تؤكد على قدرة المصاب بإصابات قاتلة، في حالات الضوضاء والعنف والهرج، على التحرك والاحتفاظ بنشاطه الجثماني وعدم شعوره بالإصابة القاتلة لمدة زمنية، حتى يصل إلى مرحلة الصدمة العصبية وقد تصل هذه المدة، وفقاً لطبيعة كل جسم، إلى ما بين 10 ثوان إلى ساعتين.

وقد اعتمدت اللجنة على الصور والفيديوهات المرفقة في ملف القضية، بالإضافة إلى اطلاع اللجنة على تقارير الطب الشرعي وتقرير مصلحة الأدلة الجنائية. وكذلك المعاينة التي قام بها أعضاء اللجنة لموقع الحادثة بكلية الهندسة جامعة القاهرة وحساب المسافة من مدخل البوابة الرئيسية حتى مكان سقوط محمد رضا.

الجدير بالذكر أن اللجنة الثلاثية مشكّلة من كبار أساتذة قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة القاهرة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here