النائبة سهام مصطفى لـ”أفريقيا برس”: قطر تبحث عن مصالحها في ليبيا

63
النائبة سهام مصطفى لـ
النائبة سهام مصطفى لـ"أفريقيا برس": قطر تبحث عن مصالحها في ليبيا والإنتخابات هي الحل لتحقيق الإستقرار

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. مازالت الأزمة الليبية تتفاقم يوما بعد يوم، لتطرح العديد من التساؤلات حول دخول قطر على خط الوسطاء بين الفرقاء الليبين لحل الأزمة، فيرى البعض أن هذا التدخل يقف خلفه طموحات قطرية لتحقيق مصالحها الاقتصادية، ويرى محللون أيضا أن الحل الذي طرحته مصر بضرورة إجراء انتخابات تحقق إرادة الشعب الليبي هو الحل الوحيد الذي سيحقق الاستقرار، وللمزيد من التفاصيل تتحدث إلى “أفريقيا برس” النائبة سهام مصطفى في الحوار الصحفي التالي:

يرى البعض أن الزيارات الأخيرة لقيادات ليبية إلى قطر مثل عبد الحميد الدبيبة وعقيلة صالح، طرحت تكهنات عن دور قطري جديد لوقف التصعيد والاقتتال بين حكومتي بنغازي وطرابلس، فهل هذا صحيح؟

سهام مصطفى، عضو مجلس النواب المصري

لا أعتقد أن زيارات القيادات الليبية بغرض وقف التصعيد، لأن وقف التصعيد بين طرفين متحاربين ومختلفين في وجهات النظر، فلا بد من وجود طرف محايد وله مصلحة حقيقية في استقرار ليبيا، ولا أعتقد أن ذلك يتوفر لدى الوسيط القطري، مصر هي المعنية الأولى بالاستقرار الليبي، لأن استقرار ليبيا يصب في مصلحة مصر، ومصر تلعب السياسة بنزاهة، القيادة السياسية الحالية ليس لها أطماع ولا تتدخل في شؤون الدول في زمن قلت فيه النزاهة، فلا أعتقد أن قطر قادرة على وقف التصعيد والقتال، واستقرار ليبيا لا يمسها أو يحقق مصالحها فهي بعيدة عن القضية وتنحاز لطرف ضد آخر، تبعا لأجندتها الخاصة التي لا يعلمها أحد.

على ما يبدو هناك استدارة في الموقف القطري من خلال الحديث عن مظاهر دعم لحكومة باشاغا في تقاطع مع الموقف التركي الداعم لحكومة الدبيبة، فكيف ترين ذلك؟
في رأيي هي ليست استدارة ولكن كما ذكرت فإن قطر وسيط غير واضح، وقطر لها أجندة خاصة تتمثل في تحقيق مصالحها الاقتصادية، فهي لا تريد أن تترك لتركيا الكعكة كاملة لذلك فهي تريد أن تأخذ نصيبا أيضا من ليبيا، فالأمر كله إقتصادي وقطر لا تهتم بتحقيق حل نزيه أو تحقيق استقرار في ليبيا، وأيضا قطر ترغب في تضخيم دورها في المنطقة خاصة وأنها تريد تغيير فكرة أنها دولة صغيرة، وهي تريد أن تضخم حجمها ولكن هذا الأمر لا يتطابق مع الواقع، فإذا أردت أن أصبح أكبر فلابد أن أتصرف بشكل صحيح بعيدا عن التدخل في شؤون الدول.

حسب بعض التسريبات؛ تطرح قطر حلا جديدا يعتمد حل الحكومتين الليبيتين وتسمية حكومة جديدة تعتمد وزراء معتمدة من الدبيبة وباشاغا، فهل سيكون ذلك حلا منطقيا للأزمة الليبية، أم محاولة للالتفاف على حكومة الدبيبة وقضم خياراتها تدريجيا؟

الحل المسرب الذي تطرحه قطر هو حل الحكومتين وضم بعض الوزراء لدى كل حكومة في حكومة واحدة، وأنا أعتقد أن هذا الحل غير منطقي، وهذا يعتبر محاولة للالتفاف حول الأزمة، وأعتقد أن الحل هو انتخابات قانونية تحقق إرادة الشعب، لأن أي حل أو طريق آخر سيفتح الباب لخلافات، خاصة وأن ليبيا دولة لها خصوصية من ناحية القبائل والقبلية، فلن يقبل شعبها بأي حل آخر مطروح من الخارج، لذا يجب أن يختار الشعب الليبي بنفسه من يمثله حتى نصل لحل يحقق الإستقرار في ليبيا.

يرى محللون أن لقطر مصالح كثيرة في ليبيا وخاصة المسألة الاقتصادية، ومن خلال إرتباطها بعدد من التيارات والتنظيمات السياسية الليبية يمكنها ايجاد توازن بين هذه التنظيمات، فهل هذا ممكن؟

مصلحة قطر الأولى هي تحقيق مصالحها الاقتصادية فقط، فقطر ليست دولة جوار لليبيا حتى يهمها استقرارها، ولن تتضرر بتصدير الإرهاب أو زعزعة مكانتها، ولكن كل المسألة أنها تريد الحصول على جزء من الكعكة الاقتصادية، وهذا الدور والهدف القطري لن يتمكن من تحقيق توازن، لأن التوازن الحقيقي سيتحقق بحل نابع من الليبين أنفسهم، أي حل آخر مفروض عليهم أو من خلال دول لها مصالح لن يستمر، و ستحدث خلافات مجددا وهذا ما يحدث الآن، فالاتحاد الأوروبي أو قطر أو أمريكا لن يتمكنوا من حل تلك الأزمة، الحل الذي قدمته مصر هو ضرورة جلوس الفرقاء الليبين على طاولة واحدة لوضع أسس للانتخابات، ويتم تنفيذ الانتخابات وتأمينها بشكل جيد، حتى تتحقق إرادة الشعب الليبي، وهذا الضمان الوحيد للاستقرار، غير ذلك سندخل في متاهة الحروب والمليشيات والأزمات والصراعات كما يحدث الآن.

على الرغم من تشكيل تكتل ثلاثي يجمع قطر وتركيا ومصر للوصول إلى حلول متوازنة بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، إلا أن التكتل لم ينجح في جمع الليبيين من جديد على طاولة حوار ليبي-ليبي، لماذا برأيك؟

لم ينجح التكتل الثلاثي بين مصر وتركيا وقطر في جمع الليبين، لأن الشركاء لمصر لم يتمتعوا بالنزاهة الكافية، فكل طرف يناصر طرف آخر ولا يلتزم بوعوده ماعدا مصر طبعا، مصر هي المعنية بالقضية والأكثر تأثرا بعدم استقرار ليبيا، ومصر لم تتمكن حتى الآن من التأثير على كل الأطراف، لأن هذه الأطراف تابعة لدول أخرى وتلك الدول لها أجندات ليس من ضمنها تحقيق مصلحة ليبيا أو استقرارها، والأمل يكمن في أن يدرك الليبيون ذلك، وأن يدركوا أن مصر ليس لها أي مطامع في ليبيا، ومصر تريد فقط إستقرار ليبيا كدولة جوار، لأن ذلك ينعكس على مصر، غير ذلك ستبقى الأطراف الخارجية تتلاعب بليبيا وستشكك في موقف مصر، وكما أكدت فإن الحل يكمن في الليبين أنفسهم، و أن يدركوا أنه لا أحد معني بإستقرار ليبيا أكثر منهم، ويسيروا بخطوات فعلية لتحقيق إستقرار وطنهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here