السياحة المصرية.. بين إجراءات حكومية وتخوفات من شبح كرونا

45

حوار: سحر جمال

أفريقيا برسمصر. قطاع السياحة من أكثر وأهم القطاعات التي يعتمد عليها الاقتصاد المصري، ومع بداية جائحة كورونا تأثرالقطاع بشكل كبير مع توقف الرحلات السياحية واتخاذ الإجراءات الاحترازية وفرض حظر التجوال وغيرها من الظروف التي أثرت بشكل كامل على القطاع السياحي، لتتجه الدولة المصرية نحو سلسلة من الخطوات ساهمت بشكل كبير في تحسين أوضاع القطاع ومساندة العاملين فيه مع إعادة فتح المطارات وعودة الرحلات السياحية مرة أخرى، والتصنيع المحلي للَّقاح الذي ساهم بتلقيح نسبة كبيرة من المواطنين والعاملين في القطاع لتعود السياحة إلى سابق عهدها تقريبا خاصة بعد اتجاه الكثير من الدول لتصدير السياحة مرة اخرى الى مصر، لكن يبقى القلق حول الفترة المقبلة مع توقع البعض زيادة اعداد الاصابات مرة اخرى خلال موسم الشتاء.

ولتسليط الضوء أكثر على قطاع السياحة في مصر، يتحدث لـ”أفريقيا برس” المحلل الاقتصادي محمد نجم الحوار التالي:

محمد نجم – محلل اقتصادي

كيف أثرت جائحة كورونا على قطاع السياحة المصرية؟

قطاع السياحة هو أول قطاع تلقى الصدمة من جائحة كورونا، فالجائحة ضربت السياحة والسفر أولا، فشركة مصر للطيران تضررت بشكل بالغ كذلك الفنادق، ولولا تدخل الحكومة بالإعفاءات الضريبية والدعم لمرتبات العاملين وتفعيل صندوق الطوارئ الخاص بالعاملين في السياحة وايضا الدعم بقروض مدعمة بفائدة قليلة ومخفضة من البنك المركزي لكان الوضع أسوأ بكثير، فقطاع السياحة تأثر بشكل كبير والأعداد انخفضت لأقل من مليون سائح بدلا من تحقيق  معدل 13 و 14 مليون سائح لكن تحسنت الأمور بشكل تدريجي والخسارة الأساسية كانت منذ ابريل وحتى نهاية 2020


كيف تعاملت الحكومة مع الجائحة والإجراءات الاحترازية في الأماكن السياحية؟

تعامل الحكومة أنقذ القطاع من خسائر أكبر، بالطبع تحققت خسائر كبرى لكن كان من الممكن أن تكون أكبر بكثير لولا تدخل الحكومة ومساعدتها ودعمها و أيضا توافر فوائض مالية لدى الحكومة لمساعدة الشركات والفنادق والمنتجعات وشركات السفر وشركات السمسرة والوسطاء، وايضا القطاع مرتبط بالتلقيح وهذا مرتبط بقدرة الدولة على شراء اللقاح أو التصنيع المحلي للقاح لنصل لحوالي 15 مليون جرعة، وهذا يمثل ربع أعداد البالغين في مصر وطالما ارتفعت نسب التطعيم يبقى قطاع السياحة منتعشا.


مع ارتفاع عدد الإصابات مؤخراً بشكل ملحوظ، كيف يواجه القطاع ذلك من حيث الإجراءات الإحترازية و أيضا الجاهزية لإسعاف المصابين؟

أظن أن الزيادة في أعداد الإصابات لن يكون لها تأثير سلبي فادح كما كان الحال خلال عام 2020 لأننا هذه المرة نشهد زيادة نسبة التلقيح للمواطنين فخلال شهرين صعدنا من 3 ملايين جرعة إلى 15 مليوناً تم اعطائها للمصريين وهذا يعتبر ربع عدد البالغين في مصر وهذا رقم جيد، فزيادة الأعداد الآن ليست مخيفة طالما لا تضغط على المستشفيات بمعنى أنها الآن إصابات ذات أعراض خفيفة، ثانياً تم تطعيم العاملين في قطاع السياحة، ثالثا أغلب الزائرين لمصر مطعمين في بلادهم وبالتالي ليس هناك خطر.


كيف تأثر العاملون في القطاع السياحي مع تقليص حجم العمالة كإجراء احترازي وكيف انعكس ذلك على حياتهم المعيشية؟

نسب الإشغال اليوم تصل إلى ما بين 40% إلى 60 % وهذه نسب جيدة للغاية فنحن لم ندخل الموسم السياحي الأهم وهو موسم الشتاء والذي سيشهد إرتفاعا في أعداد العاملين وايضا موسم رأس العام وحتى شهرابريل القادم سنشهد نسباً عالية ستصل إلى80%و 90% وهذه نسب طبيعية، وبالتالي كلما تحسنت نسب الإشغال كلما تحسنت نسب التوظيف وانخفضت نسبة التخلص من العمالة فالوضع اليوم افضل من الوضع خلال عام 2020 ونحن نقترب تدريجيا من ارقام ما بين 8 و9 ملايين سائح وهذا متوقع خلال العام القادم 2022، وكلما زادت أعداد السياح كلما زادت نسبة العمالة لكن من الصعب العودة الآن إلى نفس ارقام 2019 وذلك نظرا لظروف السفر العالمية وأوضاع الإقتصاد العالمي ولن نشهد ارقام 14 مليون سائح قبل عامين حتى تعافي الإقتصاد العالمي


كيف تتوقع حالة القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة، مع وجود أحاديث حول العودة لإغلاق شامل أو جزئي في حال إستمرار الوضع الحالي؟

لا أتوقع حدوث إغلاق كلي أو جزئي، لا اعتقد حدوث ذلك مع نسب التلقيح المرتفعة أن تلجأ الحكومة لهذا الإجراء لأنها لم تلجأ إليه عندما كانت نسب التلقيح منخفضة، وكما ذكرت الأمر ليس رهنا بنسب الإصابات فقد تكون الإصابات طفيفة ولكن رهنا بنسب التلقيح وتلقي العلاج في المنزل دون الحاجة لدخول المستشفيات اوالعناية المركزة، وهذا ما يحدث في كافة دول العالم والإفراط في الخوف والقلق ليس من مصلحة أي شخص، وأعتقد أن الوعي الآن ارتفع كثيرا فلن نضطر للإغلاق طالما ليس هناك كارثة صحية تستدعي ذلك، ونحن الآن بعيدين عن هذا الوضع وقطاع السياحة مستمر والأمر الآن متروك للدولة من خلال تسريع التلقيح وهذا ما سيضمن الصورة الذهنية عن مصر كسوق سياحي آمن لجذب السياح للاستمتاع بتجربة صحية آمنة خاصة بعد رفع بريطانيا مصر من القائمة الحمراء والكثير من الدول الأوروبية بدأت في توريد السياحة لمصر ولذلك اتوقع تحسن الوضع خلال الفترة المقبلة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here