العقيد حاتم صابر يؤكد لـ”أفريقيا برس”؛ أن مصر كانت لوحدها في مواجهة الإرهاب

30

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مازالت سيناء تشهد الكثير من التحركات العسكرية من قبل الجيش المصري، فخلال سنوات طويلة ولمدة 30 عاما، عانت سيناء التهميش والإهمال، وأصبحت معقلا للجماعات المسلحة والإرهابية، وتغيير الأوضاع خلال السنوات القليلة الماضية، فشهدت سيناء الكثير من الجهود الأمنية، والتي استهدفت البؤر الإرهابية، وتمكنت القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع أهالي سيناء من رصد معاقل تلك الجماعات والقضاء على الكثير منها، وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” العقيد حاتم صابر خبير شؤون الإرهاب في الحوار الصحفي التالي:

العقيد حاتم صابر، خبير شؤون الإرهاب
العقيد حاتم صابر، خبير شؤون الإرهاب

بعد أن تمكن الجيش المصري بمساعدة  قبائل  سيناء من السيطرة على مناطق واسعة كانت تحت تصرف ما یسمى بتنظيم “ولاية سيناء”، كيف تقيم الوضع حاليا؟
اولا لا توجد مناطق واسعة كانت تحت تصرف ولاية سيناء، هذا الكلام غير دقيق ولكن كانت هناك بعض الأماكن والتمركزات التي تمركز فيها جزء من تنظيم ولاية سيناء، في مساحة لا تتعدى 1% من المساحة الكاملة لمثلث رفح – الشيخ زويد – العريش، ولم تكن مسيطر عليها، لأن التنظيمات الإرهابية لا تتمركز، والتنظيمات الإرهابية التي تمركزت تم القضاء عليها بسهولة، ولكن كانت كلها مناطق لإنشاء قواعد دوريات ثم الهروب ثم العودة، وتم القضاء عليها تماما، عدا بعض البيوت جاري تطهيرها.

يرى البعض أن مهمة الجيش المصري صعبة نظرا لأن تنظيم “ولاية سيناء” لا يزال يحتفظ بمناطق واسعة هناك، فكيف ترى الأمر؟
لا توجد أي مهام صعبة أمام الجيش المصري، ولا يوجد أي وجود لتنظيم ولاية سيناء، ولا يحتفظ بأي مناطق واسعة، والأرقام تتحدث وفي عام 2013 تعرضت الدولة إلى 306 عملية إرهابية تداعت بالتناقص إلى 8 عمليات إرهابية بعد إندلاع العملية الشاملة، ثم عملية واحدة في عام 2019، ثم عملية واحدة في 2020، ثم لا عمليات في 2021 تماما، ثم عملية واحدة في 2022، فمن أين جاءت قصة سيطرة الإرهاب أو وجود عمليات صعبة أمام الجيش المصري، أعتقد أن الدولة المصرية قامت بمهمة عجز عن تنفيذها الدول الكبرى ، وهي مكافحة الإرهاب ومقاومة الإرهاب في أراضي صحراء شاسعة، لا يمكن لدولة مواجهتها، وأعتقد أن الدولة المصرية كان لها دور كبير جدا في إعطاء درس متقدم في هذا العمل.

من الذي يساند الجماعات المسلحة في سيناء خاصة وأن لديهم تمويل كبير من المعدات والأسلحة؟
التمويل الذي تلقته التنظيمات الإرهابية من الأسلحة والمعدات تم سحقه تقريبا بنسبة 99% منذ عام 2011 حتى 2013، وتم إعداد مسرح العمليات اللوجيستيكي بتخزين أسلحة ومعدات ومفرقعات وتم القضاء عليها الآن، وأصبحت تلك التنظيمات عاجزة من ناحية التمويل ومن ناحية المعدات والأسلحة، وعن ما يشاع أن هناك تمويل فبالفعل كان هناك تمويل لوجيستي كبير جدا، وذلك من دول أجنبية لأن إستمرار الإرهاب في مصر  كان من مصلحتها وكانت تحاول ضرب الدولة المصرية، وأعتقد أن هذا الأمر يكاد يكون إنعدم تماما، بعد تدمير منابع الإرهاب والسيطرة على الإقتصاد القادم والخارج من الدول الأخرى لدعم التنظيمات الإرهابية، وأعتقد أن الدولة المصرية شرحت عبر العديد من اللقاءات كيفية سحق تمويل الإرهاب، أو ترك التعاون الإستخباراتي مع الدول التي تريد إسقاط الدولة المصرية.

يدعو البعض أجهزة الاستخبارات المصرية للبدء في عملية عسكرية واسعة للقضاء على وجود داعش على ساحل رفح والشيخ زويد، خصوصاً أن التنظيم في تلك المنطقة آذى قوات الأمن المصرية كثيراً، وأوقع خسائر فادحة بصفوفها طيلة السنوات الماضية؟
للتصحيح لايوجد لدينا ما يسمى تنظيم داعش، الموجود هو تنظيمات تكفيرية تتبع عقائديا فكر تنظيم داعش ولا تتبع تنظيما ولا تدريبيا ولا تسليحيا تنظيم داعش المنتهي تماما في سوريا والعراق، فأعتقد أنه يجب ضبط المصطلحات وضبط الأوصاف، وأجهزة المخابرات دائما في عمل وليست ستقوم، وأعتقد أن ما تم إنجازه على الأرض و أجبت عليه هو خير دليل.

هل تتوقع مواجهات جديدة في سيناء بين الجيش المصري و الجماعات المسلحة خاصة في بئر العبد؟
لا يوجد مواجهات واضحة وصريحة مع الإرهابيين، ما يحويه السؤال من معنى أن هناك قوات إرهابية متمركزة ستواجهها القوات المسلحة المصرية، وهو أمر عار تماما من الصحة، التنظيمات الإرهابية لا تتعامل بنظرية المواجهة و إلا سيتم سحقها في دقائق معدودة، ولكنها تختفي وتظهر وهو ما يشير إلى صعوبة العملية العسكرية، ودقتها بقيادة القوات المسلحة المصرية والشرطة، وأؤكد أنها قامت بما عجزت عنه القوات والدول الكبرى في مواجهة حرب العصابات.

كيف تقيم دور الجيش المصري خلال السنوات الأخيرة؟
يمكن أن يتم تقييم الدور الكبير للجيش المصري في لغة الأرقام، مرة أخرى نعود لبداية الأزمة في 2013، تعرضت الدولة المصرية لـ 306 عملية إرهابية، تداعت بالتناقص في 2014 إلى222 عملية، ثم في 2015 إلى 2010 عملية، ثم في 2016 إلى 199 عملية، ثم في 2017 إلى 50 عملية، ثم في 2018 مع إندلاع العملية الشاملة إلى 8 عمليات، ثم 2019 إلى عملية واحدة، ثم 2020 عملية واحدة، 2021 بلا عمليات تماما، و في 2022 عملية واحدة، وأعتقد أن لغة الأرقام هي خير دليل على قدرة القوات المسلحة على سحق الإرهاب بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة ومع الدولة المصرية، و قامت بما لم تستطيع أي دولة كبرى أن تفعله، أو تقدم مثل هذه النتائج، وللتوضيح حول جهود الدولة للقضاء على الإرهاب وإنجازات الأوضاع الأمنية، فالمواجهة مع الإرهاب لم تكن مواجهة عسكرية فقط، ولكن كانت مواجهة عسكرية ومواجهة سياسية ومواجهة إجتماعية، وأعتقد أن إنشاء 6 أنفاق لربط شبه جزيرة سيناء بباقي القطر المصري، بعد أن كان نفق واحد وكوبري غير مستخدم، هذا يشير إلى عزم الدولة المصرية على إيجاد مشاريع وإيجاد فرص عمل، و إعادة تعمير لمناطق شمال ووسط سيناء، بعض أن ظلت مهمشة خلال فترة 30 أو 40 عام تقريبا، كل هذه الأمور تؤكد على عزم الدولة المصرية على تنمية وتعمير شبه جزيرة سيناء، حتى لا تكون بيئة حاضنة للإرهاب، وهذا دور كبير قدمته الدولة المصرية، وتجربة فريدة للعالم أجمع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here