حوار: سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. وضعت الحكومة المصرية العديد من الخطط ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي لتحسين الحياة المعيشية للمواطن المصري من خلال إصلاح المنظومة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة الخدمات، فاتجهت المؤسسة الرئاسية نحو تطوير العلاقات الخارجية مع كافة دول العالم شرقاً وغرباً، وخلق تعاون اقتصادي في المجالات كافة و نقل الخبرات الأوروبية إلى مصر بهدف تحسين المنظومة الصناعية بشكل كامل لتحقيق التنافسية العالمية والوصول إلى مستويات أفضل للمنتج المصري وخلق أسواق خارجية تحقق المنفعة للاقتصاد المصري والمواطن الذي يعيش فترة جديدة للنهوض الاقتصادي وسط العديد من التحديات.
وخلال كلمته في قمة فيتشغراد وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سؤالا إلى أوروبا؛ إن كانت مستعدة للتعاون مع بلاده فيما يخص حقوق الإنسان. وتساءل السيسي عن استعداد أوروبا لنقل جزء من صناعتها لتوطينها في مصر، وتوفير فرص عمل لأكثر من 65 في المئة من الشباب.
وقال: “هل أنتم مستعدون لفعل هذا أم تطالبونا بمطالب سياسية فقط وبأن نوفر المعايير التي تتصوروها، إنني أتصور أنه يجب أن يكون هناك شكل أعمق في النقاش والحوار بيننا في هذا الأمر”.
وأضاف في كلمته: “أنتم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها وشعبها بشكل كامل، وليس من المناسب أن تشوهونا وهذا ليس انعكاس لشيء”. وأضاف: “يهمنا أن يعلم أصدقاؤنا الأوروبيون أننا قيادة تحترم شعبها وتحبه، وتسعى من أجل تقدمه، وليس هناك تجاوز في حقوق الإنسان، وأنا مسؤول عن حياة 100 مليون نسمة”.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بقمة فيتشغراد إلى أن في مصر 6 مليون مهاجر غير شرعي، مؤكداً أنهم لا يقيمون في معسكرات لاجئين، ولا تسمح الدولة المصرية لهم بالذهاب إلى أوروبا أو السفر عبر البحر نحو مصير مجهول.
وشدد على أن “مصر دولة تسعى بإصرار وعزيمة قوية جدا للتقدم والتحضر في كافة المجالات، وخير دليل على هذا ما تحقق في البلاد خلال 7 سنوات الماضية”. ولفت السيسي إلى إطلاقه مبادرة “حياة كريمة”، التي تستهدف تحسين الوضع المعيشي لـ60 مليون نسمة في الريف المصري، خلال 3 سنوات، بإجمالي 700 مليار جنيه مصري

وللحديث عن هذا الامر بشكل اكثر تفصيلي وتحليلي، يتحدث إلى “أفريقيا برس” المحلل السياسي عبد الناصر منصور من خلال الحوار التالي:
هل أوروبا جادة في مساعدة مصر اقتصاديا وصناعيا أم إنها تنظر إلى مصر على أنها سوق استهلاكية لبضائعها وقروضها؟
أوروبا لا تريد أن تقدم شيء من دون مقابل ومصر لا تريد أن تقدم شيء من دون مقابل. مصر تطلب أن يكون هناك تعاون مشترك، وإذا كانت مصر تطلب نقل الخبرات في المجالات المختلفة سواء تعليمية أو غيرها أو نقل الصناعة إلى مصر، فأوروبا أيضا ستستفيد من ذلك من خلال إمكانية بيع منتجات هذه المصانع إلى 100 مليون مواطن مصري، فمصر سوق كبير جداً، بالإضافة إلى مئات الملايين المستهلكين العرب والأفارقة من خلال الإتفاقيات المشتركة مع هذه الدول؛ بأن يكون هناك صفر جمارك، ولذلك ستستفيد أوروبا من خلال تواجد مصانعها داخل مصر.
كيف تقرأ رسائل السيسي لأوروبا التي طالب فيها مساعدة مصر في المجالات كافة وخاصة حقوق الإنسان؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يطالب أوروبا بمساعدة من دون مقابل، والمساعدات التي يطلبها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصر هي من أجل تلبية حقوق الإنسان خاصة أن الحكومة المصرية لم ولن تتوقف عن ذلك من خلال برنامج 100 مليون صحة وتحسين بيئة التعليم ومن خلال خلق حياة كريمة وتطوير الريف المصري، كل ذلك يحتاج إلى مساعدات داخلية وخارجية وإذا كانت أوروبا جادة في تقديم مساعدات إلى مصر فهذه هي المجالات التي يمكن أن تقدم فيها الدول الأوروبية وغيرها المساعدات
السيسي وجه رسالة للدول الأوربية بشأن استعدادها لنقل صناعتها إلى مصر وتوفير فرص عمل للشباب، فما أهمية تحقيق ذلك؟
عندما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من الدول الأوروبية نقل صناعتها إلى مصر فهو يهدف إلى توفير فرص العمل للشباب المصري ونقل الخبرات الصناعية للمصريين في مجالات متعددة، وفي المقابل ستستفيد أوروبا من خلال العمل في سوق كبير قوامه 100 مليون مواطن في الداخل وأكثر من مليار مواطن آخر سواء في الدول العربية أو الأفريقية الموقعة على إتفاقيات مع مصر للتبادل التجاري خاصة أن هذه الإتفاقيات لا تتقيد بأي جمارك لنقل البضائع بين الدول
رسائل السيسي جاءت متحدثة عن اللاجئين، فكيف يمكن مساعدتهم وتوفير حياة كريمة لهم داخل مصر بمساندة أوروبا ؟
مصر تستقبل الكثير من أبناء الشعوب ودول المنطقة سواء العربية أو الأفريقية لحمايتهم مما يحدث من اضطرابات داخل هذه الدول سواء كان في سوريا أو العراق واليمن والسودان وليبيا وغيرها من الدول العربية و الأفريقية، مصر تستقبل أبناء هذه الدول وتعاملهم معاملة جيدة جدا، حيث يعيشون داخل مصر ويتمتعون بالتعليم والصحة وكل الرعاية الموجودة في مصر ولم تتحدث مصر أو تتاجر بهؤلاء للاجئين، ولكنها تتحدث عن إمكانية تقديم مساعدات لهم بتوفير بيئة عمل، وللتعاون مع مصر لحل مشاكل هذه الدول لعودة اللاجئين إلى بلادهم مرة أخرى للعيش بسلام
تحدث السيسي أيضا عن الريف المصري و عن خطط حكومية لتطويره فكيف سيساعد جذب استثمارات أوروبية إلى الريف في تحقيق خطة التنمية هناك؟
الحكومة المصرية تنفذ خطة على مدار 3 سنوات للنهوض بالريف المصري وخصصت مبلغ 700 مليار جنيه بشكل مبدئي ويمكن لهذا المبلغ أن يزداد، وعندما تعرض ذلك على المجتمع الأوروبي فنحن نقول اننا نعمل على مساعدة المواطنين المصريين في الريف المصري لتوفير حياة كريمة لهم، وإذا كانت هناك نية جادة في مساعدة مصر فهذه هي حقوق الإنسان الحقيقية التي يمكن تقديم مساعدات بها للنهوض بمستوى المعيشة للمواطن المصري فهو يحتاج الى بناء منازل وإعادة بناء عمارة أخرى وبناء آلاف من المدارس داخل المجتمعات الريفية حتى يستطيع كل تلميذ أو طفل في مصر أن يجد مكاناً مناسباً للتعليم وايضا حياة كريمة تحتاج إلى إعادة بناء الوحدات الصحية لتكون نموذجية وفيها خدمات طبية متكاملة، ويحتاج المواطن الريفي أن تقدم له العديد من الخدمات وكلها أمور مفتوحة أمام المجتمع الأوروبي لتقديم المساعدات والخبرات.