العلاقات المصرية الصومالية تعود من بوابة الأزمات الراهنة

13

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. بعد فترة من طويلة من فتور العلاقات المصرية الصومالية خلال ولاية فرماجو، تأتي زيارة الرئيس الصومالي الجديد للقاهرة حاملة الكثير من الأهداف التي ترمي لتحسين العلاقات السياسية والإقتصادية، وخلق تعاون في كافة المجالات، ومواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة الأفريقية وخاصة أزمة الأنهار التي تلعب أثيوبيا دورا كبيرا في وجودها، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الدولي نبيل نجم في الحوار الصحفي التالي”

نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية

بعد سنوات من توتر العلاقات المصرية الصومالية تثير زيارة الرئيس الصومالي إلى مصر الكثير من التساؤلات حول أهمية تلك الزيارة و ما مصلحة مصر في تحسن العلاقات مع الصومال؟
ترجع أهمية زيارة الرئيس الصومالي إلى مصر في أنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات الخارجية للصومال، الرئيس الصومالي المنتخب في منتصف مايو الماضي يبدأ في تنفيذ رؤية جديدة للسياسة الخارجية الصومالية، وفي الحقيقة فإن الزيارة إلى مصر تأتي في إطار جولة إقليمية قام بها الرئيس الصومالي المنتخب إلى الإمارات وتركيا وجيبوتي وأريتريا وتنزانيا وكينيا، وكانت مصر هي المحطة الأخيرة، أهميتها أيضا أن الرئيس الصومالي يدرك الدور المصري المحوري في المنطقة، وبالتأكيد هو يعود بمسار العلاقات الصومالية المصرية إلى المسار الطبيعي.

يرى المحللون أن الزيارة تهدف إلى تأمين الملاحة في البحر الأحمر ومنه إلى قناة السويس، ومكافحة الإرهاب فكيف ترى ذلك؟
لا شك أن التنسيق بين مقديشو والقاهرة لا يختصر فقط على قضية الملاحة وتأمين الملاحة، وتأمين الدخول إلى مضيق باب المندب، هو جزء من التنسيق الاستراتيجي بين القاهرة و مقديشو، وأيضا هناك الملف الأكثر أهمية وهو مكافحة الإرهاب، القاهرة تمتلك الكثير من الآليات والخبرات في مكافحة الإرهاب، بالتأكيد ستقدم للصومال الكثير من الخبرات في هذا المجال، لأن الصومال تعبث به حركات إرهابية عديدة، والحقيقة أن هناك مصلحة مشتركة بين القاهرة و مقديشو في محاربة الإرهاب، وهو الهدف الاستراتيجي للسياسة المصرية في الداخل والخارج.

هل ترى أن التقارب المصري الصومالي يشكل تهديدا للمصالح الأثيوبية؟
لا أتفق مع هذا الطرح بأن التقارب المصري الصومالي يشكل تهديدا للمصالح الإثيوبية، العلاقات بين الدول من الطبيعي أنها تسير في خطوط متوازية، ولا يجب أن تكون في خطوط متقاطعة، فتحسين العلاقات الصومالية المصرية هو أمر طبيعي، وإذا كانت أديس أبابا تتضرر من تحسين العلاقات الخارجية الصومالية المصرية فهذا أمر يخص أثيوبيا، وإذا كانت إثيوبيا تتوجس من هذا فإن هذا التوجس الإثيوبي ليس له أي مكان في مسار تحسين العلاقات المصرية بكافة دول القارة.

لماذا تسعى الصومال إلى تحسين علاقاتها مع القاهرة وهل ذلك يضر بعلاقاتها مع أثيوبيا؟
لا أعتقد أن الصومال ستعطي أي بال لقضية التوجس الإثيوبي، وفي الحقيقة فإن الرئيس الصومالي المنتخب أكد في زيارته للقاهرة  للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن الصومال يقف ويؤيد القاهرة بضرورة وجود إتفاق قانوني ملزم لعمليات الملء والتشغيل، أعتقد أن الصومال هذا البلد العربي حان الوقت أن يتم استعادته إلى السياق الذي ينتمي إليه، وهو السياق العربي، والقاهرة هي الدولة التي وصفها الرئيس الصومالي المنتخب بأنها دولة محورية، وأنها لها دور إقليمي مهم ومؤثر في المنطقة، في الحقيقية هناك الكثير الذي يمكن أن تقدمه القاهرة إلى مقديشو، وأيضا هناك الكثير الذي يمكن أن يتم الإستفادة منه، من تحسين وتقارب العلاقات المصرية الصومالية.

الصومال  يعاني تقريبا من المشكلة المصرية نفسها في ما يتعلق بالأنهار الدولية حيث يمر به نهران ينبعان من إثيوبيا “شبيلي وجوبا”، والأخيرة دشنت سدودا على نهر شبيلي تسببت في انخفاض منسوب المياه وجفاف شكّل كارثة إنسانية. فهل يدفع ذلك الصومال الى أن تكون حذرة في التقارب مع مصر؟
أعتقد أن العكس هو الصحيح، فتشابه موقف الصومال ومصر فيما يخص سياسة الحكومة الإثيوبية في بناء السدود على الأنهار من المنطقي أن يدفع الصومال إلى التنسيق مع مصر في هذا الملف، والتأكيد على ذلك هي تصريحات الرئيس الصومالي في القاهرة الخاصة بتأييد الصومال لموقف مصر من ملف سد النهضة ، وأكد على ضرورة أن يكون هناك إتفاق ملزم خاص بمراحل الملء والتشغيل، فأخلص من هذا إلى القول؛ إن الصومال تنسق وتنسق بشكل كامل مع مصر في ملف الأنهار المشتركة، وفي ملف إقامة أثيوبيا سدود على الأنهار المشتركة بينها وبين دول الجوار، وبالتالي الصومال لن تكون حذرة في التقارب مع مصر، ولكن على العكس من ذلك، هناك إتفاق في الرؤى، وتوافق في السياسات، وأعتقد أن التقارب المصري الصومالي يضيف للتقارب المصري السوداني في مسألة سد النهضة ويضيف قوة ودعما لموقف تلك الدول في مواجهة أثيوبيا.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here