الريف المصري في زمن كورونا

175

حوار: سحر جمال

افريقيا برسمصر. عاش الريف المصري لعقود طويلة في حالة من التهميش، وفيه عاش السكان تحت رحمة الفقر والإهمال والتراجع والجهل، كما حُرم المواطن الريفي خلال تلك الفترة من البنية التحتية ومن أي خدمات معيشية، فتراجعت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، ومن أراد تأمين متطلبات الحياة توجب عليه النزوح إلى المدينة تاركاً خلفه أرضه وبيته هرباً من الأوضاع الصعبة لتمر الأعوام على هذا الحال، ومنذ سنوات قليلة بدأت أعين الحكومة تتجه نحو الريف لتحسين أوضاعه من خلال سلسة من الجهود والمبادرات.  

حياة كريمة

الهدف الأساسي من مبادرةحياة كريمةهو تطوير جميع قرى الريف المصري وتم اختيار هذه القرى وفقاً لمجموعة من المعايير منها:
نسبة سكان ريف المركز من إجمالي السكان
نسبة فقراء ريف المركز من إجمالي سكان ريف المركز
القرى التي يزيد فيها الفقر عن 55%
معدلات الأميّة
الأسر التي تعيلها إناث
خدمات مياه الشرب والصرف الصحي

نسب الفقر في المحافظات

وتشمل المرحلة الأولى من المبادرة 51 مركزاً ضمن 20 محافظة وكشفت أحدث إصدارات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن نسب فقر مروعة في أكثر من 20 محافظة، وذلك على النحو التالي :
أسيوط 66.7 %
سوهاج 59.6%
الأقصر 55.3%
المنيا 54.7%
ومن بين عدد من المحافظات الحدودية نسبة الفقر فيها في الإجمال %51.5 :
البحيرة 47.7%
أسوان 46.2%
قنا  41.2%
الجيزة 34%
الإسماعيلية 32.4%
الفيوم 26.4 %
المنوفية %26
الشرقية 24.3%
الإسكندرية 21.8%
القليوبية 20.1%
كفرالشيخ 17.3%
الدقهلية 15.2%
دمياط 14.6%
الغربية 9.4%

معدلات الفقر

حوالي 64% من سكان مصر إما فقراء أو أكثر احتياجاً، الأمر الذي يستوجب بذل مزيدٍ من الجهود لتسريع الاحتواء الاقتصادي واستيعاب القوى العاملة المتنامية، مع وجود تباينات جغرافية مذهلة في معدلات الفقر، إذ تتراوح من 7% في محافظة بورسعيد إلى 66% في بعض محافظات الصعيدوبحسب ما أعلنه جهاز الإحصاء في بحث الدخل والإنفاق، لعام 2017، فإن متوسط خط الفقر المصري يبلغ 5787.9 جنيه سنويا، أو 482 جنيها شهرياً، (بما يعادل 1.8 دولار يومياً وقتها أي قبل تعويم الجنيه في نوفمبر 2016).

فيروس كورونا

ومع دخول فيروس كورونا إلى مصر تأثر الريف المصري بشكل كبير خاصة وأن معظم الأهالي يعتمدون على تصدير المنتجات الزراعية والعمل في السياحة خاصة في الأقصر وأسوان، لكن الفيروس أوقف الحياة هناك بشكل شبه كامل مع توقف حركة الطيران وإغلاق المطارات وتوقف السياحة والتجارة، ليعيش الريف المصري حالة من التوتر والخوف، وهذا ما استوجب تنفيذ المزيد من الخطط الحكومية لدعم الريف المصري.

أهداف “حياة كريمة”

يهدف مشروع تنمية الريف المصري عبر مبادرةحياة  كريمة” إلى تطوير أكثر من 4200 قرية على مدى ثلاثة سنوات، بتكلفة تزيد عن 52 مليار دولار أمريكي، بحسب تصريحات الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وتهدف هذه المبادرة الرئاسية إلى القضاء على الفقر وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي.

وتستهدف الدولة من خلال هذا المشروع القومي، أن يستفيد به نحو 58% من سكان الجمهورية، فهو أول مشروع مصري يتم تنفيذه بنسبة 100%. وتعمل مبادرة حياة كريمة على تحسين التغطية للخدمات الصحية، ورفع مستوى كفاءة وجودة مياه الشرب، وتحسين نسبة التغطية في الصرف الصحي، والتعليم، وزيادة فرص العمل، وتنفيذ خدمات لم يشهدها الريف في مصر من قبل.

وتشمل المرحلة الأولى القرى ذات نسب الفقر من 70% فما فوق: القرى الأكثر احتياجاً إلى تدخلات عاجلة. والمرحلة الثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70% من القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل لكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى. وتشمل المرحلة الثالثة القرى ذات نسب الفقر أقل من 50% تحديات أقل لتجاوز الفقر.

محمد نجم – محلل اقتصادي

ويتحدث إلىأفريقيا برسعن أهم التحديات التي تواجه أهالي الريف والمبادرات المختلفة لدعمه من قبل الحكومة، المحلل الاقتصادي محمد نجم في الحوار التالي:

ما هي أبرز التحديات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الريف المصري ؟

يعتبر الريف الممصري جغرافيا أكثر المناطق في مصر انتشاراً للفقر والأمراض والأمية مقارنة بالحضر (المدن) خاصة المناطق الحدودية حيث تتركز الأسر الفقيرة بنسبة كبرى في الريف المصري، وأيضاً ريف الصعيد وتعتبر هذه أكبر التحديات خاصة مع سوء توزيع الثروة وسوء توزيع البنية التحتية وقلة الفرص وهي كلها من أخطر المشكلات التي تواجه الريف المصري منذ عقود طويلة.

شكلت الأوضاع مؤخراً تحديات اقتصادية أبرزها تداعيات فيروس كورونا على كافة النواحي المعيشية والاقتصادية، كيف تأثر الريف المصري بذلك؟

أغلب سكان الريف يعملون في المدن أو خارج مصر في دول الخليج كالأردن وليبيا أو يعملون في السياحة بالبحر الأحمر أو بالقاهرة والاسكندرية، وبالتأكيد الأسر الريفية كانت الأكثر تضرراً بجائحة كورونا لأن قطاع السياحة والطيران والفنادق والترفيه والمطاعم تضرر بشكل كبير وهي القطاعات الأكثر إشغالا لأبناء الريف والقرى وأيضا من يعملون في دول الخليج عادوا إلى مصر بسبب الجائحة بسبب توقف عجلة الاقتصاد وحدوث الركود الاقتصادي؛ لذلك تأثر أهالي الريف بشكل كبير وأيضا البنية التحتية الصحية في الريف ضعيفة للغاية وبالتالي كان الريف أكثر المناطق هشاشة في مواجهة الأزمة.

ما هي أهم المبادرات والخطوات التي قامت بها الحكومة لتنمية الريف؟

مبادرةحياة كريمةهي أكبر المبادرات التي أطلقتها الحكومة المصرية، فهي مشروع قومي كبير وضخم، فالمبادرة بدأت أولاً؛ بتمويل قدره 500 مليار جنيه ثم وصلت إلى 700 مليار جنيه، وتقلصت مدة تنفيذ المشروع من 10 إلى 3 سنوات من خلال ضغط الجدول الزمني للمشروع وحدوث تنمية على كافة المستويات من خلال العمل على تحسين البنية التحتية، حيث تعتمد معايير المبادرة وسياستها على تقارير نسب الفقر والمرض والأمية وعجزوالخدمات في القرى لذلك بدأ المشروع من المناطق الأكثر فقراً والأكثر احتياجاً بناءً على التحديات التي تواجه تلك المناطق.

كيف ساهمت الجهود الحكومية في تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لأهالي الريف؟

بالتأكيد تحسنت الأوضاع منذ عام 2014 لكن أغلب المشاريع كانت في المدن القديمة والحديثة، ولكن بدأ التوجه نحو الريف منذ 2018 مع بداية أول مرحلة منحياة كريمةثم بدأت الدفعة الجديدة بتوجيهات الرئاسة المصرية بتوسيع المبادرة وضغط الجدول الزمني ليصبح التأثير متوقعاً خلال 3 سنوات وسنشهد نتائج المبادرة قريباً.

ما هو دور المرأة المصرية في الريف وكيف حظيت باهتمام الحكومة المصرية؟

المرأة جزء من الكل والمرأة الريفية واجهت أيضا نفس المشكلات التي واجهت أهالي الريف مع نقص المستشفيات والمدارس ونقص العمل والبنية التحتية وسوء الأوضاع، لكن هناك الكثير من المبادرات المخصصة للمرأة الريفية مثل مبادرة المرأة المعيلة وأيضا مبادرة تكافل وكرامة و هناك أيضاً مبادرات وفرت الفرص لدعم المرأة المطلقة في الريف المصري وهناك بعض القروض التي خصصت للمرأة في القرى من خلال مبادرة فرصة لتمويل مشاريع المرأة، كما اتجهت بعض البنوك لمساندة المرأة في تنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة في الريف المصري، لتتمكن المرأة من الإنتاج وإعالة أسرتها وهي في بيتها، إضافة إلى تمويل مشاريع المرأة لتربية الماشية والدواجن والمشاريع الزراعية ومشاريع الغزل والنسيج وغيرها من المشاريع اليدوية التي نجحت فيها المرأة المصرية.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here