سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. في إطار الزيارة المنتظرة للأمير السعودي محمد بن سلمان إلى مصر، مروحة من القضايا ستكون على طاولة الحوار بين البلدين وخاصة القضية الفلسطينية والليبية واليمنية، والعلاقة مع ايران وتركيا وملف سد النهضة، والتوتر بين الرياض وواشنطن، كما ستشمل المباحثات؛ تطوير العلاقات السياسية والإقتصادية بين القاهرة والرياض خلال الفترة المقبلة، وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” النائب في مجلس الشعب مصطفى بكري في الحوار الصحفي التالي:
تنتظر مصر زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر، فما أهمية تلك الزيارة وأهدافها؟
بالتأكيد زيارة الأمير محمد بن سلمان تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت، فالأمة العربية تواجه تحديات كبيرة، وفي نفس الوقت أيضا تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على العالم العربي ما زالت تأتي بنتائج سلبية، نظرا لارتفاع الأسعار، والأوضاع في المنطقة والملف اليمني؛ قضايا تستحق أن تدرس خاصة وأن مصر معنية باليمن، كما أن المملكة العربية السعودية كانت صاحبة المبادرات العديدة جنبا إلى جنب مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، وعودة الشرعية إلى ربوع اليمن، طبعا التطورات في فلسطين وفي لبنان والعراق وليبيا وسوريا، كل هذه الأمور كثيرا ما تبحث على مائدة الحوار بين الطرفين، ولذلك تأتي أهمية تلك الزيارة بدرجة كبيرة جدا، لأنها ستبحث ملفات شائكة وهامة جدا.
الزيارة تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية، توتراً ملحوظاً في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، ورفض المملكة تلبية المطالب الأميركية بزيادة إنتاج النفط، للسيطرة على الأسعار في أسواق الطاقة فهل ما يحدث هو تنسيق مصري سعودي حول هذا الملف؟
طبعا نحن نعلم أن تلك الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الأمريكية توترا ملحوظ لأن أمريكا أرادت من المملكة العربية السعودية أن تزيد حصتها من الإنتاج النفطي، لتصل إلى 12 مليون برميل يوميا، طبعا المملكة العربية السعودية رفضت هذا الأمر، مما سبب أزمة بين الرياض وواشنطن، ونحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالحها الخاصة ولكن أيضا السعودية ودول الخليج لهم مصالح خاصة أيضا متعلقة بسيادتهم، ولهم قراراتهم المستقلة فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، خاصة وأن هناك الكثير من علامات الإستفهام حول الموقف الأمريكي سواء فيما يتعلق بالعلاقة بين واشنطن وإيران تحت الطاولة، وأيضا موقف واشنطن من الحوثيين ومن بعض الملفات التي تمس المملكة العربية السعودية.
هل هناك رسائل سعودية للولايات المتحدة عبر القاهرة، خاصة وأن بن سلمان فقد مع بايدن ذلك الدعم الذي كان يحظى به في عهد ترامب؟
بالتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي طرف أساسي ومؤثر في كثير من القرارت داخل المنطقة وخارجها، من المؤكد أن المملكة العربية السعودية ليست بحاجة إلى وساطة مصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بالتأكيد مصر يهمها في الأساس رفض أي تدخل في شؤون المنطقة من أي طرف، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، الأمر الثاني هو التضامن مع السعودية في قراراتها وفي نفس الوقت هي تسعى أيضا إلى فرملة أي محاولات لشن عداءات ضد المملكة العربية السعودية وضد أمنها واستقرارها.
هل زيارة بن سلمان ترتبط بالقمة المرتقب عقدها خلال شهر حزيران في تل أبيب بمشاركة رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والبحرين، والإمارات، وكيان الاحتلال؟
أعتقد طبعا أن المملكة العربية السعودية مهتمة بالقضية الفلسطينية، وهو موقف مبدئى ثابت، فالسعودية هي التي طرحت مبادرة السلام العربية عام 2002، وهي متابع دائما للتطورات على الساحة الفلسطينية ولاعب أساسي فيما يتعلق بسبل تسوية هذا الصراع، وأظن أن المملكة العربية السعودية لها مواقفها المحددة، وهي تكوين دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
هل يدفع بن سلمان باتجاه إنهاء الخلاف بين القاهرة وأنقرة بعد تطبيع تركيا علاقاتها مع السعودية وتجاوز القطيعة التي كانت قائمة بينهما بسبب مقتل جمال خاشقجي؟
طبعا العلاقات التركية السعودية وصلت إلى مرحلة تجاوزت فيها قطيعة كانت قائمة منذ فترة طويلة، وخاصة في موضوع خاشقجي الذي ساعدت تركيا إلى تصعيده إلى حد كبير جدا، وأتصور أن بالتأكيد سمو الأمير محمد بن سلمان سيطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على فحوى المباحثات التي جرت بين السعودية وتركيا فيما يتعلق ببعض الملفات العربية وخاصة الملف التركي المصري، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات وموقف تركيا من جماعة الإخوان.
هل ينجح بن سلمان في تكوين إئتلاف سعودي مصري تركي في مقابل ايران؟
لا أظن أن قضية التحالفات لبعض القوى ضد قوى أخرى أمر بات واردا بالشكل التقليدي، ولكن بالتأكيد هناك ثمة توافق مصري سعودي فيما يتعلق بضرورة أن تتوقف إيران عن تهديد المنطقة، ومصر ترى أن الأمن الخليجي هو جزء من أمنها القومي، وطالبت بحل الأزمة اليمنية بشكل سلمي، وبما يستند إلى الشرعية والحقوق.اليمنية الكاملة دون التدخل من أي طرف كان، وفي نفس الوقت أيضا مخرجات الحوار الخليجي قبل ذلك وما تم الإتفاق عليه مؤخرا، من تشكيل مجلس رئاسي جديد.
في ظل الأزمة الإقتصادية الصعبة في مصر على ما يبدو بن سلمان سيمرر أجندته من بوابة الملف الإقتصادي الذي سيكون حاضراً بشكل رئيسي في محادثاته مع عبد الفتاح السيسي، وهناك حديث عن وضع استثمارات سعودية في مصر بقيمة 10 مليارات دولار، بعد إيداع السعودية 5 مليارات دولار في مارس/آذار الماضي؟
موقف المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر خلال أزمتها الإقتصادية هو موقف ليس بجديد، المملكة العربية السعودية لها إسهاماتها ومواقفها، ومصر تقدر هذا الموقف وخصوصا في الفترات الإنتقالية التي عانت خلالها مصر من أزمات إقتصادية كبيرة، و أظن أن مصر تعاني الآن من أزمة صعبة، وأتصور أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومصر هي بالتأكيد علاقة إخوة، وعلاقة تعاون مشترك ومصير واحد، ولذلك أعتقد أنه من الوارد حدوث المزيد من التعاون.
هل نتوقع دعما سعوديا لمصر في قضية أزمة سد النهضة؟
موقف المملكة العربية السعودية من قضية سد النهضة هو موقف واضح، فالسعودية مع حق مصر في حصتها المائية المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب من المياه، وسعت المملكة العربية السعودية من أجل إنهاء هذه الأزمة، وموقفها هو موقف متضامن مع مصر، وسبق وأن أصدرت العديد من البيانات قبل ذلك كتعبيرا عن هذا الموقف، وإنعكاسا لحرص السعودية على حصة مصر من مياه نهر النيل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس
