تصريحات الغرياني تثير الغضب في مصر

56
مفتي ليبيا المعزول الشيخ الصادق الغرياني
مفتي ليبيا المعزول الشيخ الصادق الغرياني

 سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أثارت تصريحات الشيخ الصادق الغرياني موجة من الرفض في مصر، حيث طالب الغرياني باستدعاء السفير المصري في ليبيا، متهما القاهرة بتدخلها في الشأن الليبي وتحريضها على إثارة الإنقسام بالأراضي الليبية، وأكدت مصر رفضها لتلك الإتهامات مؤكدة تبنيها القضية الليبية منذ بداية الأزمة، وسعيها لتحقيق المصالحة وتوحيد الصف الليبي منذ فترة طويلة وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم رحيم في الحوار الصحفي التالي:

أكرم رحيم - كاتب صحفي
أكرم رحيم – كاتب صحفي

ما هي دلالات تصريحات المفتي السابق الشيخ الصادق الغرياني المطالبة باستدعاء السفير المصري في ليبيا واتهامه لمصر بالتدخل في الشأن الليبي؟
من المعروف أن الشيخ صادق الغرياني هو مفتي الجماعات المسلحة، وهو يقيم في تركيا ويتخذ من إحدى القنوات التركية منبرا له، ودائما ما يميل إلى التنظيمات المسلحة، ويرفض الاعتراف بالجيش الليبي، ويرفض الانتخابات الليبية، وكان له دور كبير جدا في مقاومة الإنتخابات، وحث الجماعات المسلحة على إيقاف هذه الانتخابات ولو بالقوة، واستعرضت الميليشيات المسلحة في عروض عسكرية قوتها بالأسلحة الثقيلة في طرابلس، وكان القصد من ذلك  الوقوف أمام الانتخابات التي دعى إليها البرلمان الليبي حين ذاك، والمعروف عن الغرياني أنه يقيم في تركيا كمفتي للجماعات المسلحة، ودائما ما يحث الجماعات المسلحة إلى الخروج إلى الشوارع، وتم عزله من قبل البرلمان الليبي، وحتى أن له فتوى شهيرة بتحريم التعامل مع الجيش الليبي، وقال إن التعامل مع أموال الجيش الليبي حرام، وفي تصريحه الأخير طالب بإستدعاء السفير المصري في ليبيا، وأتهمه بالتقصير والتدخل في الشأن الليبي، ومن المعروف أن مصر لها دور كبير في تحقيق الإستقرار داخل الدولة الليبية، وساعدت كثير من الأطراف المتنازعة على حل كافة القضايا فيما بينها بالطرق السلمية والطرق الودية، وأستضافت مصر رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، واللواء خليفة حفتر و عبد للحميد الدببة في مصر أكثر من مرة، وجرت الكثير من اللقاءات المشتركة لتفعيل الدور المصري لوقف النزاع داخل ليبيا حتى بعد انتهاء ولاية رئيس مجلس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة،  مصر حثت كافة الأطراف على ضبط النفس، حتى تم إنتخاب رئيس جديد للحكومة الليبية، والذي جاء إلى مصر واجتمع بالقيادة السياسية، ومصر حثت كافة الأطراف على ضرورة ضبط النفس وعلى تحقيق الاستقرار والسلام داخل الدولة الليبية، حتى تتم الإنتخابات البرلمانية والتشريعية والرئاسية خلال الفترة المقبلة، والتي سيحددها مجلس النواب الليبي، والقيادات الليبية واللجنة المشرفة على الإنتخابات خلال الأشهر المقبلة.

یتهم الغرياني مصر بالضلوع في الانقسام الذي تشهده حاليا ليبيا خاصة بعد تشكيل حكومة فتحي باشاغا بتأييد من برلمان بنغازي وغلق آبار النفط من قبل خليفة حفتر ووقف تحويل أموال النفط للبنك المركزي؟
كثيرا ما يحرض الغرياني ضد مصر ويرى أن مصر سبب للمشكلة الليبية، بعد تأييدها لخليفة حفتر، على الرغم من أن الدولة المصرية ومصر تؤيد إستقرار ليبيا، وتؤيد الحكومة الليبية الحالية في بسط سيطرتها على البلاد، وأن يتم تحقيق الإستقرار في ليبيا، ومن المعروف أن الغرياني مفتي الجماعات المسلحة له العديد من الفتاوى التحريضية ضد الجيش الليبي وضد خليفة حفتر، وحتى أنه كان ضد سيف الإسلام القذافي، ودعى أكثر من مرة ما أسماه بالقوة الفاعلة والثوار الوطنيين إلى الإجتماع، وإصدار بيان بقعقعة السلاح، وألا يسمحوا بإجراء الإنتخابات، ومعروف أيضا بموالاته لتركيا والتحريض على هدم الدولة الليبية، والصدام مع الشرق الليبي، وعلى رأسهم قائد الجيش خليفة حفتر، و منعهم من دخول الإنتخابات، كما أنه يقود حملات التحريض ضد مصر، وله مؤيدين من الغرب الليبي، وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للدولة، وقيادات تنظيم الإخوان الذين يرفضون الانتخابات ويرفضون تحقيق الإستقرار في ليبيا، و طبعا يؤيد استعراض المليشيات المسلحة، وكثيرا مت يتهم مصر بأن لها دور في  تأجيج الصراع داخل ليبيا، على غير الحقيقة لأن مصر من مصلحتها أن يكون هناك إستقرار داخل الأراضي الليبية، وأن يكون هناك انتخابات ليبية حتى يحدث الإستقرار داخل الأراضي الليبية، وأن يبسط الجيش نفوذه كاملة على الأراضي الليبية، بدلا من  إنقسام الجيش إلى جيشين، وأن يتم توحيد صفوف الدولة الليبية، ونرى ليبيا تعود مرة أخرى دولة موحدة ودولة مستقرة ويكون لها دور على المستوى العالمي.

 كيف تنظر مصر الى تصريحات الغرياني وهل تعتبره واجهة لحكومة طرابلس؟
مصر لا تعتبر الغرياني وزيرا لحكومة طرابلس ولكن له فتاوى شديدة القسوة لأنها فتاوى تحريضية، حيث يحرض الجماعات المسلحة على النزول إلى الشوارع لمنع الإنتخابات ولإحداث الفوضى، وتحرض على الإنقسامات، وليكون للإخوان دور داخل الدولة الليبية بقوة السلاح، ويرفض توحيد الصف الليبي، كما أنه  يحرض الجماعات المسلحة على الفوضى وهدم الدولة الليبية، كما أنه يخالف البرلمان، ويرى أن قرارات البرلمان غير شرعية، رغم أن نواب البرلمان تم إنتخابهم من كافة الطوائف الليبية، ويحظى بموافقة كافة المواطنين الليبيين، وهو يحرض ضد الجيش الليبي وضد مصر، وولائه لتركيا، ويحرض على الصدام مع الشرق الليبي ومنع حدوث الإنتخابات، لذلك مصر تنظر إلى تصريحات الغرياني على أنها لا تمثل حكومة طرابلس ولا تمثل الدولة الليبية، وهو مرفوض داخل ليبيا بسبب دعواته التحريضية التي تدعو لهدم الدولة.

لم يتبرأ رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة من تصريحات الغرياني، هل يمكن اعتبار ذلك تأييد ضمني لهذا التصريحات؟
رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته يريد أن يعود مرة أخرى إلى أن يكون له دور في الحكومة، أو يكون له دور في الانتخابات الرئاسية، رغم أن مجلس النواب انتخب رئيس جديد للحكومة الليبية، إلا أن عبد الحميد الدبيبة رفض مرارا، وأستعان بالمليشيات المسلحة، وأراد تمزيق الصف الليبي، وإستعراض القوة، وهدد أكثر من مرة برفضه التنازل عن منصبه، رغم أن منصبه تنتهي ولايته في أبريل الماضي، لكن هو يرى أن تصريحات الغرياني قد يكون لها دور في تمكينه مرة أخرى وعودته إلى الحياة السياسية.

من حيث التوقيت، تزامنت تصريحات الغرياني مع عودة بعض القادة المحسوبين على التيار الإسلامي مثل عبد الحكيم بلحاج بشكل علني إلى ليبيا، هل هناك تموضع جديد للتيار الاخواني في ليبيا؟
لاشك أن توقيت التصريحات التي أدلى بها الغرياني موافقة لاقتراح رئيس مجلس الدولة الليبية، على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد الاستفتاء على الدستور، وبالتالي بعدها يتم إجراء إنتخابات رئاسية، وهذا عكس ما آل إليه مجلس النواب الليبي، والذي رأى أن يتم إجراء الإنتخابات، وفقا للضوابط التي تراها اللجنة العليا للإنتخابات، وهذا لم يوافق المليشيات المسلحة والغرياني الذي يحرض على تفتيت الدولة الليبية، وعدم إجراء الإنتخابات الليبية الرئاسية في موعدها، وهذا ما أدى إلى قيام اللجنة المشرفة على الانتخابات بتأجيل الانتخابات للأشهر القادمة حتى تتبين الصورة كاملة، وحتى يحدث إتفاق تام بين الطوائف الليبية، ويستقروا على توقيت مناسب لإجراء الانتخابات في ظل وضع مستقر، وتحت إشراف الأمم المتحدة، وتحت إشراف الجامعة العربية، التي تؤيد إجراء الإنتخابات الليبية في موعدها، بعد أن يسود الإستقرار داخل الدولة الليبية و قيام الحكومة الجديدة بدورها وتحقيق الإستقرار.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here