تدريبات عسكرية مصرية سعودية مشتركة

21
فعاليات التدريب المصري السعودي المشترك
فعاليات التدريب المصري السعودي المشترك " تبوك – 5 "

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. انطلقت فعاليات التدريب المصري السعودي المشترك ” تبوك – 5 ” الذي تنفذه عناصر من القوات المسلحة المصرية والسعودية، ويستمر لعدة أيام بالمملكة العربية السعودية، ويأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة بين البلدين لدعم التعاون بمختلف المجالات العسكرية وتبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية والجاهزية القتالية للقوات المشاركة وتتمثل في:

– مناورات فيصل: بين القوات الجوية المصرية والقوات الجوية الملكية السعودية.

– مناورات مرجان: بين القوات البحرية المصرية والقوات البحرية الملكية السعودية.

– مناورات تبوك: بين القوات البرية المصرية والقوات البرية الملكية السعودية.

– مناورات الربط الأساسي: بين القوات الجوية المصرية والقوات الجوية الملكية السعودية بمشاركة القوات الجوية للبحرين والكويت والإمارات.

– مناورات رعد الشمال: بين القوات المسلحة السعودية والقوات المسلحة المصرية بمشاركة القوات المسلحة لعدة دول عربية إسلامية.

فعاليات التدريب المصري السعودي المشترك " تبوك – 5 "
فعاليات التدريب المصري السعودي المشترك ” تبوك – 5 “

 

وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس”، المحلل السياسي و الكاتب الصحفي أحمد سلطان في الحوار الصحفي التالي:

أحمد سلطان - محلل سياسي
أحمد سلطان – محلل سياسي

كيف تقيم التدريب العسكري المصري السعودي المشترك وما أهميته في هذه المرحلة؟

بخصوص التدريب العسكري المصري السعودي المشترك، هذا التدريب دوري، وهو واحد من أكبر التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والقوات الملكية السعودية، وهذا التدريب هدفه رفع الأداء القتالي للوحدات المشاركة وتنسيق المفاهيم العملياتية والأداء القتالي أيضا للقوات المسلحة المصرية والقوات الملكية السعودية، وذلك ضمن التعاون الإستراتيجي القائم بين الدولتين، وهذا التعاون يشمل مجالات متعددة منها أمن الشرق الأوسط وممرات الملاحة البحرية وما إلى ذلك.

وفي وجهة نظري فهذه التدريبات تتمتع بصيت جيد في الأوساط العسكرية، وهناك إهتمام واضح من قبل القيادة العسكرية في مصر والسعودية لإجراء تلك التدريبات، وتطوير أداء الوحدات المشاركة فيها، وهذا يعكس الأهمية المشتركة للتدريبات لدى البلدين، ويكفي للتدليل على تلك الأهمية، حضور أبرز قائدي للقوات المسلحة وهم وزير الدفاع وقائد الدفاع ورئيس الأركان المصري، وإفتتاحهم  للتدريبات، كما شهدنا من البيانات العسكرية التي أبهرت الوحدات المشاركة في تلك العمليات، فضلا عن نوعية الأسلحة المشاركة في التدريبات وطبيعة الوحدات، كل هذا يؤكد أنها تدريبات عالية المستوى وتدريبات إحترافية تجري بهدف دعم التعاون العسكري بين البلدين، وتنسيق الإستجابات المشتركة للدول الصديقة.

ما أهم مجالات التعاون العسكري المصري السعودي و كيف تقيم تلك العلاقات خاصة خلال العقدين الأخيرين وما أبرز الإتفاقيات العسكرية بين البلدين؟

كما قلت هي علاقة تعاون إستراتيجي مصري سعودي، العلاقة بين البلدين والتعاون العسكري ليس وليد اليوم وليس وليد تدريبات تبوك، هناك تعاون عسكري قديم للغاية بين البلدين، يركز على قضايا الأمن والقضايا المشتركة في الشرق الأوسط ومنطقة الشمال الإفريقي، وهناك تعاون قديم، ترجع جذوره  لعقود، أي منذ إنشاء القوات المسلحة السعودية بصورتها الحالية،  و أيضا ترسخ هذا التعاون سواء في الحروب التي خاضتها مصر أو خلال بعض العمليات العسكرية التي خاضتها السعودية، فببساطة شديدة هناك علاقات خاصة ومميزة، وعلاقة صداقة قوية، بدليل أنها استمرت حتى الآن وتتطور يوما بعد يوم.

هناك أيضا إتفاقيات للتدريب المشترك وهناك إتفاقيات متعلقة بتوريد بعض الأسلحة، سواء من قبل وزارة الدفاع المصرية أو السعودية ، وهناك أيضا تعاون عملياتي ولوجيستي في بعض الأحيان، وتبادل المعلومات الأمنية والإستخبارتية  بين الدولتين بإعتبارهم دولتين صديقتين، فبالطبع هناك مجال واسع وشراكة إستراتيجية ولا يقتصر على نوع واحد من التعاون.

يرى البعض أن مصر تتمتع بالإحتياط والتريث وعدم الإنجرار نحو المغامرات العسكرية السعودية في المنطقة مثل الحرب في اليمن و سوريا وبقيت مصر بعيدة عن الحربين رغم الإغراءات السعودية، لماذا حسب رأيك؟

العقيدة العسكرية المصرية عقيدة راسخة وواضحة للغاية، ولا تقبل الإنخراط في صراعات خارج الحدود المصرية، وهي عقيدة مرتبطة دائما بالتراب الوطني المصري، لا تنخرط مصر في مغامرات عسكرية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا، فمصر لديها سياسة خارجية متزنة للغاية وتتميز بالإستمرارية، وهي دولة مؤسسات راسخة، وتتمتع آلية القرار فيها بعملية كبيرة وواسعة تتشارك فيها مؤسسات الدولة، ونتيجة لكل هذا لا يكون هناك قرارات غير مدروسة، فالسياسة الخارجية المصرية منذ ميلادها كانت واضحة ولم ترتكب أي كوارث كما فعلت بعض الدول، لكن في إطار العمليات في اليمن فمصر لديها دور سياسي ودبلوماسي وداعم لدول الخليج، ولم تتخلى مصر عن دول الخليج يوما من الأيام، ولا عن  المملكة العربية السعودية، ومازالت مصر تسعى حتى تلك اللحظة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، و جميع الأطراف التي إنخرطت عسكريا في حرب اليمن قالت إن الحل في اليمن حل سياسي، فمصر كانت لديها وجهة نظر أبعد فيما يخص الصراع في اليمن، وايضا فيما يخص الحرب الأهلية في سوريا، وبالتالي لم تنخرط مصر في هذه الحروب ولم تتسرع للدخول في مغامرات عسكرية، لأن هذه الدولة هي دولة مؤسسات راسخة، ولديها إستراتيجية ثابتة تتعامل بها مع المتغيرات ولا تعطي هامش للمغامرات غير المحسوبة.

ما هي مصلحة مصر في خلق تعاون عسكري عربي سعودي؟

أولا أمن المملكة العربية السعودية هو أمن مصر، وأمن مصر هو أمن المملكة العربية السعودية، لا يمكن الفصل بين أمن البلدين لأن البلدين شقيقين وايضا بينهما تعاون وعلاقات راسخة، وفكرة المصلحة لا تعني مصلحة دولة واحدة، فهناك روابط أخوية وروابط جغرافية، ففكرة التعاون موجودة بحكم العلاقة الجيوسياسة و بحكم الإتصال الجغرافي وبحكم العلاقات الراسخة وايضا العلاقات الدينية، فالعلاقات ليست مبنية على فكرة المصلحة ولكن هناك إستفادة لكلا الدولتين لتوسيع التعاون العسكري، والتدريب على أنواع مختلفة من الأسلحة، خاصة وأن القوات المسلحة في كلا البلدين تشغلان مجموعة كبيرة من الأسلحة الشرقية والغربية، وهناك تبادل للخبرات والإستفادة من ذلك بين القوات المسلحة في البلدين.

هل تعتقد أن هذا التدريب يأتي تحت فكرة بداية لتشكيل ناتو عربي مشترك مقابل تركيا وإيران خاصة وأن تلك الفكرة طرحت زمن الرئيس الأمريكي السابق؟

هناك عقيدة عسكرية ووجهة نظر سياسية راسخة للدولة المصرية، و  مصر ليست بصدد تشكيل تحالف لمواجهة تركيا أو إيران عسكريا،  لكن كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن أمن الخليج هو جزء من الأمن المصري، وأشار بشكل واضح إلى أن القوات المسلحة المصرية مستعدة للدفاع عن هذا الأمن إذا ما تطلب الأمر بكل الصور، فببساطة شديدة لا نقول أن هناك تحالف تمليه علينا قوة غربية، لأن مصر سيدة قرارها وتتمتع بسيادة مطلقة على أراضيها، وداخل الأقليم العربي، فببساطة شديدة لا نقول أن هناك نيتو عربي، ولا نستجيب لإملاءات غربية تريد تحقيق مصالحها الذاتية فقط، نحن لدينا دواليب داخل الدولة تعمل بشكل ثابت ومستقر، ولدينا رؤية إستراتيجية للأمن والتعاون في المنطقة بالكامل، وبالتالي نتحرك في إطار وفي ضوء تلك المحددات، ولا ننخرط في مغامرات غير محسوبة، ومصر لا تنفذ أجندات خارجية لأي دولة، فمصر دولة كبيرة وهي رمانة ميزان الشرق الأوسط ، وفكرة أنها تستجيب لطلب أمريكي غير صحيحة، فمصر هي سيدة قراراتها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here