سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. في إطار المحادثات بين المهندس طارق الملا وزير البترول و السفير “ديان انجيلوف كاتراتشيف” سفير بلغاريا بالقاهرة، دار الحديث حول رغبة بلغاريا في التعاون مع مصر في مجال الطاقة وبالأخص الغاز المصري، وطالب السفير منح بلاده عضوية في منتدى غاز المتوسط، و رغبة بلاده في أن يكون الغاز المصري أحد الروافد المغذية للطاقة فى بلاده، ويرى البعض أن علاقات مصر الدولية مهدت الطريق لمثل هذا النوع من التعاون وفتحت باب سوق الطاقة العالمية على مصراعيه أمام الغاز المصري وعلى الأخص السوق الأوروبي الذي يعد الأضخم والأهم بالنسبة لمصر، فمساحة التعاون المصري الأوروبي تزداد يوماً بعد يوم، ومن الأسباب التي عززت قوة الغاز المصري على ساحة المنافسة الأوروبية جودة الغاز المصري، فهو أقل الأنواع إنبعاثاً للمواد الكربونية وهو بذلك مقبول لدى لوبي المناخ الأوروبي النشط، الذي يمنع أي دولة أوروبية من استخراج الغاز الموجود بين طبقات الصخور الأرضية للإعتماد على تقنية التكسير الهيدروليكي والتي تعتبر من أهم أسباب تلوث المياه الجوفية وغيرها من المشكلات الجيولوجية والبيئية، هذا بالأضافة إلى تعثر الإتفاق بين ألمانيا والشركة الروسية الناقلة للغاز الروسي لأوروبا و الذي يعتبر المصدر الأول للطاقة في أوروبا، كل ذلك بالأضافة إلى التجهيزات و البنية التحتية المصرية في مجال الطاقة والتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة و المتجددة ستزيد من فرص الإستثمار الأجنبي في مجال الطاقة.
ويرى محللون أن حديث السفير البلغاري عن متابعته ومراقبة بلاده عن كثب لما يحققه قطاع البترول المصري من نجاحات وما تشهده صناعة البترول المصرية من تطورات إيجابية وما يمثله من أهمية للاقتصاد بمصر التي قدمت تجربة إصلاحية واعية كان لها أكبر الأثر فيما تحققه من نجاحات يعكس التناغم الإقتصادي و التنموي الذي تسير به كل مؤسسات الدولة صوب إستراتيجية مصر 2030. وفي هذا الإطار يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي يوحنا أنور في الحوار الصحفي التالي

مع السعي البلغاري للإنضمام لمنتدى غاز المتوسط من خلال قائمة غاز مصر لماذا تسعى بلغاريا لهذه الخطوة وأهميتها بالنسبة لها وما الفائدة التي تعود على مصر؟
طبعا مؤخرا تم الإعلان عن منتدى غاز شرق المتوسط كمنظمة إقليمية ودولية بميثاق شرف أعدته مصر واليونان و قبرص وإسرائيل والأردن وإيطاليا. ومن أهم أهداف تلك المنظمة تأمين إحتياجات الدول المستهلكة للطاقة، لهذا السبب تسعى بلغاريا لتأمين إحتياجتها من الطاقة، لذلك تسعى للإنضمام لهذا المنتدى، هذا بالطبع سيفتح المجال لمصر لعبور الغاز إلى أوروبا، وسوف تكون بلغاريا بوابة لعبور الغاز المصري إلى أوروبا، حيث تعتمد أوروبا بشكل كبير على الغاز الروسي، وخلال الفترة المقبلة قد يكون الغاز المصري بديل للروسي، بعد تعثر الإتفاقات بين الشركات الروسية وأوروبا.
البعض يرى أن تلك الخطوة تفتح المجال لمصر وخاصة السوق الأوروبي في مجال الطاقة من خلال تحقيق المنافسة مع أوروبا في هذا المجال فهل تتفق مع ذلك؟
بالطبع سوف تفتح هذه الخطوة المجال لمصر للمنافسة وخاصة مع الغاز الإسرائيلي، فإسرائيل بالفعل وقعت على إتفاقيات مع اليونان وإيطاليا وقبرص لإمدادهم بالغاز عن طريق خطوط من المفترض تشييدها خلال الفترة المقبلة، وهذه سوف تكون خطوة أيضا بديلة للغاز الروسي.
ما المميزات التي تجعل الغاز المصري يدخل في المجال التنافسي خاصة بعد تعثر الإتفاق بين ألمانيا والشركة الروسية الناقلة للغاز الروسي الناقلة للغاز إلى أوروبا؟
اهمية الغاز المصري هو أنه يعتبر أقل الأنواع إنبعاثا للمواد الكربونية، وبالتالي ليس له مشاكل بيئية أو جيولوجية، وطبعا هذا يتفق مع التوجه العام في أوروبا للحفاظ على البيئة والمناخ، لذلك سيكون الغاز المصري مناسب جدا كبديل للغاز الروسي إلى أوروبا.
وجود فرص للاستثمار الأجنبي في مجال الطاقة في مصر كيف ينعكس على الإقتصاد المصري وخطط التنمية؟
الإستثمارات الأجنبية بصفة عامة مهمة جدا في تحقيق التنمية الإقتصادية، لذلك تسعى جميع الدول ومن ضمنها مصر إلى جذب الإستثمارات الأجنبية إليها، لأن ذلك يساهم في تحقيق التنمية وتوفير فرص العمل، والإستثمار في مجال الطاقة يتطلب تمويلات كبيرة قد لا تكون متوافرة لمصر، ولذلك جذب الإستثمارات الأجنبية مهم لتحقيق ذلك، وهذا بالطبع أفضل كثيرا من الإقتراض، وطبعا فرصة مصر كبيرة لجذب الإستثمارات الأجنبية، خاصة مع قربها من الأسواق وموقعها الجغرافي، وتوافر البنية التحتية التي أصبحت متاحة بشكل كبير في الفترة الحالية في مصر، وبالطبع الإستثمارات الأجنبية سوف تساعد مصر في مجال الطاقة، وفي توفير الغاز بالداخل وبالتالي تصديره وتوفير العملة الصعبة، وايضا المشروعات الإستثمارية ستعمل على توفير فرص العمل في مصر.
كيف سيغير انضمام المزيد من الدول لمنتدي شرق المتوسط لموازين القوى خاصة في ظل الصراع الذي نشهده حاليا حول تلك المنطقة الهامة إقتصاديا؟
هذه المنطقة أصبحت كنز إستراتيجي خاصة بعد توالي إكتشافات الغاز بها، وبالتالي هناك أطماع من عدة دول للسيطرة على تلك الثروات الطبيعية خاصة تركيا، لذلك نجد أن تركيا تعقد إتفاقيات مع قطر وأيضا مع الحكومة الليبية السابقة برئاسة السراج، بهدف السيطرة على تلك المنطقة، ولذلك أيضا نجدها تقوم بالتنقيب عن الغاز بصورة غير قانونية قرب شواطئ قبرص، وإنضمام الدول لهذا المنتدى طبعا سوف يغير موازين القوى وسوف يحفظ حقوق الدول في هذه الثروات الطبيعية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس