العلاقات المصرية التركية.. شروط مصرية لعودة العلاقات

23

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة حملت الكثير من الإشارات بشأن لقاءات على مستويات عليا مع الجانب المصري. وقال الرئيس التركي، إنه لا مانع من إقامة إتصالات ولقاءات على مستوى رفيع مع مصر، في وقت كانت القاهرة قد وضعت مجموعة من الشروط لإعادة العلاقات المصرية التركية مرة أخرى كان أهمها غلق القنوات الإخوانية، وتسليم قيادات الإخوان المطلوبين قضائيا والمقيمين على الأراضي التركية، وسحب الجنود المرتزقة والمليشيات التركية من ليبيا، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى مشهور في الحوار الصحفي التالي:

مصطفى مشهور، كاتب صحفي ومحلل سياسي

كيف ترى التصريحات التركية حول إقامة اتصالات ولقاءات على مستوى رفيع مع مصر؟
تركيا تعي تماما أن مصر هي رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط، وتحرص دائما على أن تكون علاقاتها مع مصر علاقات قوية، مهما كانت الخلافات واختلاف وجهات النظر في بعض المواقف، إلا أنه في النهاية المصالح التركية تعي تماما أن مصر هي الدولة الأهم، والأقوى في منطقة الشرق الأوسط.

أكد الرئيس التركي أن مساعي تطوير العلاقات التركية مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة مستمرة وجرت تفاهمات كبيرة بين الجانبين المصري والتركي خلال الأشهر الأخيرة لكنها لم ترتق للقاءات على مستويات عليا فما الهدف التركي خلف ذلك؟
تقارب تركيا مع المملكة العربية السعودية والإمارات وهما الدولتان الأكثر قربا من مصر يعتبر مقدمة للقاءات رفيعة المستوى مع مصر، باعتبار أن مصالح الدول العربية الشقيقة الثالث “مصر والإمارات والسعودية” مشتركة، ولذلك أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة كبيرة في العلاقات المصرية التركية على مستوى رفيع بين الجانبين، وعلى مستوى قيادات الدولتين.

هل ترى أن تركيا بالفعل تسعى  لتحقيق الشروط التي وضعتها مصر لتحسين العلاقات بين البلدين من غلق القنوات الإخوانية و تسليم المحكومين قضائيا وأيضا الملف الليبي؟
بالفعل تركيا تسعى وتحاول أن تحقق الشروط المصرية لعودة العلاقات المصرية التركية إلى سابق عهدها، لكنها تحاول أن تدرس الأمور لحفظ ماء الوجه، من خلال تنفيذ الشروط المصرية عبر تفاهمات بين تركيا ومصر، أما بالنسبة لتسليم القيادات الإخوانية فأعتقد أن المصالح التركية تقتضي أن تتفاهم مع مصر، وأن تحقق مطالب مصر لعودة العلاقات التاريخية بين الدولتين.

قفز معدل التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي بمقدار الثلث وبقيمة تصل إلى 1.6 مليار دولار إضافية إلى حجم التبادلات التي وصلت إلى 11.14 مليار دولار، فهل يعني ذلك عودة المياه إلى مجاريها خاصة بالقطاع الاقتصادي؟
العلاقات الإقتصادية بين مصر وتركيا تأثرت كثيرا خلال الأزمة بين الدولتين، ولكنها بالفعل بدأت في التحسن مع اختلاف وتغير النظرة التي كان يتخذها أردوغان ضد مصر، وعن محاولة عودة العلاقات بين البلدين فبالتأكيد هناك مصالح مشتركة بين الدولتين، والشعبين المصري والتركي، شعبين لهما علاقات تاريخية، ستحاول تركيا أن تحفظ تلك العلاقة، خاصة وأن وهناك الكثير من العلاقات الإقتصادية بين البلدين، ومعنى قفز ميزان التبادل التجاري وزيادة التعاون الإقتصادي، فإن ذلك مؤشر لعودة العلاقات بشكل أكبر خلال العام المالي الحالي والقادم، لتعود المياه إلى مجاريها.

الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية فتحت الباب أمام التقارب العربي التركي بشكل أكبر، لكن الخبراء يرون أن البوابة الحقيقة تبدأ عبر إعادة العلاقات بشكل رسمي مع القاهرة. فهل تتفق مع ذلك؟
أتفق تماما مع أن عودة العلاقات التركية العربية، وتحقيق التقارب التركي العربي يبدأ من القاهرة، لكن زيارة الرئيس التركي إلى السعودية هي بداية لمحاولة دخول أطراف عربية كوسيط بين أنقرة و القاهرة، خاصة وأن السعودية والإمارات ومصر هي الدول التي دائما لها مصالح مشتركة، لذلك فإن تلك الخطوة هي بداية لم الشتات بين مصر وتركيا.

ما هي مصلحة كل من مصر و تركيا في حدوث هذا التقارب بعد فترة طويلة من توتر العلاقات بين البلدين؟
بالتأكيد مصر وتركيا بينهما مصالح مشتركة وتاريخ مشترك، الشعبان المصري والتركي لهما علاقات تاريخية، التقارب بين الدولتين هو في صالح الشعبين المصري والتركي، وهناك علاقات تجارية وإستثمارات بين الدولتين، ولا بد أن تعود العلاقات مرة أخرى إلى سابق عهدها، وأنا أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة كبيرة في التقارب بين البلدين.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here